هل يثبت البيتكوين فوق مستوى 90 ألف دولار أم يستعد لتراجع أعمق؟

عاد سعر البيتكوين مرة أخرى إلى منطقة 90 ألف دولار، لكن المتداولين يحذرون من أن مزيجًا من المراكز الطويلة الممتدة، والمحفزات الاقتصادية الهشة، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المتباينة، قد يحول هذا الارتفاع الحالي إلى تراجع أعمق.
حركة سعر البيتكوين وهشاشة الارتفاع الحالي
تم تضخيم تحرك البيتكوين الأخير نحو 90 ألف دولار بفعل خفض الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكي، لكن هذا الصعود يفتقر إلى الأساس الهيكلي الذي يشير إلى اختراق مستدام. فقد تجاوزت العملة المشفرة مستوى 94 ألف دولار لفترة وجيزة بعد قرار الخفض، مستفيدة من تجدد شهية المستثمرين للمخاطرة. ومع ذلك، يشير التراجع الفوري إلى ما دون منطقة 90 ألف دولار إلى عمليات جني للأرباح.
الدعم الفني الرئيسي موجود عند 88,000–89,000 دولار؛ وقد يفتح الاختراق الحاسم أدناه هذا المستوى الطريق نحو 85,000–86,000 دولار، حيث تجمع الطلب سابقًا في نوفمبر. بينما يتركز المقاومة حول 94,600–95,000 دولار، مع العائق المهم التالي عند 99,000–102,000 دولار.
الأهم من ذلك هو أن “معدلات التمويل” – وهي التكلفة التي يدفعها المشترون للمُبيعين على المكشوف في أسواق المشتقات – لا تزال سلبية طفيفًا عند حوالي -0.001٪، مما يشير إلى قناعة ضعيفة بين المتداولين ذوي الرافعة المالية. كما يشير مؤشر القوة النسبية عند 45 إلى زخم محايد، ويظهر مؤشر MACD انخفاض قوة المشترين، محذرًا من أن الزخم قصير الأجل قد لا يكون كافيًا.
ارتفعت “الفائدة المفتوحة” بنسبة 0.53% إلى 58.18 مليار دولار، مما يشير إلى دخول أموال جديدة للسوق، ومع ذلك فقد استهدفت عمليات التصفية بقيمة 4.88 مليون دولار المراكز الطويلة.
المحركات الرئيسية ومحور صناديق الاستثمار المتداولة
يعتمد المسار المستقبلي للبيتكوين على معنويات السوق الأوسع وعلى التدفقات المؤسسية. فقد كانت تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين متباينة. سجلت هذه الصناديق أول أسبوع لها بتدفقات إيجابية صافية في أكتوبر، لكن ديسمبر شهد بداية بتدفقات خارجة أضعفت المكاسب المبكرة للشهر.
هذا التباين، الذي لا يمثل التراكم العدواني لبداية نوفمبر ولا عمليات البيع الاستسلامية لنهاية أكتوبر، يشير إلى أن الأسواق في مرحلة دمج وليس اتخاذ قرار حاسم.
كما تستدعي تحركات الحيتان (كبار الملاك) الحذر. فقد زادت التحويلات الكبيرة للبيتكوين إلى البورصات، بمتوسط إيداع 12,000 بيتكوين أسبوعيًا، تقترب من أعلى مستوياتها لهذا العام، مما يشير إلى جني الأرباح أو تحويل رأس المال.
في الوقت الحالي، مستوى 90 ألف دولار هو مجرد ادعاء وليس قاعدة راسخة. يجب على المتداولين مراقبة متغيرات مثل تحول معدلات التمويل إلى الإيجابية، وتسارع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، وغيرها. فبدون هذه المحفزات، يواجه البيتكوين اختبارًا لمستويات 88,000–86,000 دولار خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين. ومع وجودها، يصبح تحقيق 100 ألف دولار ممكنًا.
الأسئلة الشائعة
هل يعتبر مستوى 90 ألف دولار دعمًا قويًا للبيتكوين حالياً؟
لا يعتبر دعمًا قويًا بعد. يحذر المحللون من أنه قد يكون “أرضية زائفة” بسبب ضعف قناعة المتداولين والضغوط البيعية المحتملة من كبار الملاك.
ما هي العوامل التي قد تدفع البيتكوين للتراجع؟
العوامل تشمل: المراكز الطويلة الممتدة، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة السلبية أو المتباينة، وزيادة تحويلات كبار الملاك (الحيتان) إلى البورصات لجني الأرباح، واستمرار معدلات التمويل السلبية.
ما الذي يحتاجه البيتكوين لمواصلة الارتفاع وتجاوز 100 ألف دولار؟
يحتاج إلى محفزات قوية مثل: تحول معدلات التمويل إلى الإيجابية، وتسارع وتيرة التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة، وقوة شراء مؤسسية مستدامة، واختراق حاسم لمقاومة مستوى 95 ألف دولار.














