خطوة بلاك روك نحو تداول إيثيريوم تُشير إلى نظام رسوم قاسي لن تنجو منه المنصات المتوسطة

قدمت شركة بلاك روك طلبًا لإنشاء صندوق استثمار في عملة الإيثيريوم (ETH) يتضمن ميزة “الستيكينغ” أو التخزين المُنتج في 5 ديسمبر. يسلط هذا الطلب الضوء على أنواع المخاطر التي قد يقبلها المستثمرون المؤسسيون في عالم العملات الرقمية.
هيكل المخاطر الثلاثي في الصندوق الجديد
يحدد الطلب ثلاثة مخاطر رئيسية:
- مخاطر العقوبات على مستوى البروتوكول: حيث يمكن خصم أموال من حساب الصندوق دون ضمان استردادها بالكامل في حالة حدوث خطأ.
- ترتيبات الحفظ المتعددة: حيث يحصل مُقرض الائتمان على أولوية في المطالبة بأصول الصندوق ويمكنه بيعها إذا لم يتم سداد القروض في الوقت المحدد.
- عائد متغير: حيث يتحكم المُشغل في كمية الإيثيريوم المُخزنة مقابل الكمية السائلة، مما قد يؤثر على سيولة الصندوق لصالح عمولات المُشغل.
يبدو أن بلاك روك تراهن على أن المستثمرين الكبار سيتعاملون مع مخاطر التخزين في شبكة الإيثيريوم كما تعاملوا مع المخاطر المالية الأخرى: كأمر يمكن إدارته وتحقيق ربح منه.
كيف سيعمل الصندوق؟
تخطط بلاك روك لتخزين 70% إلى 90% من أصول الصندوق عبر مزودي خدمات ستيكينغ، مع التركيز على اختيار من يقدمون أفضل سجل من حيث الاستقرار وتجنب العقوبات.
ويقر الطلب بأن الخسائر الناتجة عن العقوبات تُخصم مباشرة، وقد لا تعوضها المدفوعات التعويضية من المزودين بالكامل. كما يترك الباب مفتوحًا حول مدى تحمل المستثمرين للمخاطر المتبقية.
المشكلة ليست فقط في الخسارة المباشرة، بل في التأثير الثانوي. فحادثة عقاب واحدة تُعد مشكلة فنية، ولكن إذا تأثر العديد من المشاركين في الشبكة في نفس الوقت، تصبح المشكلة نظامية وتؤثر على الثقة.
هذا قد يؤدي إلى:
- إطالة وقت انتظار سحب الأموال من الشبكة.
- انخفاض سريع في قيمة الرموز الممثلة للإيثيريوم المُخزن.
- انسحاب صانعي السوق، مما يقلل السيولة.
لذلك، يطالب المستثمرون المؤسسيون الآن بضمانات أوضح وإثباتات على وجود خطط بديلة، مما يرفع التكاليف ويفصل بين مزودي الخدمة “المؤسسيين” والآخرين.
مخاطر الهيكل التنظيمي والسيولة
يمر الصندوق بعدة أطراف: حافظ للأصول، وسيط تنفيذ، ومقرض ائتمان. ولضمان القروض، يحصل المقرض على أولوية المطالبة بأصول الصندوق ويمكنه بيعها إذا تأخر السداد.
هذا يثير تساؤلات في أوقات تقلبات السوق: من يحصل على أمواله أولاً؟ وماذا يحدث إذا انتهت العلاقة مع أحد مقدمي الخدمة؟
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون برامج التأمين مشتركة بين عدة عملاء وليست مخصصة للصندوق، مما يقلل من مستوى الحماية للمستثمرين الكبار.
أما توقيت تسوية المعاملات فيضيف تعقيدًا آخر، حيث أن تحويل الإيثيريوم داخل الشبكة قد يتأخر أو يكون مكلفًا في أوقات الازدحام، مما يعيق عمليات السحب الكبيرة.
