إطار بنما التنظيمي يتوافق مع معايير “FATF” ويرخص لمقدمي خدمات الأصول الافتراضية في قانون تشريعي رائد للعملات الرقمية

قدم مجموعة من المحامين في بنما مشروع قانون جديد يهدف إلى تنظيم التعامل بالعملات الرقمية والمشفرة. تهدف هذه المبادرة إلى مواءمة القوانين المحلية مع المعايير الدولية قبل موعد التقييم المقرر في عام 2027.
مشروع قانون لتنظيم العملات الرقمية
قام المحاميان بليساريو كاستيلو وأوليفر مونيوز بإعداد هذا المشروع بدعم من جمعية سوق رأس المال البنمية. ويهدف هذا الجهد إلى فتح نقاش واسع بين القطاع المالي والجهات التنظيمية والحكومة. أوضح مونيوز أن المقترح هو مبادرة خاصة مدعومة من القطاع، مقدمة كمساهمة فنية لبناء توافق في الآراء.
تم تقديم الوثيقة في 28 أكتوبر إلى ممثلين من القطاع المالي والسلطات التنظيمية وقادة من النظام البيئي الرقمي والقانوني. وأعلنت باتريشيا بويد، رئيسة “أباميك”، أن المنظمة ستعمل بنشاط لتعزيز هذا المشروع أمام السلطات المختصة. الهدف الاستراتيجي هو جعل بنما واحدة من أبرز المراكز المالية المبتكرة في المنطقة.
إطار تنظيمي للاستدامة المالية
يقدم المشروع إطاراً تنظيمياً شاملاً ومستداماً. هذا الإطار يتوافق مع المعايير الدولية المتقدمة ويستفيد من التجارب التنظيمية في الاتحاد الأوروبي والبرازيل والأرجنتين.
ووفقاً لمونيوز، فإن الوثيقة توفر تعريفات دقيقة لتصنيف الأصول الرقمية. كما تحدد بالتفصيل المؤسسات التي ستكون بمثابة جهات رقابية وكيفية تطبيق نهج إدارة المخاطر الذي أوصت به المنظمات الدولية.
وأكد مونيوز أن عدم تنظيم العملات الرقمية بشكل صحيح قد يخلق ثغرات قانونية. الدقة في التنظيم تضمن أن شركات القطاع المالي التقليدي يمكنها المشاركة بفعالية.
ومن بين المكونات الرئيسية للمقترح إنشاء “حاضنة تنظيمية” لتجربة المشاريع التكنولوجية تحت الإشراف. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع تدابير لتعزيز الشمول المالي، وجذب المواهب الرقمية، وتنفيذ إصلاحات محددة على الإطار التنظيمي الحالي.
الامتثال للتوصيات الدولية أولوية
وشدد المحامي أوليفر مونيوز على أن المبادرة تهدف بشكل خاص إلى امتثال بنما لتوصيات مجموعة العمل المالي الدولية. تتعلق هذه الأحكام بتنظيم مقدمي خدمات الأصول الرقمية ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في هذا السوق الناشئ.
وحذر مونيوز من الخطر المحدق الذي تواجهه بنما إذا لم تمتثل لهذه التوصيات قبل زيارة مجموعة العمل المالي في 2027. العاقبة المحتملة هي عودة البلاد إلى “القائمة الرمادية” للمنظمة.
وتعد تجربة الأرجنتين مرجعاً مهماً في هذه العملية. ذكر مونيوز أن الأرجنتين اعتمدت تنظيمًا سريعًا للخروج من المراقبة الدولية، مما يظهر أهمية التحرك بوقت كافٍ وبإجماع. وأكد أن على بنما ألا تنتظر حتى عام 2027 لتبدأ في التنظيم.
في رأيه، الدولة لديها وقت كافٍ لوضع نظام تنظيمي يناسب احتياجاتها، يكون مخططًا له جيدًا وعمليًا. تمكنت بنما من مغادرة القائمة الرمادية في 2023، وحققت في يوليو 2025 إنجازاً تاريخياً بالخروج رسمياً من قائمة المفوضية الأوروبية للدول عالية المخاطر في غسل الأموال.
