شهد سعر البيتكوين تراجعاً ملحوظاً خلال الشهر الماضي، واستمر في الهبوط بعد كسر حاجز 100 ألف دولار. تأثرت أيضاً أسهم شركات تعدين العملات الرقمية سلباً، نظراً لارتباط أرباحها بشكل وثيق بأداء البيتكوين. ومع ذلك، لا يزال بإمكان بعض هذه الأسهم تحقيق مكاسب قوية بسبب انخراطها في مجال الذكاء الاصطناعي ومشاريع أخرى واعدة.
أسهم تعدين يمكنها الصعود رغم تراجع البيتكوين
على الرغم من التصحيح الحاد لسوق البيتكوين، توجد ثلاث شركات تعدين رقمية تمتلك مقومات للانتعاش. كما أن أي انتعاش مستقبلي لسعر البيتكوين سيشكل حافزاً إضافياً قوياً لهذه الأسهم.
شركة نيبيوس (NBIS)
تعد نيبيوس واحدة من عدة شركات تعدين رقمية تحولت للاستثمار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. تركز الشركة على حل مشاكل الطاقة والحوسبة التي تواجه عمالقة التكنولوجيا، كما أنها تستثمر بشكل كبير في علامتين تجاريتين تستخدمان الذكاء الاصطناعي للتوسع.
هذه الاستثمارات طويلة الأجل تشمل مطور السيارات الذاتية القيادة “أفرايد” وشركة التعليم التقني “تريبلتن”، مما يضيف قيمة لسهم NBIS.
ولكن نيبيوس لا تنتظر فقط. فقد حصلت مؤخراً على صفقة مدتها 5 سنوات مع شركة “ميتا” بقيمة 3 مليارات دولار، بعد صفقة أخرى بمليارات الدولارات مع “مايكروسوفت”.
لم تنعكس هذه الشرايات بشكل كامل في الأرباح الحالية، لكن ذلك لم يمنع نيبيوس من تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 355% على أساس سنوي في الربع الثالث. من الملاحظ أن شركة الذكاء الاصطناعي هذه لم تذكر “البيتكوين” أو “العملات الرقمية” إطلاقاً في تقريرها الأخير، مما يشير إلى تحول كامل نحو البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
أكدت “جولدمان ساكس” مؤخراً توصيتها بشراء السهم، ورفعت سعرها المستهدف إلى 155 دولاراً للسهم.
شركة آيرين (IREN)
بينما تنوع نيبيوس استثماراتها، تركز آيرين بشكل كامل على تقديم خدمات السحابة الإلكترونية للذكاء الاصطناعي. تحل الشركة مشكلة الطاقة مثل نيبيوس، ولكن خططها لتوليد 3.2 جيجاواط وقدرتها على بناء مراكز بيانات ذكاء اصطناعي على نطاق واسع يمثلان ميزة تنافسية قوية.
حصلت آيرين أيضاً على صفقة كبيرة مع “مايكروسوفت” بقيمة 9.7 مليار دولار لمدة خمس سنوات. وعندما تستغل الشركة طاقتها بالكامل، يمكنها توقيع 16 صفقة مماثلة.
لا تزال آيرين تعدن البيتكوين، والذي شكل 97% من إيراداتها في الربع الأول من العام المالي 2026. قد لا تظهر إيرادات الذكاء الاصطناعي نمواً كبيراً الآن، لكن صفقة مايكروسوفت يمكن أن تغير هذا الواقع. حالياً، تعتمد آيرين بشدة على البيتكوين لكنها في طور التحول نحو مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
يتوقع المحلل “دارين أفطاحي” أن يتضاعف سعر السهم أكثر من مرتين، حيث حدد سعراً مستهدفاً عند 94 دولاراً.
شركة تيراوولف (WULF)
تشبه تيراوولف شركة آيرين أكثر من نيبيوس. فهي شركة تعدين رقمية أخرى تعتمد على العملات المشفرة، لكنها وقعت اتفاقيات تقنية كبيرة تمهد لتحولها نحو الذكاء الاصطناعي. تخطط الشركة لزيادة طاقتها التعاقدية بمقدار 250 إلى 500 ميجاواط سنوياً.
كمثال، خصصت تيراوولف 168 ميجاواط لشركة “فلودستاك” بموجب عقد إيجار لمدة 25 سنة بقيمة 9.5 مليار دولار. تدعم “جوجل” شركة فلودستاك، مما قد يفتح الباب أمام المزيد من الصفقات.
بناءً على هذا المعدل، يمكن لخطة التوسع أن تولد إيرادات سنوية إضافية تتراوح بين 565 مليون و1.13 مليار دولار. لقد قاد سعر البيتكوين نتائج الربع الثالث، لكن طموحات الشركة الطويلة الأجل في مجال مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي هي التي تجذب انتباه المستثمرين الآن.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن لأسهم تعدين العملات الرقمية أن ترتفع حتى مع هبوط البيتكوين؟
نعم، بعض أسهم شركات التعدين لديها مصادر دخل أخرى، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، مما يمكنها من النمو بغض النظر عن أداء البيتكوين على المدى القصير.
ما الذي يجعل هذه الشركات الثلاث جذابة للمستثمرين؟
تحقق هذه الشركات تحولاً استراتيجياً نحو مجال الذكاء الاصطناعي الواعد، مع توقيعها عقوداً بمليارات الدولارات مع عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وميتا، مما يضمن لها مصدر دخل مستقر ومتنامي.
هل تخلت هذه الشركات عن تعدين البيتكوين تماماً؟
لا، لا تزال بعض هذه الشركات، مثل آيرين وتيراوولف، تعتمد بشكل كبير على تعدين البيتكوين، لكنها تستثمر بشكل متوازٍ في بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي لتقليل الاعتماد على العملات الرقمية وتنويع إيراداتها.
