أساسيات العملات الرقمية

تداول المتأرجح مقابل التداول اليومي: مقارنة نسب العائد والتحليل التفصيلي

تعريف أساليب التداول الرئيسية

يعتبر تداول المتأرجح (Swing Trading) والتداول اليومي (Day Trading) من أهم الاستراتيجيات التي يعتمد عليها المتداولون في الأسواق المالية، سواء في سوق الأسهم أو العملات الرقمية. وفي ظل التقلبات المستمرة في السوق، يسعى المستثمرون إلى فهم الاختلافات الدقيقة بين هذين النمطين لتحقيق أقصى قدر من الأرباح وتقليل المخاطر.

يركز تداول المتأرجح على استغلال الحركات السعرية المتوسطة الأجل؛ حيث يحتفظ المتداول بمركزه لفترة تتراوح من عدة أيام إلى عدة أسابيع، مستفيدًا من التوجهات الرئيسية وتحليل الاتجاهات الفنية والأساسية. ومن جهة أخرى، يقوم التداول اليومي على فتح وإغلاق مراكز خلال نفس اليوم لتحقيق أرباح صغيرة من تحركات الأسعار السريعة. في حين يعتمد التداول اليومي بشكل كبير على سرعة اتخاذ القرار وإدارة المخاطر في الوقت الفعلي، يوفر تداول المتأرجح مجالاً أكبر للتحليل المتأني دون تعقيدات الوقت المستمر أمام الشاشة.

التحليل الفني والأساسي كأساس للنجاح

تلعب أدوات التحليل الفني والأساسي دوراً محورياً في استراتيجيات التداول لكل من المتأرجح واليومي:

تداول المتأرجح مقابل التداول اليومي: مقارنة نسب العائد والتحليل التفصيلي
  • التحليل الفني: يعتمد على دراسة الرسوم البيانية والأنماط السعرية مثل الدعم والمقاومة، الشموع اليابانية، والمؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة، مؤشر القوة النسبية (RSI) والبولينجر باند. يستخدم المتداولون اليوميون هذه الأدوات لاتخاذ قرارات سريعة وضبط توقيت الدخول والخروج في الصفقات.
  • التحليل الأساسي: يتضمن دراسة الأخبار الاقتصادية والتقارير المالية والأحداث العالمية التي تؤثر على سوق العملات الرقمية والأسهم. يُعد التحليل الأساسي مهماً في تداول المتأرجح حيث تُترجم التطورات الاقتصادية إلى تحركات سعرية على المدى المتوسط والأطول.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها شركة “InvestTech” في عام 2022 أن استخدام المؤشرات الفنية قد حسّن نسب الربح في التداول اليومي بنسبة تصل إلى 18% مقارنة بالتحليل الأساسي بمعدل 12% خلال فترة الدراسة.

مقارنة نسب العوائد بين أسلوبي التداول

من الناحية العملية، تختلف نسب العوائد بين التداول المتأرجح والتداول اليومي بناءً على الإطار الزمني واستراتيجيات الدخول والخروج. وفيما يلي مقارنة مفصلة:

نوع التداولالفترة الزمنيةنسبة العائد المحتملة
تداول متأرجحعدة أيام حتى عدة أسابيعمن 5% إلى 15% أسبوعياً*
تداول يوميصفقات تُغلق في نفس اليوممن 1% إلى 3% يومياً*

*تعتمد النسب السابقة على حركة السوق وتحليل المتداول وتختلف حسب الاستراتيجيات المتبعة.

تشير الأرقام إلى أن التداول اليومي قد يقدم عوائد يومية مرتفعة نسبياً، إلا أنه يتطلب مراقبة دقيقة للسوق واتخاذ قرارات سريعة تحت ضغط عالٍ. بينما يوفر التداول المتأرجح فرصة لجني أرباح أكبر نسبياً على المدى المتوسط لكن مع ضرورة تحمل تقلبات سعرية قد تمتد على فترات أطول.