تأثير التنظيم على سوق العملات الرقمية في بنما
الوضع الحالي يطرح تحديات حقيقية للشركات التي تعمل بالعملات المشفرة في بنما. حيث ظلت شركات عديدة تقدم خدماتها لسنوات دون وجود لوائح واضحة.
بين عامي 2021 و 2024، يقدر حجم المعاملات في بنما بأكثر من 4 مليارات دولار على منصات التداول العالمية العشرة الأكثر شهرة فقط. هذه الأرقام تؤكد الانتشار الحقيقي للأصول الرقمية في الاقتصاد البنمي وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة الفرص والتحديات التي تمثلها.
الهيكل المقترح لتنظيم مقدمي الخدمة
يحدد المشروع نظاماً محدداً للترخيص والتسجيل للشركات التي تقدم خدمات العملات المشفرة. يجب على هذه الشركات، المسماة “مقدمو خدمات الأصول الرقمية”، الحصول على ترخيص خاص ودفع ألف وخمسمائة بالبوا للحصول على الترخيص الأولي. يعد الامتثال لمعايير مكافحة غسل الأموal وتمويل الإرهاب شرطاً أساسياً، بما يتوافق مع معايير مجموعة العمل المالي.
يقترح المشروع تعيين المديرية العامة للمؤسسات المالية في وزارة التجارة والصناعات كالسلطة المختصة لتنظيم هذه الشركات. ستخضع الشركات المرخصة لعمليات تفتيش منتظمة ويجب أن تظهر قدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية. يغطي نطاق التطبيق أنشطة أساسية مثل تبادل العملات المشفرة بعملات أخرى أو بالمال التقليدي، والحفظ الآمن للعملات المشفرة لحساب الغير، والعروض العامة لمشاريع العملات الجديدة.
فوائد مباشرة لمستخدمي العملات الرقمية
سيشهد مستخدمو العملات المشفرة ومنصات التداول تحسينات ملموسة في حمايتهم. سيكون لديهم إمكانية الوصول إلى سجل عام للشركات المرخصة قانونياً في بنما، مما يسهل التعرف على الجهات المرخصة. يجب على الشركات المنظمة تقديم معلومات واضحة وكاملة حول العمولات والمخاطر المرتبطة بخدماتها.
سيكون للمستخدمين آليات للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي تعرضوا لها نتيجة الاحتيال أو الإهمال الجسيم أو أعطال الأمان التي يمكن إرجاعها إلى مقدم الخدمة.
يهدف مشروع القانون أيضاً إلى جذب شركات العملات الرقمية الجادة وتوليد وظائف متخصصة في هذا القطاع سريع النمو. وقد شارك المقدمون المبادرة مع وزارة الاقتصاد والمالية وديواني المراقبة على البنوك وسوق الأوراق المالية.
وأكد مونيوز أن النية الأساسية تتمثل في تعزيز المشاريع القائمة في الجمعية الوطنية، والتي يعاني بعضها من أوجه قصور فنية وقانونية.
الأسئلة الشائعة
- ما الهدف من مشروع القانون الجديد في بنما؟
الهدف هو إنشاء قوانين واضحة لتنظيم التعامل بالعملات الرقمية، وحماية المستخدمين، وجذب استثمارات جادة، ومنع غسل الأموال، وجعل بنما مركزًا ماليًا مبتكرًا في المنطقة. - ما هي المخاطر إذا لم تقم بنما بتنظيم العملات الرقمية؟
الخطر الرئيسي هو عودة بنما إلى “القائمة الرمادية” لمجموعة العمل المالي الدولية في 2027، مما يضر بسمعتها المالية ويعيق استثماراتها. - كيف سيستفيد مستخدمو العملات الرقمية من هذا القانون؟
سيستفيد المستخدمون من خلال الحصول على حماية أفضل، وسجل عام للشركات الموثوقة، ومعلومات أوضح عن المخاطر، وآليات للتظلم والتعويض في حال حدوث مشاكل.














