شبكة البلوكشين الأساسية، أو ما تُعرف بـ “الطبقة الأولى” (Layer-1)، هي العمود الفقري لأي نظام بيئي للعملات الرقمية. هذه الشبكة تعمل بشكل مستقل؛ فهي لا تحتاج إلى سلاسل أخرى للتحقق من المعاملات أو تنفيذها. إنها تدير كل شيء بنفسها: من معالجة المعاملات إلى التوصل للإجماع وتخزين البيانات في سجلها الخاص.
غالباً ما تسمى “الشبكة الرئيسية”، وتشكل الطبقة الأولى الأساس الذي تُبنى عليه جميع الطبقات الأخرى، بما في ذلك السلاسل الجانبية والحلول المساعدة مثل “الطبقة الثانية”.
ما الفرق بين الطبقة الأولى والطبقة الثانية؟
بينما تعمل حلول الطبقة الثانية على تحسين أداء الشبكات الحالية، فإن شبكات الطبقة الأولى قائمة بذاتها. هي التي تحدد قوانينها الخاصة، وتدير محققي المعاملات الخاصين بها، وتصدر عملتها الرقمية الأصلية. من أبرز الأمثلة عليها: البيتكوين، الإيثيريوم، سولانا، كاردانو، وأفالانش.
كيف تعمل شبكات الطبقة الأولى من الداخل؟
تحتوي كل شبكة طبقة أولى على عدة مكونات أساسية تجعلها تعمل بشكل آمن:
- معالجة المعاملات: تتبع الشبكات خطوات متشابهة: يقوم المستخدم بتوقيع معاملة، تنتشر عبر الشبكة، يتم تجميعها في “كتلة”، ثم يتم التحقق من صحتها وإضافتها إلى السجل العام. تتكرر هذه الدورة آلاف المرات يوميًا دون أي سيطرة مركزية.
- آلية الإجماع: هي قلب البلوكشين النابض. تحدد هذه الآلية كيفية توصل الشبكة لاتفاق حول صحة المعاملات، وهي التي تحدد سرعة الشبكة، أمانها، واستهلاكها للطاقة. أشهر أنواعها:
- إثبات العمل (Proof of Work): يعتمد على “التعدين” الذي يستخدم طاقة كبيرة، ويتميز بأعلى مستوى من الأمان واللامركزية.
- إثبات الحصة (Proof of Stake): يعتمد على “المشاركة” بعملات الشبكة للتحقق من المعاملات، وهو أقل استهلاكاً للطاقة وأسرع.
أشهر شبكات الطبقة الأولى
- البيتكوين (BTC): أول وأكثر شبكات البلوكشين أماناً. تستخدم آلية إثبات العمل، وتركز على اللامركزية والأمان على حساب السرعة.
- الإيثيريوم (ETH): أكبر شبكة قابلة للبرمجة. تدعم العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية. بعد التحديث الكبير في 2022، خفضت استهلاك الطاقة بأكثر من 99%.
- سولانا (SOL): معروفة بسرعتها الفائقة وتكلفة معاملاتها المنخفضة، تستخدم مزيجاً من إثبات الحصة وتوقيت المعاملات.
- كاردانو (ADA): شبكة بحثية تركز على الأمان القوي عبر أساليب رياضية متقدمة.
- أفالانش (AVAX): تصل إلى الإجماع بسرعة كبيرة وتدعم إنشاء شبكات فرعية مخصصة للتطبيقات.
- شبكة بينانس (BNB): توفر معاملات سريعة ومنخفضة التكلفة، وهي متوافقة مع أدوات تطوير الإيثيريوم.
التحدي الأكبر: المعضلة الثلاثية
واجهت شبكات البلوكشين الأساسية تحديًا رئيسيًا أطلق عليه مؤسس الإيثيريوم “المعضلة الثلاثية”. هذا المصطلح يعني صعوبة تحقيق أعلى مستوى من اللامركزية والأمان والسرعة في نفس الوقت. عادة، يجب التضحية بأحد هذه العناصر لتعزيز الآخرين.
استخدامات شبكات الطبقة الأولى في العالم الحقيقي
- تشغيل التمويل اللامركزي (DeFi) مثل منصات الإقراض والتبادل.
- تمكين امتلاك الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) والألعاب.
- تحسين شفافية سلاسل التوريد.
- تأمين الهوية الرقمية.
- تحويل الأصول الواقعية مثل العقارات والفن إلى أصول رقمية.
لماذا لا تزال الطبقة الأولى مهمة؟
على الرغم من أن حلول الطبقة الثانية تساعد في زيادة السرعة، تبقى شبكات الطبقة الأولى هي المصدر الأساسي للحقيقة. فهي توفر التسوية النهائية للمعاملات، وتحفظ السجل الثابت الذي لا يمكن التلاعب به، وتوفر الثقة المشتركة لكل ما يُبنى فوقها. مع تطور التقنية، تظل هذه الشبكات الأساس الذي تقوم عليه شبكة الإنترنت اللامركزية.
الأسئلة الشائعة
ما هي شبكة الطبقة الأولى (Layer-1)؟
هي الشبكة الأساسية للبلوكشين التي تعمل بشكل مستقل تماماً. تدير جميع العمليات بنفسها، من معالجة المعاملات إلى تخزين البيانات، ولا تحتاج إلى شبكات أخرى لتعمل.
ما الفرق بين البيتكوين والإيثيريوم من حيث آلية التشغيل؟
البيتكوين تستخدم “إثبات العمل” الذي يستهلك طاقة عالية ويتميز بأمان كبير. الإيثيريوم انتقلت إلى “إثبات الحصة” الذي يستهلك طاقة أقل بكثير ويسمح ببناء التطبيقات اللامركزية عليها.
لماذا تبقى الطبقة الأولى مهمة مع وجود الحلول الأسرع مثل الطبقة الثانية؟
لأنها تمثل المصدر النهائي والرئيسي لجميع البيانات والمعاملات. توفر الأمان والثقة الأساسية لحلول الطبقة الثانية، فبدونها لا وجود لهذه الحلول الأسرع.