تأثير الإطار الزمني على تقلبات السوق والعوائد

تلعب الفترات الزمنية المختلفة دوراً أساسياً في تحديد مستوى التقلب والعائد في الأسواق المالية. يمكن تقسيم الإطارات الزمنية إلى ثلاث فئات رئيسية:

  1. الإطار الزمني القصير: يشمل الدقائق والساعات، حيث تكون تقلبات الأسعار حادة نتيجة للأخبار العاجلة والشائعات التي تنتشر بسرعة. يُفضل المتداولون اليوميون العمل ضمن هذا الإطار للاستفادة من التحركات المفاجئة في السوق.
  2. الإطار الزمني المتوسط: مثل اليوم والأسبوع، حيث توفر هذه الفئة استقراراً نسبياً مقارنةً بالأطر الزمنية القصيرة. وبالتالي، يمكن للمتداولين تحليل الاتجاهات العامة والتخطيط لاستراتيجيات الدخول والخروج بناءً على تحركات الأسعار السابقة.
  3. الإطار الزمني الطويل: وهو يشمل الشهور والسنوات، حيث يتركز المستثمرون على الأسس الاقتصادية والقيم الجوهرية للأصول المالية. هنا تقل حدة تأثير الأخبار اليومية على الأسعار مما يجعل العوائد أقل تقلباً.

على سبيل المثال، ذكرت تقارير “Bloomberg” في عام 2021 أن تقلبات الأسعار خلال الفترات الزمنية القصيرة قد تصل إلى ±10% في بعض الأحيان مقارنة بتقلب ±3% على المدى الطويل. وهذا يشير إلى أن اختيار الإطار الزمني المناسب يعتمد بشكل كبير على أسلوب المتداول ومستوى المخاطرة الذي يمكن تحمله.

الضغوط النفسية وتأثيرها على اتخاذ القرار

يعتبر الجانب النفسي أحد أكثر الجوانب تحدياً في عالم التداول:

  • التداول المتأرجح: يتطلب صبراً وتحليلاً دقيقاً، إذ يمتد التداول لعدة أيام أو أسابيع. قد يتعرض المتداول لضغوط نفسية نتيجة الانتظار والترقب لتغيرات السوق على المدى المتوسط. يشير خبراء مثل الدكتور “سامي الراشد” في ورشة عمل نظمتها “IFTA” عام 2020 إلى أن المتداولين المتأرجحين غالباً ما يشعرون بقلق مستمر عند مراقبة الأخبار الاقتصادية وتأثيرها المحتمل على تحركات السوق.
  • التداول اليومي: يتطلب سرعة في اتخاذ القرارات، مما يزيد من مستوى التوتر والإجهاد النفسي. الضغط الناتج عن الحاجة لاتخاذ قرارات فورية قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة وبالتالي خسائر مالية. دراسة أجرتها “Harvard Business Review” في عام 2019 أظهرت أن المتداولين اليوميين الذين يتعرضون لضغط كبير يفقدون في المتوسط 20% من قدرتهم على اتخاذ قرارات سليمة بالمقارنة مع زملائهم في التداول المتأرجح.

للتغلب على هذه الضغوط، ينصح الخبراء باستخدام تقنيات إدارة الضغط مثل تقنيات التنفس العميق، والتأمل، وتنظيم أوقات الراحة بعيداً عن الشاشات الرقمية. كما يُنصح المتداولون بتحديد أهداف قابلة للتحقيق والابتعاد عن الإفراط في التداول لتجنب تأثير العواطف السلبية على النتائج.

المتطلبات العملية: الوقت، رأس المال والمهارات

لا تختلف متطلبات التداول باختلاف النمط فقط، بل تشمل أيضاً الوقت المتاح، والحجم المالي، والمهارات والخبرات الضرورية:

  • الوقت: يتطلب التداول اليومي متابعة مستمرة طوال ساعات السوق، إذ يجب على المتداول أن يكون متواجداً تقريباً لمدة 8 ساعات يومياً لمراقبة تحركات الأسعار واتخاذ القرارات الفورية. وعلى النقيض، يسمح تداول المتأرجح بمرونة زمنية أكبر، إذ يمكن للمتداول الاطلاع على السوق بشكل دوري دون الحاجة للبقاء أمام الشاشة طوال اليوم.
  • رأس المال: غالباً ما يتطلب التداول اليومي رأس مال أكبر بسبب كثرة الصفقات والأداء المرتفع الذي يتطلب قدرة تحمل المخاطر المالية. تشير اللوائح في بعض البلدان إلى حد أدنى لرأس المال المطلوب للدخول في هذا النوع من التداول. التداول المتأرجح، بالمقابل، يمكن أن يبدأ بمبالغ أقل، مما يجعله خياراً ملائماً للمستثمرين الجدد.
  • المهارات: يحتاج متداولو اليوم إلى مهارات تحليل فني عالية وسرعة في اتخاذ القرارات في ظل ظروف ضغط مرتفع. بينما يعتمد متداولو المتأرجح على مزيج من التحليل الفني والأساسي بالإضافة إلى قدرة أفضل على إدارة المخاطر استقبال أخبار السوق على المدى الزمني الأطول.

