كشف أسرار صيد الحيتان في العملات الرقمية: كيف تستهدف عمليات التصفية المتداولين بالرافعة المالية؟

قائد البيتكوين2 يونيو، 2025آخر تحديث: 2 يونيو، 2025

3 دقائق

كشف أسرار صيد الحيتان في العملات الرقمية: كيف تستهدف عمليات التصفية المتداولين بالرافعة المالية؟

أحد أشهر المتداولين المخاطرين في عالم العملات الرقمية خسر أكثر من 100 مليون دولار على منصة التبادل اللامركزي (DEX) Hyperliquid). السؤال المطروح الآن: هل كان هذا الانهيار الكارثي نتيجة تكتيك صيد التصفيات (liquidation hunting) أم مجرد سوء حظ؟

محتويات المقالة

انتبه متداولي العقود الدائمة: كيف يعمل صيد التصفيات؟

عندما شاهد المتداول جيمس وين أكثر من 100 مليون دولار تتبخر من صفقاته هذا الأسبوع، رأى البعض أن الأمر لم يكن مجرد سوء حظ. بدأت رهانات وين الطويلة والمضاربة بشدة على البيتكوين في الانهيار مع انخفاض الأسعار تحت مستويات حرجة — مما أفسح المجال لما يمكن اعتباره عرضًا نموذجيًا لصيد التصفيات أثناء العمل.

ما هو صيد التصفيات؟

صيد التصفيات هو استراتيجية يستخدمها متداولون بأموال ضخمة — يُطلق عليهم “الحيتان” — لاستغلال آليات التداول برافعة مالية. عن طريق تحريك أسعار السوق عمدًا نحو مناطق التصفية المعروفة، يمكن لهؤلاء اللاعبين إحداث سلسلة من الإغلاقات القسرية والاستفادة من التقلبات الناتجة. عادةً ما تمكن هذه الاستراتيجية الحيتان من تجميع البيتكوين بأسعار مخفضة بعد التصفيات القسرية.

في أسواق العقود الدائمة، مثل تلك المتوفرة على Hyperliquid، غالبًا ما يتخذ المتداولون صفقات برافعة مالية، والتي تُصفى تلقائيًا إذا انخفضت قيمة الصفقة دون حد الهامش المطلوب. عندما وضع وين رهانًا بمليار دولار على صعود البيتكوين عند مستوى 108,000 دولار، أصبحت صفقته هدفًا بمجرد أن بدأ سعر الأصل في التراجع. مع انخفاض الأسعار دون 105,000 دولار، تبعت ذلك تصفيات هائلة — اختفى أكثر من 100 مليون دولار في غضون ساعات.

هل صيد التصفيات حقيقي؟

هذه الظاهرة ليست نظرية. تُظهر الأبحاث أن صيد التصفيات حقيقي ومتعمد وغالبًا ما يتم تنظيمه باستخدام خوارزميات متطورة. تبحث هذه الأدوات عن مجموعات من الصفقات القريبة من حدود الهامش وتتيح للمتداولين بدء تحركات تدفع الأسعار عبر نقاط التصفية.

كيف يتم تنفيذها؟

تحدد الحيتان الصفقات الضعيفة الطويلة أو القصيرة بتحليل البيانات المفتوحة، ومعلومات التصفية، وأسعار التمويل عبر السوق.
بعد تحديد الأهداف، يستخدمون رؤوس أموالهم لتحريك السوق بقوة — غالبًا بواسطة أوامر كبيرة لكسر مستويات التصفية.
النتيجة هي تفاعل متسلسل من البيع (للصفقات الطويلة) أو الشراء (للصفقات القصيرة) القسري، مما يضخم تقلبات الأسعار ويسمح للمحرض بالربح من الفوضى.

هل يعتبر صيد التصفيات تلاعبًا؟

تثير آليات صيد التصفيات أسئلة ملحة حول العدالة والتلاعب. يرى النقاد أنها تستغل فجوات السيولة وتضر بالمتداولين الأفراد، بينما يعتبرها آخرون مجرد جزء من اللعبة — تشبه المراجحة أو عمليات كشف أوامر وقف الخسارة في التمويل التقليدي.

كيف يمكن للمتداولين حماية أنفسهم؟

تقليل الرافعة المالية: الحفاظ عليها أقل من 2x يقلل التعرض لتقلبات السوق المفاجئة.
الاحتفاظ بهامش أمان: يُفضل أن يكون أعلى من مستويات هامش الصيانة بنسبة 10% إلى 20%.
استخدام أوامر وقف الخسارة بحكمة: وضعها بعيدًا عن مستويات الضوضاء المعتادة في السوق.
مراقبة عمق السوق: الانتباه لجدران البيع أو الشراء الكبيرة وارتفاعات الحجم غير المعتادة.
التنويع: توزيع الصفقات على أزواج ومنصات مختلفة لتقليل المخاطر.

الخلاف الأخلاقي حول صيد التصفيات

ما زال الجدل حول أخلاقيات صيد التصفيات مستمرًا. قد تكون قانونية وفقًا لقواعد المنصات، لكن تأثيرها على عدالة السوق مثير للجدل. البعض يرى أنها تضر بالمشاركين الصغار وتشوه اكتشاف السعر الحقيقي، بينما يعتبرها آخرون جزءًا من آلية السوق الحرة حيث تصبح المعلومات ورأس المال أدوات قوية.

ما إذا كان جيمس وين ضحية لصيد تصفيات مدبر أم أنه وقع ببساطة في الجانب الخاطئ من تقلبات السوق — يبقى غير مؤكد. الآليات حقيقية، لكن النية يصعب إثباتها. في عالم العملات الرقمية عالي المخاطر، تزدهر التكهنات — خاصة عندما تختفي الثروات. طالما وجدت مثل هذه التكتيكات، سيبقى الخط الفاصل بين سوء الحظ والهجوم الدقيق غير واضح.

الدرس البسيط للمتداولين في منصات العقود الدائمة: صيد التصفيات ليس خرافة. إنها حقيقة تكتيكية. معرفة وجودها وفهم آلية عملها واعتماد استراتيجيات وقائية قد يكون الفارق بين البقاء سليمًا أو التحول إلى مجرد نقطة بيانات في مخطط التصفيات.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

ما هو صيد التصفيات (liquidation hunting)؟

هو استراتيجية تستخدمها “الحيتان” لدفع أسعار السوق نحو مناطق التصفية المعروفة، مما يؤدي إلى تصفية صفقات المتداولين الآخرين والاستفادة من التقلبات الناتجة.