مستقبل عوائد التخزين والمخاطر
سيدفع الصندوق العوائد الصافية للمستثمرين كل ثلاثة أشهر على الأقل، لكن نسبة العمولة المقتطعة غير معلنة بعد.
ويوجد تعارض مصالح محتمل: فالمشغل يكسب عمولات أكثر عندما تزيد كمية الإيثيريوم المُخزنة، بينما يحتاج الصندوق إلى سيولة نقدية لتلبية طلبات السحب. ولا يوجد أي ضمان للحصول على عوائد، والأداء السابق لا ينبئ بالنتيجة المستقبلية.
يعتمد سوق التخزين على ثلاثة سيناريوهات:
- الوضع الطبيعي: تكون العمليات سلسة والعوائد مستقرة، وتتنافس الشركات على جودة الخدمة.
- عقوبة محدودة ومعزولة: تؤدي إلى خسارة صغيرة وزيادة طفيفة في الفروق السعرية بين المزودين، ويتجه الطلب نحو من يقدمون ضمانات أعلى.
- عقوبة كبيرة ومتشابكة: هنا يتغير كل شيء. تزداد المخاطر المطلوبة، وتطول فترات الانتظار، وتنخفض السيولة بشدة. فقط الشركات الأكبر والأكثر ثقة هي من تبقى في السوق ويمكنها فرض رسوم أعلى.
الخلاصة: من سيربح ومن سيخسر؟
من المتوقع أن يعمل صندوق الإيثيريوم المُخزن في الوضع الطبيعي معظم الوقت، لكن السوق سيطبق خصمًا صغيرًا على العائد لاحتساب المخاطر غير المتوقعة.
السؤال الحقيقي هو: هل سينجح هذا الهيكل في جذب طلب مؤسسي كافٍ لخلق مستوى جديد من الأسعار والسيولة في سوق التخزين؟
إذا حدث ذلك، فإن الرابحين سيكونون مزودي الخدمة الذين يمكنهم إدارة المخاطر المعقدة وتقديم تقارير شفافة وتنويع عملائهم. أما الخاسرون فسيكونون الشركات المتوسطة التي لا تستطيع تحمل تكاليف البنية التحتية والضمانات التي يطلبها المستثمرون المؤسسيون الآن.
خلاصة القول: وول ستريت مستعدة للدفع من أجل عوائد الإيثيريوم، بشرط أن يتحمل طرف آخر مخاطر التشغيل. والآن على مزودي خدمات التخزين أن يقرروا: هل سيتنافسون على هذا العمل الجديد، أم سيسمحون لأكبر مدير أصول في العالم باختيار من يحل محلهم؟
الأسئلة الشائعة
ما هو الصندوق الذي تقدمت بلاك روك بطلب لإنشائه؟
تقدمت بلاك روك بطلب لإنشاء صندوق استثمار في عملة الإيثيريوم يتيح للمستثمرين كسب عوائد من خلال عملية “الستيكينغ” أو التخزين، مع التركيز على جذب المستثمرين المؤسسيين الكبار.
ما هي أبرز المخاطر التي يتعرض لها هذا الصندوق؟
أبرز المخاطر ثلاث: عقوبات الخصم المباشر من أصول الصندوق على مستوى شبكة الإيثيريوم، تعقيدات الهيكل التنظيمي المتعدد الأطراف مع أولوية للمقرضين، وتعارض مصالح قد يؤثر على سيولة الصندوق لصالح عمولات المُشغل.
كيف سيؤثر هذا الصندوق على سوق التخزين (ستيكينغ) للإيثيريوم؟
من المتوقع أن يرفع المعايير المطلوبة في السوق، مما يخلق طبقتين من مقدمي الخدمة: طبقة “مؤسسية” بضمانات أعلى وتكاليف أعلى، وطبقة أخرى قد تواجه صعوبة في المنافسة، مما قد يؤدي إلى تركز السوق في أيدي كبار اللاعبين الموثوقين.