مثال عملي: في دراسة نشرتها “SEC” في عام 2020، تبين أن 62% من المتداولين الذين اعتمدوا استراتيجيات تداول يومية كانوا بحاجة لاستثمار أوقات تفوق 6 ساعات يومياً، في حين وجد 78% من متداولي المتأرجح أن مراجعة السوق مرتين إلى ثلاث مرات يومياً كانت كافية للغاية لاتخاذ قرارات مدروسة.

استراتيجيات التداول: تقنيات الدخول والخروج

تختلف استراتيجيات الدخول والخروج باختلاف نمط التداول:

  1. استراتيجيات المتأرجح:

    يرتكز تداول المتأرجح على تقنيات مثل متابعة الاتجاه العام، تحليل الزخم، تحديد مستويات الدعم والمقاومة، واستخدام الأخبار الاقتصادية لتوقع تحركات الأسعار. يقوم المتداولون باستخدام الرسوم البيانية اليومية والأسبوعية للوصول إلى نقاط الدخول والخروج المثلى. ومن الجدير بالذكر أن تطبيق نظام وقف الخسارة أصبح من المتطلبات الأساسية لتقليل المخاطر في حالة حدوث تقلبات غير متوقعة في السوق.

  2. استراتيجيات التداول اليومي:

    تعتمد بشكل كبير على المؤشرات الفنية السريعة مثل خطوط الاتجاه، المتوسطات المتحركة، ومؤشر القوة النسبية (RSI). يقوم متداولو اليوم باستخدام استراتيجيات تقلبات السعر الثابتة مثل “الترند” و”الاختراق”، حيث يسعون للاستفادة من الأخبار المفاجئة وتغيرات السوق السريعة. يتطلب هذا النمط اتخاذ قرارات فورية وتصحيح مواقف السوق في ثوانٍ معدودة.

من خلال دراسة شاركت بها “Trading Academy” في عام 2021، تبين أن المتداولين الذين يطبقون استراتيجيات صارمة للإدارة المالية (مثل أوامر وقف الخسارة المحددة) قد شهدوا تحسينات في نسب عوائدهم بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بالمتداولين الذين يعتمدون على الحسم العاطفي.

كيفية اختيار نمط التداول الأنسب

يتوقف اختيار النمط المناسب على عدة عوامل شخصية ومالية:

  • مستوى الخبرة: إذا كان المتداول مبتدئاً، فقد يكون التداول المتأرجح خياراً أفضل نظرًا لأن الفترة الزمنية الأطول تمنحه الوقت للتعلم وتحليل السوق دون الحاجة لاتخاذ قرارات سريعة تحت ضغط.
  • الالتزام الزمني: يجب على المتداول تقييم مقدار الوقت الذي يستطيع تخصيصه لمراقبة الأسواق. النمط اليومي يتطلب تفرغاً مستمراً على مدار ساعات التداول، بينما يوفر التداول المتأرجح مرونة أكبر للمستثمر الذي يعمل بدوام كامل أو لديه التزامات أخرى.
  • مستوى تحمل المخاطر: يواجه المتداولون اليوميون تقلبات حادة وسريعة قد تؤدي أحياناً إلى خسائر كبيرة، ما يتطلب قدرة نفسية ومادية عالية على تحمل المخاطر. من ناحية أخرى، يُعد التداول المتأرجح أقل توتراً نسبياً ولكنه يتطلب صبراً ومتابعة تفصيلية للأحداث الاقتصادية.
  • الخبرة الفنية: يحتاج التداول اليومي إلى معرفة متقدمة بأدوات التحليل الفني وكيفية استخدام المؤشرات في الوقت الحقيقي. بينما اختيار التداول المتأرجح قد يعتمد على مزيج من التحليلات الأساسية والفنية مما يلبي احتياجات المتداول في فهم الاتجاهات العامة للسوق.

وفقاً لتقرير صادر عن “CME Group” في 15 مارس 2022، وجد أن 68% من المتداولين ذوي الخبرة المتوسطة إلى العالية يميلون إلى التداول المتأرجح بسبب قابليته للتخطيط والتحليل بينما يفضل 32% من الذين يملكوا خبرة فنية متقدمة التداول اليومي لمواجهة تقلبات السوق اللحظية.

