إيثريوم

لماذا لم تصل حمى صعود الإيثيريوم للذروة – وأين يجب أن يتجه الطلب بعد ذلك

تجاوز سعر عملة الإيثيريوم مستوى ٣٬٣٥٠ دولاراً، محقّقاً دفعة جديدة من الزخم في سوق العملات الرقمية بعد أسابيع من التردّد. لكن رغم هذا الصعود، لا يزال الشعور العام في السوق يسوده الخوف، حيث يحذّر العديد من المحلّلين من أن الهيكل العام يشير إلى سوق هابطة محتملة. إذن، يقف المتداولون الآن عند مفترق طرق حاسم: هل هذه بداية تعافٍ مستدام، أم مجرد صعود مؤقت يسبق مزيداً من الانخفاضات؟

مؤشر التمويل يكشف عن طبيعة الصعود الحالي

وفقاً لتقرير جديد من “كريبتوكوانت”، فإن أحد أكثر المؤشرات كشفاً للوضع الحالي هو سلوك “معدل التمويل” لعملة الإيثيريوم عبر البورصات الكبرى. على عكس الارتفاعات الكبيرة التي شهدها هذا المعدل خلال الصعودين الرئيسيين مطلع العام، فإن الحركة الحالية تُظهر بيئة تمويل هادئة بشكل ملحوظ. في تلك الصعودات السابقة، ارتفعت معدلات التمويل بقوة إلى مناطق شديدة السخونة، مما أشار إلى وجود رافعة مالية مفرطة واندفاع مضاربي – وهي ظروف سبقت قمم السوق قصيرة الأجل.

لكن هذه المرة، ظل معدل التمويل أكثر هدوءاً. يشير غياب المراكز الطويلة العدوانية إلى أن الصعود الحالي لا يقوده الاستدانة المفرطة، مما يعطي الحركة طابعاً مختلفاً مقارنة بالصعودات السابقة. ما إذا كان هذا يشير إلى تراكم صحي أو مجرد افتقار للاقتناع يبقى السؤال الأساسي مع اقتراب الإيثيريوم من مرحلته الحاسمة التالية.

لماذا لم تصل حمى صعود الإيثيريوم للذروة – وأين يجب أن يتجه الطلب بعد ذلك

بيئة تمويل هادئة: علامة على حذر قد يكون إيجابياً

يُبرز تقرير “كريبتوكوانت” أن معدلات تمويل الإيثيريوم الحالية لا تزال منخفضة بشكل غير معتاد، حتى بعد تعافيه الحاد من منطقة ٢٬٨٠٠ دولار. تشير بيئة التمويل الهادئة هذه إلى أن سوق المشتقات لم يشبع بعد بالمراكز الطويلة المضاربية.

المشترون يدخلون السوق، لكن هذه الحركة تُقاد برافعة مالية معتدلة مقارنة بالمراحل السابقة التي سيطر عليها المتداولون العدوانيون. نتيجة لذلك، فإن التراكم الفعلي للعملة هو ما يدفع التقدم الحالي أكثر من النشاط المسعّر في العقود الآجلة.

هذا الاختلاف يحمل تداعيات مهمة. فبدون طفرة في الطلب المضاربي، قد يجد الإيثيريوم صعوبة في إشعال موجة صعودية كاملة كما حدث في دورات الصعود السابقة. تاريخياً، تطلبت الاتجاهات الصاعدة القوية توسعاً كبيراً في معدلات التمويل بينما يلاحق المتداولون السعر، مما يجبر البائعين على القصر على المكشوف ويدفع الزخم نحو الأعلى. هذا السلوك لم يظهر بعد في الهيكل الحالي.

ومع ذلك، فإن هذا المشهد الهادئ ليس سلبياً بحد ذاته. بل يعكس سوقاً في طور التعافي، وليس سوقاً ممتداً بشكل مفرط. وهذا يترك للإيثيريوم مجالاً للتسلق أكثر – إذا قوي الطلب. في الوقت نفسه، يعني نقص الرافعة المالية أن الصعود لا يزال عرضة للهشاشة؛ فرفض المقاومة القوية يمكن أن يضعف الزخم بسرعة ما لم يدخل مشترون جدد.

اختبار المقاومة الرئيسية مع تعاظم الزخم

يظهر الرسم البياني اليومي للإيثيريوم تحولاً ملحوظاً في الزخم مع اقتراب السعر من ٣٬٣٢٠ دولاراً، ممتداً من أدنى مستوى له دون ٢٬٨٠٠ دولار. كانت مرحلة التعافي هذه ثابتة وليست انفجارية، مما يعكس سوقاً يستقر لكنه لا يزال يواجه تحديات رئيسية.

الاختبار الأول هو المتوسط المتحرك لمدة ٢٠٠ يوم (الخط الأحمر)، الذي تقترب منه عملة الإيثيريوم الآن بعد تداولها أسفله لعدة أسابيع. تاريخياً، استعادة هذا المستوى كانت تشير إلى الانتقال من مراحل التصحيح إلى دورات صعودية جديدة، لكن تحقيق اختراق حاسم ليس مضموناً على الإطلاق.

يكشف هيكل الحركة الأخيرة عن تحسّن في ثقة المشترين: شكلت الإيثيريوم سلسلة من قيعان أعلى، مما يشير إلى التراكم بعد الهبوط الحاد في نوفمبر. رغم نشاط المشترين، فإن حجم التداول النسبي المنخفض يشير إلى افتقارهم للاقتناع الواسع. يجب أن يؤدي تدفق أقوى للحجم إلى قلب الاتجاه بشكل حاسم نحو الصعود.

يبقى المتوسطان المتحركان لـ ٥٠ و ١٠٠ يوم فوق السعر الحالي وكلاهما في اتجاه هابط، مما يؤكد أن الإيثيريوم لا يزال تقنياً في اتجاه هابط أوسع. لتمديد الزخم، يجب أن تخترق الإيثيريوم منطقة المقاومة ٣٬٣٥٠ – ٣٬٤٠٠ دولار، حيث تحول الدعم السابق إلى مقاومة.

الأسئلة الشائعة

س: ماذا يعني انخفاض “معدل التمويل” في سوق الإيثيريوم؟
ج: يعني أن المضاربين لا يستخدمون ديوناً كبيرة للمراهنة على الصعود، مما يجعل الحركة الحالية أكثر استقراراً وأقل عرضة للانهيار السريع مقارنة بالصعودات السابقة المسعّرة.

س: هل صعود الإيثيريوم فوق ٣٬٣٥٠ دولاراً يعني نهاية السوق الهابطة؟
ج: ليس بالضرورة. الصعود خطوة إيجابية، لكن الخبراء يشيرون إلى أن الإيثيريوم يحتاج لتثبيت فوق مستوى ٣٬٤٠٠ دولار والمتوسط المتحرك لـ ٢٠٠ يوم لتأكيد تغيير الاتجاه بشكل قوي.

س: ما العامل الرئيسي الذي سيحدد استمرارية صعود الإيثيريوم؟
ج: العامل الحاسم هو دخول مشترين جدد بكميات تداول كبيرة لاختراق منطقة المقاومة القوية حول ٣٬٤٠٠ دولار، مع الحفاظ على معدلات تمويل معتدلة لتجنب الاندفاع المضاربي الخطير.

محارب التشفير

محلل مالي شجاع في سوق التشفير، يعرف بشجاعته في مواجهة تقلبات السوق وتقديم تحليلات مفصلة ودقيقة.
زر الذهاب إلى الأعلى