“أكتوبر الصاعد” على الأبواب: ماذا يعني ذلك لسعر البيتكوين؟

مع دخول الربع الأخير من العام، يبدأ المتداولون في التطلع إلى تحقيق أرباح أفضل. ولحسن حظ مستثمري العملات الرقمية، يؤمن الكثيرون بأسطورة “أوبتوبر” (Uptober)، وهو الشهر الذي تشهد فيه محافظهم الاستثمارية ارتفاعاً قوياً غير مسبوق.
ما هو أوبتوبر؟
مصطلح “أوبتوبر” يأتي من حقيقة أن سعر البيتكوين شهد ارتفاعاً في شهر أكتوبر خلال تسع سنوات من أصل العشر سنوات الماضية. وأشار محللون إلى أن عامي 2017 و2021 كانا استثنائيين، حيث قفز سعر البيتكوين بنسبة 50% و40% على التوالي.
ويوضح المحللون أن مكاسب أكتوبر تاريخياً تدعمها ضعف أداء السوق في سبتمبر، مما يجعل أي مكاسب تالية تبدو أكبر. ولكن الجدير بالذكر أن سبتمبر هذا العام لم يكن ضعيفاً كما كان متوقعاً، بل ارتفع سعر البيتكوين فيه قرابة 5%، مما قد يجعل مكاسب أوبتوبر هذا العام، إن حدثت، أكثر قوة.
ظاهرة موسمية أم نفسية؟
تظهر ظاهرة أوبتوبر كيف يمكن أن تكون الأسواق المالية موسمية، فهناك ظواهر مشابهة مثل “رالي سانتا كلوز” في أسواق الأسهم. جزء من هذه الظاهرة يعود إلى العوامل الموسمية، مثل انتهاء فترة الركود الصيفي وإعادة توازن الصناديق الاستثمارية استعداداً للربع الرابع. والجزء الآخر أصبح نفسياً، حيث يؤمن المتداولون بالظاهرة فتتحقق توقعاتهم.
نتيجة لذلك، أصبح أوبتوبر ثقافة شائعة متجذرة في عالم العملات الرقمية. مع نهاية سبتمبر، ستجد عددا لا يحصى من المتداولين على وسائل التواصل الاجتماعي يتمنون أن يحقق أكتوبر أرباحاً لهم.
وجهة نظر الخبراء والمؤسسات
مع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن جزءاً كبيراً من هذه الضجة مجرد حديث على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن المؤسسات الكبيرة تضع في اعتبارها عوامل أكثر بكثير من مجرد ظاهرة موسمية.
فالمتداولون الأفراد غالباً ما يستشهدون بمصطلحات مثل أوبتوبر، والتي قد تؤثر على المشاعر والقرارات قصيرة المدى. أما المتداولون المحترفون، فيعتمدون في قراراتهم على أساسيات السوق، والظروف الاقتصادية الكلية، والاستراتيجيات التقنية المعقدة، وليس فقط على الظواهر الموسمية.
وبالرغم من ذلك، يلاحظ بعض الخبراء أن التفاؤل الإيجابي للمستثمرين بحد ذاته يمكن أن يكون نبوءة تتحقق ذاتياً، حيث قد يدفعهم هذا التفاؤل لضخ أموال في السوق، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
النظرة المستقبلية لأكتوبر
يعبر العديد من الخبراء عن تفاؤل حذر بشأن أداء البيتكوين في أكتوبر، مستندين إلى عوامل هيكلية قوية مثل تحول البنك المركزي الأمريكي إلى سياسة نقدية أكثر مرونة، والطلب الثابت على صناديق البيتكوين الاستثمارية.
ومع ذلك، يحذر المحللون من أن المخاطر الاقتصادية الكلية أو التوترات الجيوسياسية يمكن أن تقضي على أي مكاسب محتملة. في النهاية، بينما يشير التاريخ إلى أن أكتوبر هو شهر قوي للبيتكوين، يبقى التنبؤ على المدى القصير أمراً صعباً بسبب طبيعة السوق غير المستقرة.
الأسئلة الشائعة
س: ما المقصود بمصطلح “أوبتوبر”؟
ج: أوبتوبر هو مصطلح شائع في سوق العملات الرقمية يشير إلى الاعتقاد بأن شهر أكتوبر يشهد عادة ارتفاعاً قوياً في أسعار العملات، وخاصة البيتكوين، بناءً على أدائه الإيجابي في هذا الشهر خلال السنوات الماضية.
س: هل يعتمد الخبراء على أوبتوبر في قراراتهم الاستثمارية؟
ج: لا يعتمد معظم الخبراء والمؤسسات الكبيرة على الظواهر الموسمية مثل أوبتوبر وحدها، بل يدرسون الأساسيات الاقتصادية والظروف السوقية والتوقعات الفنية. لكنهم يقرون أن التفاؤل الجماعي للمستثمرين يمكن أن يؤثر إيجاباً على السوق.
س: ما هي العوامل التي قد تؤثر على أداء السوق في أكتوبر هذا العام؟
ج: تتضمن العوامل الإيجابية السياسات النقدية المرنة والطلب القوي على صناديق البيتكوين. بينما تشمل المخاطر المحتملة التطورات الجيوسياسية والتقلبات في السياسات الاقتصادية العالمية، والتي قد تسبب تقلبات في الأسعار.














