تحليلات

“نظام Worldcoin للهوية العالمية: خطوة نحو المستقبل أم كابوس خصوصية؟ اكتشف التفاصيل الآن!”

تعيد عملة وورلدكوين تعريف كيفية تطوير الهوية الرقمية من خلال التركيز على قزحية العين البشرية كبيومتر أساسي. لكن في المقابل، واجهت شركة سام ألتمان، المعروفة الآن باسم “وورلد”، تدقيقًا من الأفراد والحكومات على حد سواء.

هوية رقمية عالمية

مع تطور الذكاء الاصطناعي الذي يطمس الحدود بين البشر والتكنولوجيا، يأخذ مشروع ألتمان الجديد الفكرة إلى مستوى آخر. أطلقت وورلد، التي أسسها رئيس OpenAI في يوليو 2023، هدفًا طموحًا: مسح كل عين على الأرض وإنشاء هوية رقمية عالمية للبشرية.

في صميم المشروع تكمن “هوية وورلد”، وهي هوية رقمية تحافظ على الخصوصية يتم إنشاؤها عبر مسح بيومتري فريد لقزحية المستخدم، يُعرف باسم “ذا أورب”.

"نظام Worldcoin للهوية العالمية: خطوة نحو المستقبل أم كابوس خصوصية؟ اكتشف التفاصيل الآن!"

مقابل هذا التحقق البيومتري، يحصل المستخدمون على عملة WLD، وهي العملة الرقمية الأصلية للمشروع. تعمل هذه الرموز كحافز ومكون أساسي للمشاركة في هذه الشبكة العالمية.

المبادرة بلا شك مبتكرة، لكنها تنطوي أيضًا على مخاطر كبيرة.

لماذا القزحية؟ فهم اختيار وورلد للبيومتر

كما هو متوقع، قوبل إطلاق وورلد بتشكك. بينما اعتاد المستخدمون على المصادقة البيومترية مثل بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه، فإن فكرة مسح العين لإنشاء هوية رقمية زادت من شعور البعض بالعيش في واقع افتراضي.

سبب اختيار وورلد لهذه البيومتر المحددة يتوافق مع هدفها المعلن. مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي، تهدف المبادرة إلى توفير طبقة ثقة للعالم في عصر ما بعد الذكاء الاصطناعي.

يُصوَّر هذا الهدف غالبًا على أنه إنشاء “إثبات للإنسانية” في عصر يصعب فيه التمييز بين البشر الحقيقيين وروبوتات الذكاء الاصطناعي.

لكن الطريقة التي اختارتها وورلد لتحقيق هذا الهدف أثارت انتقادات، خاصة بسبب الخلاف الأساسي حول مفهوم الهوية الرقمية.

أنظمة الهوية الأحادية مقابل التعددية

نظام وورلدكوين القائم على “مسح قزحية واحد لهوية واحدة” يجسد هوية أحادية. يحذر الخبراء من أن هذا النهج يزيد من المخاطر الأمنية.

في منشور حديث، حذر فيتاليك بوتيرين، مؤسس إيثريوم المشارك، من أن مثل هذه الهوية العالمية الموحدة تهدد الخصوصية الفردية. وأعرب عن قلقه من أن نظام “هوية واحدة لكل شخص” يحمل مخاطر أمنية حتى مع أدوات الخصوصية المتقدمة.

هذا النهج يتناقض أيضًا مع فلسفة “سايفر بانك” التي أنشأت البيتكوين، والتي تركز على إخفاء الهوية. يرى النقاد أن وورلد تمثل تحولًا فلسفيًا بعيدًا عن هذا التقليد الذي يعطي الأولوية للخصوصية.

من نقاط القلق الرئيسية آلية “الإلغاء” في وورلد، التي تضمن تسجيل كل شخص مرة واحدة فقط، لكنها تخلق أيضًا ثغرة أمنية كبيرة.

بدلاً من ذلك، يدعو الخبراء مثل شادي الدماطي إلى أنظمة هوية تعددية تسمح بهويات متعددة لأغراض مختلفة، مما يحمي المعلومات الحساسة من الارتباط بهوية عالمية واحدة.

هل تصبح بيانات وورلدكوين فخًا للحكومات؟

يتحدى نطاق وورلد العالمي سيادة الدول، خاصة حقها في تعريف هوية مواطنيها. هذا يثير سؤالًا حاسمًا: ماذا لو طلبت الحكومات الوصول إلى البيانات البيومترية التي تجمعها الشركة؟

قد تدعي “تولز فور هيومانيتي”، الشركة الأم لوورلد، أن بنيتها التحتية الموزعة تحمي البيانات لأنها مخزنة في دول مختلفة. لكن الدماطي يعتقد أن هذه الحجة هشة.

هذا الضعف يحول قاعدة البيانات البيومترية الضخمة لوورلد إلى “فخ محتمل” للحكومات. يشير الدماطي إلى سوابق مثل قانون CLOUD لعام 2018، الذي يسمح للسلطات الأمريكية بإجبار الشركات التقنية على تسليم البيانات حتى لو كانت مخزنة خارج البلاد.

لم تنتظر العديد من الدول تفعيل مثل هذه السيناريوهات، واتخذت إجراءات تنظيمية فورية.

لماذا تحظر الدول وورلدكوين؟

كان رد الفعل الدولي على وورلدكوين عدائيًا إلى حد كبير. فرضت دول مثل إسبانيا والبرتغال وكينيا وإندونيسيا حظرًا أو تحقيقات في عمليات وورلد، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بمعالجة البيانات والشفافية والتحقق من العمر.

أبرز الدماطي مشكلة شفافية رئيسية: كشركة خاصة، لا تتوفر تفاصيل وورلد المالية والتشغيلية للتدقيق العام. هذا يسمح لها بالتحكم في كيفية عرض أنشطتها للعالم.

هذه الغموض يزيد من التشكك العالمي. بدون وضوح كافٍ، تتردد العديد من الدول في منح معلومات الهوية الأساسية لجهة خاصة تعمل خارج الأطر القانونية والأخلاقية المعتادة.

الأسئلة الشائعة

  • ما هو الهدف من مشروع وورلدكوين؟
    يهدف المشروع إلى إنشاء هوية رقمية عالمية باستخدام مسح قزحية العين، بهدف توفير “إثبات للإنسانية” في عصر الذكاء الاصطناعي.
  • ما هي المخاطر الرئيسية لوورلدكوين؟
    تشمل المخاطر انتهاكات الخصوصية، استغلال البيانات من قبل الحكومات، وتركيز الهوية في نظام أحادي يزيد من الثغرات الأمنية.
  • لماذا حظرت بعض الدول وورلدكوين؟
    بسبب مخاوف تتعلق بالبيانات والشفافية، وعدم ثقة الحكومات في تسليم معلومات الهوية لشركة خاصة دون ضمانات كافية.

عقل الكريبتو

محلل بيانات بارع في العملات الرقمية، معروف بتحليلاته الذكية ورؤيته الثاقبة في عالم التشفير.
زر الذهاب إلى الأعلى