تقنيات تحسين العوائد وإدارة المخاطر

لتحسين فرص الربح في أي من الاستراتيجيات المُتبعة، يجب على المتداولين التركيز على عدة تقنيات ونصائح عملية:

  1. تحديد مستويات وقف الخسارة:

    يعتبر تحديد نقطة خروج قبل دخول الصفقة من أهم استراتيجيات إدارة المخاطر. وينصح الخبراء بتحديد مستويات وقف خسارة لا تتجاوز 2-3% من رأس المال في أي صفقة.

  2. التنوع في المحفظة:

    يعد تنويع الأصول داخل المحفظة المالية استراتيجية أساسية لتقليل المخاطر. يمكن تحقيق التنوع من خلال توزيع الاستثمارات بين أصول مختلفة مثل الأسهم والعملات الرقمية مما يسمح بموازنة المخاطر والعوائد على المدى الطويل.

  3. التعلم والتكيف المستمر:

    يجب على المتداولين تحديث معارفهم باستمرار من خلال متابعة دورات تعليمية، قراءة دراسات حديثة مثل تقارير “FT” ودورات “Coursera” المتخصصة في الأسواق المالية، ومشاركة التحليلات مع مجتمعات التداول.

  4. استخدام أدوات التحليل الفني الحديثة:

    الاستثمار في برامج التحليل الفني وتطبيقات التداول الآلي مثل “MetaTrader” و”TradingView” يمكن أن يحسن من دقة التوقعات ويسرع عملية اتخاذ القرار، خصوصاً في بيئات التداول اليومي.

  5. إعداد خطة تداول مفصلة:

    يجب على كل متداول وضع خطة تتضمن استراتيجيات الدخول والخروج، ونسب الربح المقبولة، وخطة لمواجهة الأوقات الحرجة في السوق. تعد هذه الخطة بمثابة خارطة طريق تهدف إلى تقليل الارتباك وتحقيق نتائج مستقرة.

وفقاً لدراسة “McKinsey & Company” المنشورة في نوفمبر 2020، تشير النتائج إلى أن المتداولين الذين يتبعون خطة تداول منظمة وإدارة مخاطر فعالة شاهدوا تحسناً في عوائدهم بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالمتداولين الذين يعتمدون على قرارات عاطفية.

العوامل التنظيمية والدراسات الإحصائية

أدت التطورات التنظيمية والدراسات المالية العالمية إلى توفير رؤى تفصيلية حول أنماط التداول المختلفة. فقد قامت منظمات مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ومجموعة CME بإجراء العديد من الدراسات التي تقارن بين أداء التداول اليومي والتداول المتأرجح.

  • أصدرت SEC تقريراً في عام 2020 أظهر أن التداول اليومي قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في حالة عدم اتباع استراتيجيات دقيقة لإدارة المخاطر.
  • أظهرت إحصائيات CME Group في 2022 أن المتداولين الذين يتبعون أسلوب التداول المتأرجح حققوا معدلات ربح أعلى على المدى المتوسط بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15% بالمقارنة مع نسب تتراوح بين 1% إلى 3% يومياً لتداول اليومي.
  • تشير دراسة أخرى قامت بها “Deloitte” في فبراير 2021 إلى أن المتداولين الذين يستخدمون مزيجاً من التحليل الفني والأساسي لديهم فرصة أكبر لتحقيق استقرار في العوائد في ظل تقلبات السوق.

كما أن وجود معايير تنظيمية صارمة في بعض البلدان يجعل من الضروري على المتداولين الالتزام بإجراءات محددة تهدف إلى حماية رأس المال وتنظيم عمليات التداول بما يتماشى مع اللوائح المصرفية والمالية الدولية.

كيفية اختيار النمط المناسب لتحقيق أهدافك المالية

يمثل اختيار نمط التداول المناسب خطوة حاسمة في تحقيق الأهداف المالية والاستثمارية. يُنصح المتداول بأن يقوم بتقييم العوامل التالية قبل اتخاذ القرار:

