أرسل فيتاليك بوتيرين مؤخراً منحة بقيمة 256 إيثريوم إلى مشروعي رسائل، Session وSimpleX Chat، دون الضجة المعتادة في عالم العملات الرقمية.
كانت المنحة متواضعة الحجم لكنها واضحة الهدف، لأن كلا التطبيقين يعملان في جزء من الإنترنت نادراً ما يحصل على دعم حقيقي: وهو الاتصال المقاوم لبيانات التعريف (ميتاداتا).
تصميمات هذين المشروعين تتناول أجزاء من الرسائل الرقمية لا يمكن للتشفير وحده حمايتها، وهي التفاصيل الهيكلية التي تكشف عن هوية المتحدث، وعدد مرات التواصل، والشبكات المستخدمة.
تبرع بوتيرين يسلط الضوء على هذا المجال بوضوح غير معتاد، مشيراً إلى مشروعين تم بناؤهما لتقليل المعلومات التي تبثها المنصات الحديثة بشكل افتراضي.
ما هي مشاريع الرسائل التي حصلت على الدعم؟
لا تعتمد Session وSimpleX على شبكة إيثريوم، ولا تستخدمان حسابات مرتبطة بسلسلة الكتل (بلوكتشين)، ولا تندمج مع أي نظام على السلسلة. إنهما مشروعان مستقلان في هندسة الخصوصية. ما دعمه بوتيرين، بناءً على الوثائق العامة، هو ببساطة تطوير نظامي رسائل مبنيين على معايير خصوصية أقوى.
هذا التركيز الضيق هو ما يجعل المنحة مثيرة للاهتمام، لأن هذين المشروعين يعالجان الخصوصية من زوايا تتجنبها معظم التطبيقات الشائعة: تصميم التوجيه وتصميم الهوية.
التطبيق الأول: Session
Session هو نظام رسائل معزّز الخصوصية مبني حول مسارات التوجيه المتعددة (على طريقة البصل) والمفاتيح الرقمية المستعارة. كل مستخدم يمثله مفتاح تشفير وليس رقم هاتف أو بريد إلكتروني. تنتقل كل رسالة عبر مسار متعدد المراحل يقسم المعلومات عبر عدة عقد، بحيث لا تستطيع أي عقدة واحدة رؤية طرفي المحادثة معاً.
لتقليل التعرض أكثر، يتم تخزين الرسائل المشفرة مؤقتاً في مجموعات لامركزية من العقد تسمى “سوارم”، مما يسمح للمستخدمين بالتواصل دون الحاجة لأن يكونوا متصلين بالإنترنت في نفس الوقت.
التطبيق الثاني: SimpleX
يأخذ SimpleX نهجاً مختلفاً تماماً: بدلاً من محاولة إخفاء بيانات التعريف، فهو يقللها إلى الحد الأدنى عن طريق إلغاء هويات المستخدمين الدائمة تماماً. الشبكة لا تعطي أسماء مستخدمين أو أرقاماً أو أي شكل ثابت للهوية.
يتصل المستخدمون عبر دعوات لمرة واحدة أو رموز QR، وتتم إدارة كل علاقة كقناة تشفير فريدة معزولة عن الباقي. يتم تخزين جميع البيانات (جهات الاتصال والمحادثات) محلياً على جهاز المستخدم فقط.
لماذا تهم هذه المنحة رغم محدوديتها؟
حجم المنحة أصغر بكثير من معظم جولات التمويل في عالم العملات المشفرة، لكن الرسالة التي تحملها أوضح من العديد من المبادرات الأكبر. أدوات الاتصال تحتل موقعاً غريباً في البنية الرقمية: الجميع يعتمد عليها، لكن معظم التطبيقات تعامل الخصوصية كطبقة يمكن إضافتها لاحقاً، وليس كخاصية يجب بناؤها من الأساس.
تصميم توجيه Session ونموذج SimpleX الخالي من الهوية يبدآن من الطرف المعاكس تماماً. من خلال توجيه الأموال إلى هذين المشروعين، يعترف بوتيرين بأن الاتصال الخاص هو شرط أساسي لإنترنت أكثر صحة، حتى لو حدث هذا الاتصال خارج شبكة إيثريوم تماماً.
الخصوصية كنقطة انطلاق معمارية
تبرع فيتاليك بوتيرين لا يحدد مستقبل إيثريوم، وليس خارطة طريق للخصوصية على السلسلة. ما يفعله هو تسليط الضوء على نظامين يأخذان الخصوصية على محمل الجد على مستوى البروتوكول الأساسي. يركز Session على تقليل ما يمكن لعقد التوجيه استنتاجه، بينما يتجنب SimpleX إنشاء هويات يمكن استنتاجها من الأساس.
الأسئلة الشائعة
ما هي مشاريع الرسائل التي دعمها فيتاليك بوتيرين؟
دعم فيتاليك بوتيرين مشروعي رسائل يركزان على الخصوصية القصوى، هما Session وSimpleX Chat، بمنحة بقيمة 256 إيثريوم.
ما الذي يميز هذين المشروعين عن تطبيقات الرسائل العادية؟
يميزهما تصميمهما الذي يحمي “بيانات التعريف” (الميتاداتا) مثل هوية المتحدثين وتوقيت المحادثة. يستخدم Session توجيهاً معقداً لإخفاء المسار، بينما يتجنب SimpleX استخدام هويات مستخدم دائمة من الأساس.
هل هذان المشروعان مرتبطان بتقنية البلوكشين أو إيثريوم؟
لا، هما مشروعان مستقلان لا يعتمدان على إيثريوم أو أي بلوكشين. الدعم جاء لأهمية الخصوصية في الفضاء الرقمي ككل، حتى خارج عالم العملات المشفرة.
