قانوني

عملية بريطانية لضرب تهرب العقوبات على روسيا: اعتقال 128 ومصادرة 32.6 مليون دولار من العملات الرقمية والنقود

أعلنت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في المملكة المتحدة عن تحديثات جديدة لعملية “زعزعة الاستقرار”، حيث تم حتى الآن القبض على 128 شخصًا ومصادرة ما قيمته 32.6 مليون دولار من العملات الرقمية والنقود السائلة. تستهدف الحملة شبكات غسل الأموال المرتبطة بروسيا والتي تعمل داخل المملكة المتحدة.

تفاصيل عملية مكافحة غسل الأموال

بدأت العملية بشكل علني في عام 2024، وكان قد تم حتى ديسمبر الماضي القبض على 84 مشتبهاً به ومصادرة 25.5 مليون دولار. لكن التحديثات الأخيرة كشفت عن اعتقال 45 شخصاً إضافياً ومصادرة أكثر من 6.6 مليون دولار نقداً. كما كشفت التحقيقات أن هذه الشبكات تعمل في 28 مدينة بريطانية على الأقل.

كيف تعمل شبكات غسل الأموال؟

تعمل هذه الشبكات بجمع أموال غير قانونية ناتجة عن تجارة المخدرات أو الأسلحة أو الاتجار بالبشر. ثم يتم تحويل هذه الأموال النقدية إلى عملات رقمية (كريبتو) لتمويل الجريمة المنظمة أو حتى شراء معدات عسكرية لصالح روسيا في حربها على أوكرانيا.

عملية بريطانية لضرب تهرب العقوبات على روسيا: اعتقال 128 ومصادرة 32.6 مليون دولار من العملات الرقمية والنقود

كشفت التحقيقات عن شبكتين رئيسيتين

ركزت التحقيقات على شبكتين رئيسيتين هما “سمارت” و”TGR”، تعاونتا لغسل الأموال لمنظمات إجرامية دولية ومساعدة أفراد روس في الالتفاف على العقوبات الدولية واستثمار أموالهم في المملكة المتحدة. وتم اكتشاف أن رئيس شبكة TGR، جورج روسي، له صلات بشركة “ألتاير هولدينغ” في لوكسمبورغ، والتي اشترت حصة كبيرة في بنك “كيرميت” في قيرغيزستان.

وتبين أن بنك كيرميت كان يسهل المدفوعات عبر الحدود لصالح بنك “برومسفيازبانك” الروسي المملوك للدولة، والذي يمول موردي الجيش الروسي. كما أن هذا البنك الروسي أحد الجهات المسؤولة عن العملة المستقرة “A7A5” المرتبطة بالروبل، والتي تم استخدامها للتهرب من العقوبات وبلغ حجم تعاملاتها 40 مليار دولار.

هل نجحت العملية في الحد من غسل الأموال؟

تشير الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة إلى أن العملية أثرت على نشاط غسل الأموال في المملكة المتحدة، حيث أصبحت الشبكات المرتبطة بروسيا تتحفظ على العمل في لندن وواجهت صعوبات في الوصول إلى الخدمات المصرفية في أوروبا الغربية.

لكن خبراء مستقلين يشككون في إمكانية قياس هذا الأثر بدقة. فبيانات blockchain المتاحة للجمهور لا تظهر انخفاضاً واضحاً ومباشراً في غسل الأموال في لندن يمكن ربطه بالعملية. بينما أشارت شركات ذكاء أخرى إلى انخفاض حاد في النشاط على منصات تداول عملات رقمية محددة كانت مرتبطة بالشبكات الروسية بعد استهدافها.

التحدي الأكبر: انتقال النشاط إلى أماكن أخرى

المشكلة الأكبر هي أن وقف غسل الأموال في مكان محدد لا يعني اختفاءه، بل غالباً ما ينتقل إلى قنوات ومنصات أخرى. فالشبكات التي تم كشفها تعمل عبر أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، مستخدمة مجموعة من الأدوات مثل النقود الساعية، ومحلات صرف العملات الرقمية، والشركات الوهمية. وهذا يجعل من الصعب القضاء على هذه الشبكات بشكل كامل.

الأسئلة الشائعة

س: ما هي عملية “زعزعة الاستقرار”؟
ج: هي عملية بريطانية لمكافحة الجريمة تستهدف شبكات غسل الأموال المرتبطة بروسيا، والتي تحول أموالاً غير قانونية إلى عملات رقمية لتمويل الجريمة المنظمة وتجنب العقوبات الدولية.

س: ما حجم الخسائر التي تكبدتها هذه الشبكات؟
ج: تم حتى الآن القبض على 128 شخصاً ومصادرة ما قيمته 32.6 مليون دولار من العملات الرقمية والنقود السائلة.

س: هل توقفت شبكات غسل الأموال بسبب هذه العملية؟
ج: لا، العملية حدت من نشاطها في لندن وبعض المنصات، لكن هذه الشبكات ما زالت نشطة وانتقلت للعمل عبر قنوات ومنصات بديلة في مناطق أخرى من العالم.

موجه السوق

خبير استراتيجي في تحليل الأسواق المالية، يقدم نصائح مستنيرة واستراتيجيات فعالة لتعزيز النجاح المالي.
زر الذهاب إلى الأعلى