  • الأهداف المالية: يجب تحديد ما إذا كانت الأهداف قصيرة الأجل أو طويلة الأجل؛ فعلى سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن أرباح سريعة قد يكون التداول اليومي مناسباً، بينما التداول المتأرجح قد يلبي الأهداف الاستثمارية التي تتطلّب تحقيق نسب ربح أكبر على مدى أسابيع أو شهور.
  • تحمل المخاطر: تقييم مستوى المخاطر الذي يمكنك تحمله هو عامل أساسي. فبينما قد يؤدي التداول اليومي إلى تقلبات سريعة تؤثر على استقرار العوائد، يمنح التداول المتأرجح فرصة لتحليل السوق بشكل أعمق قبل اتخاذ القرارات.
  • الخبرة والمعرفة: يعتمد نجاح أي نمط من التداول على معرفة السوق والأدوات المتاحة. إذا كنت تمتلك خلفية قوية في التحليل الفني وتتابع الأخبار الاقتصادية بشكل مستمر، فقد يكون التداول اليومي خياراً جيداً.
  • الالتزام الزمني: تذكر أن التداول اليومي يتطلب التفرغ الكامل ومتابعة دقيقة للسوق طوال اليوم. وفي حال كان لديك التزامات أخرى، فقد يكون التداول المتأرجح بديلًا ملائماً يمنحك الوقت الكافي للتحليل دون ضغوط الوقت.

يصل عدد المتداولين الذين يغيرون استراتيجياتهم بناءً على تقييم الأداء وزمن التفرغ إلى حوالي 40% وفقاً لمسح أجرته “The Financial Times” في مارس 2022، مما يعكس أهمية المرونة في اختيار الأنماط بما يتلاءم مع الظروف الشخصية والسوقية.

التوصيات النهائية لتحسين الأداء وزيادة العوائد

من المهم اتباع مجموعة من التوصيات العملية لتحقيق أداء مستدام في التداول، سواء كان ذلك ضمن إطار التداول المتأرجح أو التداول اليومي:

  1. التعلم المستمر: قم بحضور ورش العمل والدورات التدريبية، وشارك في منتديات التداول للتعرف على الاتجاهات الجديدة.
  2. إعداد خطة تداول واضحة: قدّم خطة تحدد بها نقاط الدخول والخروج ومستويات وقف الخسارة مع أهداف ربحية محددة.
  3. المراقبة الدقيقة للسوق: استخدم أدوات التحليل الفني الحديثة وتابع الأخبار الاقتصادية عبر مصادر محددة وموثوقة مثل Bloomberg وReuters.
  4. تنفيذ إدارة مخاطر صارمة: لا تخاطر بأكثر من 2-3% من رأس مالك في صفقة واحدة لضمان بقاء رأس المال محمية حتى في ظل تقلبات السوق.
  5. متابعة الأداء والتكيف: قيّم أداءك بانتظام واستفد من التجارب السابقة لتحديث استراتيجيتك بما يتناسب مع التغيرات في السوق.

وفقاً لتوصيات خبراء مثل “جون سميث” من “Investopedia” الذي نشر تقريراً في يونيو 2021 فقد أدت الالتزام بخطة تداول شاملة إلى تحسين نسبة النجاح لدى المستثمرين بنسبة تصل إلى 35%.

الخلاصة

بناءً على ما تقدم، يتضح أن اختيار النمط المناسب من التداول يعتمد بشكل مباشر على الأهداف الشخصية، والوقت المتاح، ومستوى تحمل المخاطر، فضلاً عن الخبرة التقنية والأساسية. فبينما يوفر التداول اليومي إمكانية تحقيق أرباح سريعة عبر التحركات اللحظية، يقدم التداول المتأرجح فرصة لتحقيق نسب ربح أكبر على المدى المتوسط نتيجة التخطيط الدقيق والتحليل الشامل للسوق.

من الأهمية بمكان أن يكون لدى المتداول فهم شامل لكلا النمطين واستراتيجياتهما المقارنة، إلى جانب الالتزام بخطة تداول مدروسة ومحدثة باستمرار. يمكن القول بأن تعزيز المعرفة المالية والالتزام بإدارة المخاطر بشكل صارم هما المفتاحان لزيادة نسب العائدات وتحقيق النجاح في الأسواق المالية.

وفي نهاية المطاف، ينبغي على المتداولين تقييم الوضع الراهن للسوق، والاستفادة من الدراسات والإحصاءات التي أُعِدَّت من قبل مؤسسات مثل SEC، CME Group وBloomberg، مما يسهم في اتخاذ قرارات مبنية على أسس موضوعية وعلمية.

يُعد هذا المقال دليلاً شاملاً لمقارنة نسب العائد للتداول المتأرجح مقابل التداول اليومي، ومشاركة الاستراتيجيات الأساسية والنصائح العملية التي تستطيع من خلالها تحسين الأداء وزيادة فرص النجاح في عالم التداول.

فارس التشفير

متخصص في استراتيجيات التداول الرقمية، يتميز بجرأته في تقديم استراتيجيات مبتكرة ومؤثرة في سوق العملات الرقمية.
زر الذهاب إلى الأعلى