تمويل

صناديق الأصول الرقمية تجذب 1.9 مليار دولار بعد القرار “المتشدد” للاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة

شهدت صناديق الاستثمار في العملات الرقمية تدفقات قياسية الأسبوع الماضي، حيث جذبت ما يقارب 1.9 مليار دولار أمريكي من الأموال الجديدة. جاء هذا التدفق الكبير رداً على قرار مفاجئ من البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، مما رفع إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة إلى أعلى مستوى لها هذا العام وأعاد الأمل بأن عام 2025 قد يشهد أداءً مماثلاً أو حتى أفضل من عام 2024.

الزعامة للبيتكوين والإيثريوم

وفقاً للتقرير الأسبوعي الصادر عن شركة “كوين شيرز”، قاد البيتكوين والإيثريوم موجة التدفقات. فقد حصلت صناديق البيتكوين على 977 مليون دولار، بينما جذبت منتجات الإيثريوم 772 مليون دولار، مما يشكلان معاً الغالبية العظمى من الطلب لهذا الأسبوع. كما سجلت عملات أخرى مثل سولانا و XRP تدفقات ملحوظة بلغت 127.3 مليون دولار و 69.4 مليون دولار على التوالي.

دفعت هذه الزيادة القوية إجمالي الأصول في صناديق العملات الرقمية إلى حوالي 40.4 مليار دولار، مما يقرب السوق من تحقيق تدفقات مماثلة لعام 2023.

صناديق الأصول الرقمية تجذب 1.9 مليار دولار بعد القرار "المتشدد" للاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة

رد فعل السوق على قرار الفيدرالي

كان خفض الفائدة متوقعاً من قبل المستثمرين، لكن لغة البيان الرسمي للبنك الاحتياطي الفيدرالي أشارت إلى استمرار الحذر بشأن التضخم، وهو ما فسره البعض على أنه “خفض حاد” (Hawkish Cut). بدأ المستثمرون الأسبوع بحذر، ولكن مع هضم قرار الفيدرالي، عادوا بقوة إلى شراء الأصول الرقمية، حيث دخل حوالي 746 مليون دولار يومي الخميس والجمعة فقط.

تراجع الأسعار رغم التدفقات

على الرغم من التدفقات القوية، شهدت الأسعار تقلبات وتراجعاً مع بداية الأسبوع الجديد:

  • انخفض سعر البيتكوين إلى حوالي 113,000 دولار.
  • هبط سعر عملة الإيثريوم بنسبة 6% تقريباً.
  • شهدت سولانا تراجعاً بنسبة 7%.

يعزو المحللون هذا التراجع إلى عاملين رئيسيين: المستثمرون يقومون بجني الأرباح بعد الارتفاع الأخير، بالإضافة إلى تصفية بعض الصفقات ذات الرافعة المالية العالية. ويؤكد الخبراء أن هذا التراجع لا يعكس تغييراً في المشاعر الإيجابية تجاه السوق بشكل عام.

نظرة مستقبلية على تدفقات العملات الرقمية

تكشف البيانات عن تفاصيل أخرى مهمة:

  • قادت الولايات المتحدة الطلب، مسؤولة عن 1.8 مليار دولار من إجمالي التدفقات.
  • ساهمت أسواق مثل ألمانيا وسويسرا والبرازيل بتدفقات إيجابية ولكن أصغر.
  • الصناديق التي تراهن على انخفاض سعر البيتكوين استمرت في فقدان الأموال.

يبقى المشهد على المدى القريب متقلباً بسبب التقلبات السريعة وارتفاع المضاربة. ومع ذلك، فإن انخفاض أسعار الفائدة يعتبر عاملاً إيجابياً لدعم الأصول الخطرة مثل العملات الرقمية على المدى الطويل.

الأهم من ذلك، أن تدفقات الأسبوع الماضي، خاصة في منتجات الإيثريوم التي سجلت أرقاماً قياسية هذا العام، تثبت أن الاهتمام المؤسسي الكبير لا يزال قوياً، مما يعطي زخماً إيجابياً لسوق العملات الرقمية.

الأسئلة الشائعة

ما سبب التدفقات القوية في صناديق العملات الرقمية؟
السبب الرئيسي هو قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، مما شجع المستثمرين على ضخ أموال جديدة في السوق.

ما هي أكثر العملات التي استفادت من هذه التدفقات؟
قاد البيتكوين والإيثريوم المشهد، حيث حصلا على الجزء الأكبر من الأموال، تليهما عملات مثل سولانا و XRP.

هل يعني تدفق الأموال أن الأسعار ستواصل الارتفاع؟
ليس بالضرورة. التدفقات إيجابية، لكن السوق قد يشهد تقلبات وتراجعات قصيرة الأجل بسبب جني الأرباح والمضاربة. الاتجاه العام يعتمد على البيانات الاقتصادية المستقبلية وقرارات البنوك المركزية.

خبير الاستثمار

مستشار مالي متخصص في استراتيجيات الاستثمار المتنوعة، يساعد العملاء على بناء محافظ استثمارية قوية.
زر الذهاب إلى الأعلى