بيتكوين

“أجيال خائنة: لماذا يلجأ الناس إلى الذهب والبيتكوين الآن؟”

يكشف الارتفاع الأخير في أسعار الذهب والبيتكوين أكثر من مجرد تحركات السوق—إنه يعكس صحوة صامتة تجاه احتيال العملات الورقية الذي استمر لقرون.

احتيال العملات الورقية: كيف أصبح التضخم سرقة مقبولة

أليس من الغريب كيف يتذكر الناس الماضي، ويتحدثون عن أن سعر لوح الشوكولاتة كان 50 سنتاً، وكأن ارتفاع الأسعار مع مرور الوقت حتمية كونية؟ نادراً ما يقاطع أحد هذا الحنين ليشير إلى أن ما شهدوه ليس فعل الطبيعة، بل خدعة مدروسة استمرت لأجيال.

التضخم ليس حادثاً. إنه ليس نتيجة لقوى سوق غامضة. إنه عواقب مخططة لنظام مصمم لتقليل قيمة النقود من خلال السماح بزيادة المعروض النقدي أسرع من إنتاج السلع والخدمات الحقيقية. هذا هو تعريفه الوحيد وسببه الوحيد. وفي المقابل، جعلت التكنولوجيا—أداة الإنسان للسيطرة على الطبيعة—الإنتاج أسرع وأرخص وأكثر كفاءة من أي وقت مضى.

"أجيال خائنة: لماذا يلجأ الناس إلى الذهب والبيتكوين الآن؟"

ومع ذلك، يتقبل المجتمع هذه السرقة المستمرة بلامبالاة. يكررون عبارة “في زماننا” وكأنها تهويدة، غير مدركين للاعتراف المخفي في حنينهم: أنهم سُرقوا. سُرقوا من قبل المؤسسات السياسية والمصرفية التي تعلموا الوثوق بها. الحكومة استنزفت ثرواتهم ببطء، بصمت، وببرودة دقيقة. البنك المركزي خطط لهذه الخيانة في وضح النهار، ليس مرة واحدة، بل عبر أجيال منذ إنشائه.

هذا هو السياق الأخلاقي الذي يجب أن نفهم من خلاله الانجذاب نحو الذهب، الذي بلغ سعره 3,356 دولاراً للأونصة، والبيتكوين، الذي تجاوز سعره 109,000 دولار للعملة الواحدة صباح الجمعة بتوقيت شرق الولايات المتحدة. هذه ليست مجرد سلع—إنها أفعال تحدٍ. إنها تمثل إدراكاً متزايداً لما تعنيه النقود الصلبة حقاً: نقود لا يمكن استحداثها لمصلحة سياسية أو تخطيط مركزي.

الذهب والبيتكوين: تمرد ضد النظام النقدي الفاسد

الذهب والبيتكوين ليسا مجرد بقايا من الماضي أو نزوات مضاربية للمستقبل؛ إنهما نتيجة مباشرة لتمرد أخلاقي. يعكسان رفضاً للاستعباد بنظام نقدي غير أمين. الناس لا يبحثون فقط عن الأمان—بل يبحثون عن العدالة.

يتمتع الذهب والبيتكوين بصفة نادرة وقوية في عالم تهيمن عليه السلطة المركزية: فهما مقاومان للرقابة والتلاعب. الذهب، بطبيعته، أصل مادي لا يمكن الوصول إليه بقرار سياسي. لا يمكن طباعته أو تزويره أو استحداثه. يتطلب جهداً—التعدين، التكرير، والحماية.

أما البيتكوين، رغم كونه رقمياً، فإنه يحكمه نفس مبدأ عدم الفساد. كوداته مفتوحة، معروضه ثابت، وشبكته لا مركزية—يديرها آلاف العقد المعدنين المستقلين حول العالم. لا يمكن لحكومة أو مؤسسة أو كارتيل تغيير جدوله أو تجميد معاملة دون إجماع المجتمع العالمي. في البيتكوين، قواعد الإجماع الرئيسية شفافة ولا تتغير؛ تنطبق على الجميع بالتساوي.

لماذا تهم الأصول الصلبة؟

هذه الأصول الصلبة ليست مجرد بدائل، بل إنها طوق نجاة للنزاهة الاقتصادية. إنها تمثل أنظمة ترفض الانحناء للقوة أو المحسوبية أو خداع التضخم.

عندما يمكن تحريف النظام النقدي لخدمة المصالح السياسية، فإنه يتوقف عن خدمة الناس. في المقابل، يقدم الذهب والبيتكوين عالماً لا يزال التبادل الطوعي وحقوق الملكية والقيمة الموضوعية سائدة فيه. فهمهما يعني فهم الحرية نفسها.

الهروب إلى النقود الصلبة لا يتعلق بالأرباح. إنه يتعلق بالمبدأ. إنه علامة على أن الأفراد يستيقظون على حقيقة طالما حجبتها المصطلحات المعقدة والبيروقراطية والأكاذيب: أن الطريقة الوحيدة لإصلاح العالم هي إصلاح النقود.

الأسئلة الشائعة

  • ما سبب ارتفاع أسعار الذهب والبيتكوين؟
    يعكس الارتفاع رفضاً متزايداً للنظام النقدي الحالي القائم على التضخم والسيطرة المركزية، حيث يبحث الناس عن أصول مقاومة للتلاعب مثل الذهب والبيتكوين.
  • كيف يقاوم الذهب والبيتكوين التضخم؟
    لأن معروضهما محدود ولا يمكن زيادته بشكل تعسفي، مما يحافظ على قيمتهما بمرور الوقت مقارنة بالعملات الورقية التي تفقد قيمتها بسبب الطباعة المفرطة.
  • ما الفرق بين الذهب والبيتكوين كأصول صلبة؟
    الذهب أصل مادي يحتاج لتعدين وتخزين، بينما البيتكوين رقمي ولا مركزي، لكن كليهما يحملان خصائص مقاومة للتضخم والرقابة.

قائد الاستثمارات

مستشار مالي بارز، يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة وبناء ثروة مستدامة.
زر الذهاب إلى الأعلى