رئيس 0G Labs: الذكاء الاصطناعي اللامركزي قد يفتح عصر الوفرة العالمية

لقد تطور الحديث عن الذكاء الاصطناعي من مجرد التساؤل عن أهميته إلى التركيز على كيفية جعله أكثر موثوقية وكفاءة مع انتشار استخدامه في كل مكان. يتخيل البعض مستقبلاً حيث يُسهم الذكاء الاصطناعي في خلق مجتمع الوفرة، مما يحرر الأفراد من الوظائف الروتينية ويتيح لهم التركيز على الأعمال الإبداعية.
التحدي الكبير: جودة البيانات ومصدرها
لم يعد السؤال هو إذا كنا نحتاج الذكاء الاصطناعي، بل كيف نجعل أداءه أفضل وأكثر شفافية. النماذج الحالية المركزية تواجه مشاكل متعددة، مثل التحيز والسيطرة من قبل شركات قليلة. الحل الذي يراه الكثيرون في عالم الويب 3 ليس في فرض المزيد من القوانين، بل في بناء بنية تحتية لا مركزية للذكاء الاصطناعي.
تعتمد قوة نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي على جودة البيانات التي يتم تدريبها عليها. يجب أن يكون من الممكن التحقق من مصدر هذه البيانات وتتبعها لمنع الأخطاء والنتائج غير الدقيقة. مع اعتماد قطاعات حساسة مثل المال والصحة على الذكاء الاصطناعي، أصبحت الحاجة إلى أساس شفاف وآمن أمراً بالغ الأهمية.
بناء أساس جديد للذكاء الاصطناعي
يقود مهندسون ومطورون اليوم مسيرة لبناء هذا الأساس. يتم حالياً تطوير ما يُوصف بأنه أول وأكبر سلسلة كتل مخصصة للذكاء الاصطناعي، بهدف جعله خدمة عامة آمنة يمكن للجميع الوثوق بها.
يؤكد الخبراء أن جوهر أداء الذكاء الاصطناعي يكمن في قاعدة المعرفة الخاصة به: وهي البيانات. مجموعات البيانات عالية الجودة والمتوازنة تؤدي إلى نتائج دقيقة، بينما تؤدي البيانات السيئة أو غير الممثلة جيداً إلى مخرجات رديئة وزيادة في الأخطاء.
الحل المقترح لهذه المشكلة هو استخدام تقنيات التشفير لإنشاء سجل واضح وغير قابل للتغيير لمصدر كل بيانات. هذا الأساس اللامركزي والشفاف، إلى جانب حوافز اقتصادية، يُعتبر الآلية الضرورية للقضاء على الأخطاء والتحيز في الخوارزميات.
رؤية مستقبلية: مجتمع الوفرة
يتجاوز الأمر الإصلاحات التقنية، فهناك رؤية كبرى للذكاء الاصطناعي تؤمن بأنه يجب أن يفتح عصراً جديداً من الوفرة.
“في عالمنا المثالي، نأمل أن يخلق الذكاء الاصطناعي ظروفاً لمجتمع الوفرة، حيث تصبح الموارد متاحة للجميع ولا يضطر أحد للقلق بشأن القيام بوظائف مملة بعد الآن”. هذا التحول سيمكن الأفراد من “التركيز على العمل الإبداعي والترفيهي”، مما يمنح الجميع وقتاً حراً أكثر وأمناً اقتصادياً.
والجميل في هذه الأنظمة اللامركزية أنها تتماشى مع الحوافز الاقتصادية، مما يخلق اقتصاداً متوازناً لقوة الحوسبة. إذا زاد الطلب على الموارد، تزداد الحوافز لتوفيرها تلقائياً حتى يتم تلبية هذا الطلب.
حماية الذكاء الاصطناعي من الاستخدام الخاطئ
لحماية الذكاء الاصطناعي من الاستخدام المتعمد في عمليات الاحتيال، يقترح الخبراء مزيجاً من الحلول:
- التوعية: تعليم الناس كيفية تحديد المحتوى المزيف الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي.
- المعايير: يمكن للمشرعين وضع معايير عالمية لسلامة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
- التصميم: يمكن لأنظمة الحوافز المدمجة في التكنولوجيا اللامركزية أن تقلل بشكل كبير من سوء الاستخدام المتعمد.
من خلال تشغيل وإدارة نماذج الذكاء الاصطناعي على سلاسل الكتل، يتم مكافأة المشاركة الصادقة، بينما يتحمل السلوك الضار عواقب مالية فورية.
نظام تشغيل الذكاء الاصطناعي اللامركزي
لتقديم هذه الرؤية لمستقبل آمن ومنخفض التكلفة للذكاء الاصطناعي، يتم بناء أول “نظام تشغيل لامركزي للذكاء الاصطناعي”.
تم تصميم هذا النظام لتوفير إثبات لمصدر بيانات الذكاء الاصطناعي، مما يجعله قابلاً للتحقق والتتبع. هذا المستوى من الأمان ضروري للتطبيقات التي تعمل في القطاعات المنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز النظام بوجود سوق مفتوح لموارد الحوسبة، مما يجعل الوصول إلى هذه الموارد ديمقراطياً وبأسعار تنافسية. هذا هو الرد المباشر على التكاليف المرتفعة والتبعية للشركات الكبرى في البنى التحتية السحابية المركزية.
الأسئلة الشائعة
ما هي المشكلة الرئيسية في الذكاء الاصطناعي الحالي؟
المشكلة الرئيسية هي مركزية البيانات والنماذج في أيدي شركات قليلة، مما يؤدي إلى مشاكل مثل التحيز في النتائج، وصعوبة تتبع مصدر البيانات، والتكاليف المرتفعة.
كيف يمكن للتقنية اللامركزية حل هذه المشاكل؟
عن طريق بناء بنية تحتية مفتوحة وشفافة، حيث يمكن تخزين البيانات بشكل آمن وقابل للتتبع على شبكات موزعة، وإنشاء أسواق مفتوحة لموارد الحوسبة لتقليل التكاليف وكسر احتكار الشركات الكبرى.
ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي اللامركزي؟
مستقبله مشرق، حيث يتجه نحو مشاركة المجتمعات في بناء النماذج، مما يضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي أكثر أماناً وانفتاحاً وفائدة للجميع، ويسهم في خلق اقتصاد أكثر وفرة وعدالة.














