“كشف الرئيس التنفيذي لـ Immunefi ميتشل أمادور: كيف يمكن لشركات الكريبتو توفير مليارات الدولارات؟”

في عام 2025، شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات الاحتيال والاختراقات والاستغلال في عالم العملات الرقمية. حيث سُرِق أكثر من 2 مليار دولار من خدمات التشفير في الأشهر الستة الأولى فقط. يعتقد ميتشل أمادور، الرئيس التنفيذي لمنصة أمن الويب 3 “إيميونيفاي”، أن العديد من الفرق باتت تنظر إلى الأمن على أنه مجرد “خانة اختيار قبل الإطلاق”.

لماذا تزداد اختراقات العملات الرقمية في 2025؟

في تقرير حديث، أشارت “بين كريبتو” إلى أن عام 2025 قد يصبح الأسوأ على الإطلاق من حيث إجمالي الأموال المسروقة. فقد شهدت الصناعة هذا العام أكبر اختراق حتى الآن، وهو اختراق “بايبت”. علاوة على ذلك، لا يزال القراصنة يسرقون ملايين الدولارات من منصات التداول والشركات المرتبطة بالعملات الرقمية.

في الواقع، توقعت “تشيناليسيس” أن يتجاوز إجمالي الأموال المسروقة من خدمات التشفير 4.3 مليار دولار بحلول نهاية العام. مما يقدم صورة قاتمة للصناعة، مع استمرار المخاطر التي تهدد أمنها واستقرارها.

الأهم من ذلك، كشفت “TRM Labs” أن أكثر من 80% من الأموال المسروقة في النصف الأول من 2025 نتجت عن اختراقات البنية التحتية. لكن لماذا يحدث هذا؟

وفقًا لأمادور، فإن تصاعد الاختراقات هذا العام يعود إلى خلل أساسي في كيفية تعامل المشاريع مع الأمن. وأوضح أن العديد من المشاريع تقوم بعد الإطلاق بترقية العقود الذكية أو دمج “أوراكل” أو تغيير هياكل الحوكمة دون مراجعة نماذج المخاطر الأصلية. هذا النقص في التقييم المستمر للمخاطر أدى إلى زيادة الاستغلال بعد النشر.

كيف تكون مكافآت الأخطاء مفتاح منع اختراقات التشفير؟

بينما يجب أن تتطور إجراءات الأمن باستمرار، دعا أمادور أيضًا إلى استخدام مكافآت الأخطاء. ووفقًا له، فهي أكثر فعالية من طرق الأمن السيبراني التقليدية في مجال التشفير.

لمن لا يعرف، مكافأة الخطأ هي مكافأة تقدمها المنظمات للأفراد الذين يكتشفون ويبلغون عن الثغرات الأمنية في برامجهم أو أنظمتهم. هؤلاء “القراصنة الأخلاقيون” أو صيادو الثغرات يساعدون الشركات في تحديد ومعالجة نقاط الضعف قبل أن يتم استغلالها من قبل الجهات الخبيثة.

عادةً ما تكون المكافآت مالية وتختلف حسب خطورة الثغرة وتعقيدها وتأثيرها المحتمل.

أشار أمادور إلى أن المفتاح لمنع الاستغلال هو جعل الدفاع ضد الهجمات أكثر ربحية من شنها. وهنا تأتي برامج مكافآت الأخطاء المصممة جيدًا.

من الجدير بالذكر أن القراصنة “ذوي القبعات البيضاء” و”ذوي القبعات السوداء” قد يمتلكون مهارات تقنية متشابهة، لكن دوافعهم مختلفة تمامًا. فذوو القبعات السوداء يستغلون الثغرات لتحقيق مكاسب شخصية أو أهداف خبيثة، مما يسبب ضررًا للأفراد أو المنظمات.

بينما يعمل ذوو القبعات البيضاء بشكل قانوني وأخلاقي لتعزيز الأمن السيبراني. إذن، ما الذي يجعل بعض القراصنة يختارون طريق القبعة البيضاء؟

بالإضافة إلى ذلك، أشار أمادور إلى أن أفضل ذوي القبعات البيضاء اليوم ليسوا أفرادًا فحسب، بل أصبحوا جزءًا من قوة عالمية. فباحثو الأمن النخبة يتركون الشركات التقليدية لتشكيل سرب أمني لا مركزي، يستجيب للتهديدات عبر الأنظمة البيئية في الوقت الفعلي. يمثل هذا النهج مستقبل الدفاع – تعاونيًا وسريعًا وقائمًا على السمعة.

رغم أن كل هذا قد يبدو بسيطًا نظريًا، إلا أن إدارة جهود القرصنة الأخلاقية معقدة جدًا في الممارسة. كما أوضح أمادور، فقد أجرت “إيميونيفاي” مفاوضات مكثفة كوسيط بين البروتوكولات وذوي القبعات البيضاء حول ثغرات حرجة. في حالات لم يتم فيها تحديد مكافآت مسبقًا أو نشبت خلافات حول خطورة ثغرة، لعبت “إيميونيفاي” دور الوسيط المحايد لضمان حلول عادلة.

مستقبل أمن الويب 3

على الرغم من أهمية مكافآت الأخطاء، أكد أمادور أنها مجرد طبقة واحدة من الأمن. وأشار إلى أن المرحلة التالية من أمن الويب 3 ستكون آلية ومستمرة ومركزة على الإنسان.

مع ذلك، شدد أمادور على أن العملات الرقمية ستظل عرضة للاختراقات حتى تصبح هذه الأنظمة معيارًا. وبمجرد تطبيق هذه الإجراءات الأمنية، ستفتح عصرًا جديدًا من الاستثمار المؤسسي والثقة العامة، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر أمانًا.

الأسئلة الشائعة

• ما سبب زيادة اختراقات العملات الرقمية في 2025؟
  يعود السبب الرئيسي إلى إهمال المشاريع لتقييم المخاطر بعد الإطلاق، مثل ترقية العقود الذكية دون مراجعة نماذج الأمن.
• كيف تساعد مكافآت الأخطاء في تحسين الأمن؟
  تشجع المكافآت المالية القراصنة الأخلاقيين على اكتشاف الثغرات وإبلاغها قبل استغلالها، مما يقلل الخسائر.
• ما مستقبل أمن الويب 3؟
  سيعتمد على أنظمة آلية وسريعة تعزز التعاون بين الباحثين الأمنيين لمواجهة التهديدات في الوقت الفعلي.