محاكمة محفظة ساموراي: اختبار لخصوصية المعاملات المالية وحريات المطورين

تظهر هذه المقالة في النسخة المطبوعة من مجلة بيتكوين، “عدد الحرية”. نشاركها هنا كنموذج للأفكار التي يتم استكشافها في العدد الكامل.
محاكمة تهدد خصوصية المال وحرية المطورين
في 3 نوفمبر 2025، ستكون حرية المطورين في برمجة برامج الخصوصية المالية على المحك. حيث تواجه محفظة Samourai Wallet، وهي محفظة بيتكوين تركز على الخصوصية، دعوى قضائية كبرى. تم اعتقال مؤسسيها في أبريل 2024 بتهم تتعلق بـ “غسيل الأموال” وتشغيل خدمة تحويل أموال بدون ترخيص.
ما هي محفظة Samourai؟
كانت Samourai Wallet أداة لـ تخزين البيتكوين بأمان مع ميزات قوية لـ حماية الخصوصية. كانت تقدم خدمة “خلط العملات” (Coin Mixing) التي تساعد في إخفاء مصدر الأموال وحماية هوية المستخدمين، كل ذلك دون أن تتحكم المحفظة نفسها في أموال المستخدمين (Non-Custodial).
التهم والادعاءات
اتهمت وزارة العدل الأمريكية المطورين بتسهيل معاملات غير قانونية بقيمة 2 مليار دولار من خلال خدمة خلط العملات، ومساعدتهم في غسيل أكثر من 100 مليون دولار من عائدات الجريمة. لكن القضية تثير مخاوف أكبر بكثير من التهم المباشرة.
الخطر الحقيقي: هل “الكود برمجي” يعتبر “حرية تعبير”؟
تهدد هذه القضية مبدأ أساسيًا: اعتبار الكود البرمجي شكلاً من أشكال حرية التعبير المحمية دستوريًا. الادعاءان الرئيسيان هما:
- أولاً: أن برنامجًا يسهل حركة الأموال يعادل “نقل الأموال” ويتطلب ترخيصًا، حتى لو لم يحتفظ بالأموال أبدًا.
- ثانيًا: أن البرمجيات التي تدافع عن الخصوصية المالية قد لا تكون محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي.
تاريخ حماية “الكود برمجي” كـ “كلام”
لدى الولايات المتحدة تقليد طويل في الدفاع عن حرية التعبير. في التسعينيات، قضت محكمة في قضية “برنشتاين ضد الولايات المتحدة” بأن شفرة المصدر الخاصة بالتشفير هي “كلام” تعبيري محمي، وليست “ذخيرة” خاضعة للرقابة. ساعد هذا القرار “مجتمع التشفير” على الازدهار ووضع الأساس لتقنيات مثل البيتكوين.
نقطة الضعف في دفاع Samourai
أحد التحديات التي تواجه دفاع Samourai هو ادعاء مساعدة أطراف مفروض عليها عقوبات. إذا ثبت ذلك، فقد يواجه المطورون عقوبة. لكن الخطر الأكبر هو سابقة قانونية تهدد جميع مطوري برامج الخصوصية والتخزين الذاتي للعملات الرقمية.
تأثير التخويف على المطورين
أدى اعتقال مؤسسي Samourai إلى تأثير “تخويفي” فوري. حيث قامت محافظ رقمية شهيرة أخرى مثل Phoenix وWasabi بتعديل خدماتها أو سحبها مؤقتًا من السوق الأمريكية خوفًا من الملاحقة القانونية، مما أضر باختيارات المستخدمين والابتكار في مجال العملات المشفرة.
الخصوصية المالية والأمن الرقمي
تهدد هذه القضية أيضًا الحق الدستوري في الخصوصية (التعديل الرابع). فاستخدام برامج الخصوصية المالية يشبه استخدام مغلف مغلق لإرسال النقود – وهو أمر محمي تقليديًا. وفي الوقت نفسه، تفرض البنوك التقليدية جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية (بموجب قوانين اعرف عميلك KYC) والتي غالبًا ما يتم اختراقها، مما يعرض المستخدمين العاديين لسرقة الهوية والاحتيال.
مستقبل الخصوصية تحت إدارة ترامب
أعلن الرئيس ترامب في 2024 عن نيته “الدفاع عن حقك في التخزين الذاتي” للعملات المشفرة. إذا أراد الوفاء بهذا الوعد وإيقاف تقدم فكرة العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، فسيتعين عليه معالجة قضية الخصوصية المالية وإصلاح الأضرار الناجمة عن الملاحقات القضائية مثل قضية Samourai.
الدرس المستفاد للمستخدمين
القصة تعلمنا درسًا مهمًا: التنازل عن الخصوصية من أجل الراحة لا يخلو من المخاطر. يجب على مستخدمي التقنيات المالية الحرص على فهم أدواتهم واختيار تلك التي تقدم أعلى معايير الأمان والشفافية، خاصة فيما يتعلق بكيفية تعاملها مع البيانات الحساسة.
الأسئلة الشائعة
س: ما هي قضية محفظة Samourai؟
ج: هي قضية قضائية ضد مطوري محفظة بيتكوين تركز على الخصوصية، تتهمهم بغسيل الأموال وتشغيل خدمة نقل أموال بدون ترخيص، وتهدد مبدأ اعتبار “الكود البرمجي” شكلاً من حرية التعبير.
س: لماذا هذه القضية مهمة لمستقبل العملات المشفرة؟
ج: لأنها قد تحدد سابقة قانونية تقيد حرية المطورين في إنشاء برامج للتخزين الذاتي وحماية الخصوصية، مما قد يبطئ الابتكار ويحد من خيارات المستخدمين في العالم الرقمي.
س: ما هو الدرس الرئيسي للمستخدم العادي؟
ج: أن حماية الخصوصية المالية مسؤولية مشتركة. يجب على المستخدمين البحث عن أدوات ذات سمعة طيبة وشفافية عالية في التعامل مع البيانات، وفهم أن الراحة أحيانًا تأتي على حساب الأمان على المدى الطويل.














