قانوني

وانغ يونغلي يحذر: قانون “العبقري” الأمريكي قد يقوض مصدري العملات المستقرة الخاصة دون قصد

يحذر خبراء ماليون من أن تشريعات العملات المستقرة الأمريكية الجديدة قد تدمر الصناعة التي تهدف إلى تنظيمها. ويقول محللون إن القانون، المسمى “قانون GENIUS”، قد يمنح البنوك التقليدية الأفضلية ويطرد الشركات الخاصة المصدرة للعملات المستقرة من السوق.

كيف يمكن أن يضر القانون بالعملات المستقرة؟

يضع قانون GENIUS أول إطار فدرالي في أمريكا للعملات المستقرة. ويطلب من المصدرين الاحتفاظ بأموال مساوية لقيمة عملاتهم الرقمية، ويشترط عمليات تدقيق صارمة. لكن الجزء الأكثر إثارة للجدل هو منع المصدرين من دفع أي فائدة لحاملي هذه العملات.

وفقًا للتحليل، فإن هذا التشريع الجديد لا يقوي فقط من وضع الدولار العالمي، بل قد يفتح الباب أمام البنوك الكبيرة للمشاركة بقوة. يمكن لهذه البنوك إصدار نسخ رقمية من الودائع البنكية (تسمى “الودائع المُرمززة”)، والتي قد تحل محل العملات المستقرة الحالية تمامًا. وهذا يعني أن الشركات المشفرة الناشئة، التي كان القانون من المفترض أن يحميها، قد تجد نفسها في صراع تنافسي غير متكافئ مع عمالقة البنوك.

وانغ يونغلي يحذر: قانون "العبقري" الأمريكي قد يقوض مصدري العملات المستقرة الخاصة دون قصد

لماذا ترفض الصين العملات المستقرة المرتبطة بالدولار؟

في تحليله، أوضح الخبير سبب اختيار الصين حظر العملات المستقرة بدلاً من المنافسة. تشير النقاط الرئيسية إلى:

  • هيمنة الدولار: تتحكم الشركات الأمريكية بالفعل في أكثر من 99% من سوق العملات المستقرة العالمية. محاولة إنشاء عملة مستقرة مرتبطة باليوان الصيني قد تجعلها تابعة لنظام الدولار بدلاً من منافسته.
  • تحديات الرقابة: تسمح العملات المستقرة بالتداول على مدار الساعة، مما يجعل من الصعب على الحكومات تطبيق قواعد مكافحة غسل الأموال وحماية المستهلك.
  • السيادة المالية: تمتلك الولايات المتحدة القدرة على تجميد الحسابات في النظام المالي الذي تهيمن عليه. بينما تفتقر الصين إلى هذه القوة نفسها في النظام القائم على الدولار، مما يعرض أمنها المالي للخطر.

لذلك، ترى الصين أن الأولوية هي الأمن الوطني والتحكم الدقيق، وليس مجرد تحسين الكفاءة في المعاملات.

هل تشكل العملات المستقرة تهديدًا للاقتصادات الأخرى؟

المخاوف ليست مقصورة على الصين. فقد حذرت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من أن صعود العملات المستقرة المرتبطة بالدولار يهدد مكانة اليورو العالمية ويحد من قدرة أوروبا على التحكم في سياستها النقدية.

الخلاصة هي أن هذا التشريع الأمريكي، رغم ظهوره كتنظيم محايد، قد صُمم في جوهره لتعزيز المصالح الأمريكية أولاً. وقد يأتي هذا النجاح على حساب المصالح المالية والسيادية للدول الأخرى حول العالم.

الأسئلة الشائعة

س: ما هو الخطر الرئيسي من قانون العملات المستقرة الأمريكي الجديد؟
ج: الخطر الرئيسي هو أن البنوك التقليدية الكبيرة قد تستخدم القانون لإصدار منتجات منافسة (ودائع مُرمززة)، مما قد يقضي على شركات العملات المستقرة الخاصة الأصغر.

س: لماذا تحظر الصين العملات المستقرة؟
ج: تحظرها الصين لأسباب أمنية واقتصادية، أهمها: الهيمنة الأمريكية الشديدة على السوق، وصعوبة مراقبة المعاملات لمنع الجرائم المالية، والحفاظ على سيادتها المالية في مواجهة نظام يهيمن عليه الدولار.

س: هل تؤثر العملات المستقرة على اقتصادات خارج الولايات المتحدة؟
ج: نعم. يعتقد خبراء أن العملات المستقرة المرتبطة بالدولار قد تهدد عملات أخرى مثل اليورو، وتحد من قدرة البنوك المركزية الأخرى على التحكم في سياساتها الاقتصادية، وتجعل دول العالم أكثر اعتمادًا على النظام المالي الأمريكي.

خبير الاستثمار

مستشار مالي متخصص في استراتيجيات الاستثمار المتنوعة، يساعد العملاء على بناء محافظ استثمارية قوية.
زر الذهاب إلى الأعلى