احتيال أجهزة الصراف الآلي للعملات المشفرة ينتشر في ماساتشوستس.. ومطالبات بحظرها

تنتشر عمليات الاحتيال عبر أجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، مما دفع الشركات والأفراد للتعبير عن استيائهم الشديد. تسببت هذه العمليات الاحتيالية في خسائر تقدر بملايين الدولارات، بينما يواصل المحتالون توسيع نطاق أنشطتهم. واستجابة لذلك، بدأت تظهر تحركات لحظر هذه الأجهزة، أو على الأقل زيادة الرقابة عليها لحماية الناس من الوقوع في هذه الفخاخ.
قصة احتيال نموذجية
وفقًا للتقارير، قام أحد أصحاب المتاجر في ساوث هادلي بتثبيت جهاز صراف آلي للعملات الرقمية في متجعه كمصدر للدخل السلبي. كان يحصل على 200 دولار شهريًا كإيجار، بالإضافة إلى حصة من رسوم المعاملات، مما جعله يبدو مصدر دخل مثاليًا لتعويض أيام المبيعات الضعيفة. لكن الأمور سارت بشكل خاطئ عندما تلقى أحد موظفيه مكالمة من محتال ادعى أنه صاحب المتجر نفسه. طلب المحتال من الموظف إيداع 11,000 دولار عبر جهاز الصراف الآلي للعملات الرقمية، ووقع الموظف في الفخ. حتى الآن، لم تستطع الشرطة استعادة الأموال.
أزمة وطنية متنامية
لم تكن خسارة الـ 11,000 دولار سوى حالة واحدة من بين العديد من عمليات الاحتيال في الولاية. فقد أبلغت السلطات عن مواطن خسر 48,000 دولار، وآخر خسر 4,900 دولار، مؤكدة أن تتبع هذه الأموال أمر بالغ الصعوبة.
وصرحت رئيسة الشرطة، جينيفر جوندرسن: “نكتشف أن هذه المعاملات لا يمكن عكسها ولا يمكن تتبعها بسهولة، مما يجعل تحقيقاتنا شبه مستحيلة، على الرغم من أننا نقضي ساعات طويلة جدًا في التحقيق”.
وقد تحولت عمليات احتيال أجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية إلى أزمة على مستوى البلاد. حيث أشار شريف مقاطعة ميدلسيكس، بيتر كوتوجيان، إلى وجود طفرة في هذه العمليات الاحتيالية في جميع أنحاء البلاد. وزعم أن إجمالي الشكاوى المقدمة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 2024، والخاصة بالجرائم المتعلقة بأجهزة العملات الرقمية، تجاوز 11,000 شكوى. وبلغ إجمالي خسائر الضحايا 247 مليون دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 99% في عدد الشكاوى وزيادة بنسبة 31% في الخسائر المبلغ عنها.
تشريعات جديدة للحماية
عقد اللجنة المشتركة للخدمات المالية جلسة استماع الثلاثاء الماضي لمناقشة تشريع يهدف إلى وضع إرشادات حماية للمستهلكين لأجهزة بيع وشراء العملات الرقمية مقابل النقد. بموجب هذه الإرشادات الجديدة، سيُطلب من المشغلين الحصول على ترخيص كجهة لنقل الأموال، وتسجيل كل جهاز لدى مفوضية البنوك، وتقديم تقارير ربع سنوية توضح مواقع الأجهزة. بالإضافة إلى ذلك، سيفرض مشروع القانون الجديد حدًا أقصى للمعاملات اليومية قدره 1,000 دولار لكل عميل.
ساوث هادلي تدرس الحظر الكامل
في ظل استمرار مناقشة مشروع القانون، تقدمت رئيسة الشرطة جوندرسن باقتراح لحظر أجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية في ساوث هادلي بشكل رسمي. استنادًا إلى قرار مماثل تم تمريره في مدينتي والثام وجلوستر، سيكون أمام أصحاب المتاجر حوالي 30 يومًا لإزالة هذه الأجهزة، قبل أن يتعرضوا لغرامة قدرها 300 دولار يوميًا. وقد أيدت “لجنة الاختيار” هذا الإجراء، ومن المقرر التصويت عليه في اجتماع البلدة الخاص في 5 نوفمبر.
حاليًا، لا يوجد سوى متجرين فقط في البلدة بهذه الأجهزة، لكن جوندرسن تؤكد أن القانون الجديد سيمنع ازدياد أعدادها.
وأضافت جوندرسن: “تحدثت اليوم إلى رئيس شرطة والثام، وقد ارتفع عدد الأجهزة هناك من 4 أجهزة إلى 14 جهازًا في بضعة أشهر فقط. كما أبلغت والثام أن بعض أصحاب المتاجر كانوا على الأرجح على علم بأن أحد كبار السن يتعرض للاحتيال في متجرهم، ولكن لأنهم كانوا سيحصلون على جزء من المال، فقد ساعدوه في إتمام المعاملة!”
من جهته، قال المساعد النيابة العامة في الشمال الغربي، نيكولاس عطا الله، إنه يتلقى بضعة طلبات كل شهر من أقسام الشرطة البلدية لمساعدتهم في التحقيق في عمليات احتيال تتضمن أجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية. ووصف عطا الله طريقة الاحتيال، مشيرًا إلى أن المجرمين عادة ما يتظاهرون بأنهم من رجال الشرطة أو السلطات ويطلبون من الضحايا إرسال الأموال باستخدام هذه الأجهزة. وأكد أنه بينما من الممكن نظريًا تتبع هذه المعاملات، فإن الأمر يظل صعبًا للغاية.
الأسئلة الشائعة
س: ما هي مشكلة أجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية؟
ج: المشكلة الرئيسية هي انتشار عمليات الاحتيال من خلالها، حيث يتصل المحتالون بالضحايا ويخدعونهم لإيداع أموالهم في هذه الأجهزة، وغالبًا ما تكون الأموال غير قابلة للاسترداد.
س: ما الإجراءات المتخذة لمواجهة هذه العمليات الاحتيالية؟
ج: تقوم السلطات بدراسة تشريعات جديدة تشمل ترخيص المشغلين، وتحديد سقف للمعاملات اليومية (1000 دولار)، كما تدرس بعض المدن مثل ساوث هادلي حظر هذه الأجهزة تمامًا.
س: هل يمكن استعادة الأموال المفقودة في هذه العمليات؟
ج: للأسف، تذكر الشرطة أن تتبع هذه المعاملات واستعادة الأموال أمر “شبه مستحيل” في معظم الحالات بسبب طبيعة العملات الرقمية، مما يجعل الوقاية وزيادة الوعي هما خط الدفاع الأول.














