لماذا تشهد عملة البيتكوين انخفاضًا في التداول اليوم؟

انخفض سعر البيتكوين، العملة الرقمية الأولى من حيث القيمة السوقية، بعد قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة ليلاً. والسبب على الأرجح هو الرسائل التي أطلقها البنك المركزي، والتي جعلت المتداولين أقل تفاؤلاً بشأن خفض الأسعار مستقبلاً.
قرار الفيدرالي وأثره على السوق
خفض الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.25% كما كان متوقعاً، وأعلن عن بدء شراء أذون الخزانة قصيرة الأجل لإدارة السيولة في النظام المصرفي.
ومع ذلك، كان سعر البيتكوين يتداول تحت مستوى 90,000 دولار وقت نشر هذا التقرير، بانخفاض قدره 2.4% منذ ساعات التداول الأولى في آسيا. كما انخفض سعر الإيثريوم بنسبة 4% إلى 3,190 دولار.
ويرجع هذا التحول السلبي في السوق إلى تزايد علامات الانقسام داخل البنك الفيدرالي حول موازنة مكافحة التضخم مع أهداف التوظيف، بالإضافة إلى إشارات تشير إلى أن طريق خفض أسعار الفائدة المستقبلي سيكون أكثر صعوبة.
توقعات مخيبة للآمال وانقسام واضح
صوّت عضوان ضد أي تغيير يوم الأربعاء، وكشفت التوقعات الفردية أن ستة أعضاء في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة شعروا أن الخفض ليس “ملائماً”.
بالإضافة إلى ذلك، أشار البنك المركزي إلى احتمال حدوث خفض واحد فقط آخر لأسعار الفائدة في عام 2026، مما خيب آمال المتوقعين لحدوث خفضين إلى ثلاثة خفضات.
وقال محللون إن الأسواق تتحرك في بيئة من عدم اليقين، وأن البيتكوين يتحرك حالياً متأثراً بانخفاض سوق الأسهم، مع فشل متكرر في اختراق مستوى المقاومة القوي عند 94,000 دولار.
إدارة السيولة: هل هي تحفيز كمي حقيقي؟
بينما سارع مجتمع العملات الرقمية إلى وصف برنامج الفيدرالي لإدارة الاحتياطيات بأنه التحفيز الكمي التقليدي الذي أشعل المضاربة غير المسبوقة بين 2020 و2021، إلا أن هذا ليس صحيحاً بالضرورة.
برنامج إدارة الاحتياطيات يتضمن شراء الفيدرالي لأذون خزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار. بينما يؤدي هذا إلى توسيع الميزانية العمومية، فإن الهدف الأساسي هو معالجة الضغوط على السيولة في أسواق المال دون التزام بتوسيع دائم للميزانية أو قمع العائدات.
التحفيز الكمي التقليدي كان يستهدف سندات الخزانة طويلة الأجل والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري لخفض العائدات طويلة الأجل بشكل حاد وحقن تريليونات في الاقتصاد، مما يعزز السيولة للمضاربات بشكل مباشر.
كما وصف أحد الخبراء البرنامج الحالي قائلاً: “هذا للأسف ليس تحفيزاً كمياً يدفع للتفاؤل الجامح. إنه أشبه بتحفيز محدود الهدف”.
ويرى بعض المراقبين أن هذا البرنامج هو إجراء استباقي ضد عدم الاستقرار المحتمل في أسواق المال، لضمان مرور النظام المالي بسلاسة خلال الفترة القادمة.
الأسئلة الشائعة
- لماذا انخفض سعر البيتكوين بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة؟
انخفض البيتكوين لأن رسائل البنك الفيدرالي جعلت المتداولين أقل تفاؤلاً بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة المستقبلية، مع وجود انقسام داخلي وعدم وضوح الرؤية. - هل يعني شراء الفيدرالي للسندات عودة التحفيز الكمي؟
لا، البرنامج الحالي يهدف بشكل أساسي إلى إدارة السيولة في الأسواق المالية قصيرة الأجل ومنع الاضطرابات، وليس حقن سيولة ضخمة وتحفيز المضاربة كما حدث في التحفيز الكمي التقليدي. - ما هي توقعات أسعار الفائدة بعد هذا القرار؟
تشير توقعات الفيدرالي إلى احتمال خفض واحد فقط آخر في 2026، مما يعني أن فترة من عدم اليقين وربما استمرار الضغط على الأصول ذات المخاطر العالية مثل البيتكوين قد تستمر في المدى المتوسط.














