صندوق النقد الدولي يحذر: العملات المستقرة المرتبطة بالدولار قد تهدد استقرار الأسواق الناشئة

حذر صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر في ديسمبر 2025 من المخاطر المحتملة التي تشكلها العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأمريكي على اقتصادات الأسواق الناشئة. ويشير التقرير إلى أن هذه العملات الرقمية قد تشجع على استبدال العملات المحلية وتسهيل هروب رؤوس الأموال من الدول ذات الاقتصادات الهشة.
مخاطر العملات المستقرة على العملات المحلية
يرى صندوق النقد الدولي أن العملات المستقرة المدعومة بالدولار، مثل “التيثر” و”USD Coin”، قد تدفع المواطنين في الدول التي تعاني من التضخم المرتفع أو عدم استقرار العملة إلى التخلي عن عملتهم الوطنية والاعتماد على هذه البدائل الرقمية. وهذا سيقلل من سيطرة البنوك المركزية على أنظمتها النقدية ويقوض الاستقرار الاقتصادي.
كما أن سهولة استخدام العملات المستقرة يمكن أن تساعد في تجاوز القيود التي تفرضها الحكومات للتحكم في تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود. وهذا قد يزيد من صعوبة حماية الاقتصاد أثناء الأزمات، حيث قد يلجأ الناس إلى العملات المستقرة كخيار آمن، مما يسرع من هروب الأموال إلى الخارج.
هل حجم العملات المستقرة مقلق حقاً؟
على الجانب الآخر، يرى بعض الخبراء أن سوق العملات المستقرة لا يزال صغيراً جداً ولا يشكل تهديداً كبيراً للاقتصادات العالمية. فبالرغم من نمو قيمتها السوقية من 5 مليارات دولار في 2020 إلى نحو 300 مليار دولار في 2025، إلا أن استخدامها لا يزال يتركز في الغالب داخل عالم التشفير، مثل تمويل عمليات التداول على منصات مثل “بينانس”.
ويؤكد الخبراء أن التدفقات المالية التقليدية، مثل عمليات استرداد السندات والأسهم، لا تزال هي المهيمنة على حركة رؤوس الأموال العالمية. وبالتالي، فمن غير المرجح أن تسبب العملات المستقرة بمفردها أزمات اقتصادية كبرى في المدى القصير.
أين تستخدم العملات المستقرة أكثر؟
تظهر البيانات أن التدفقات العابرة للحدود للعملات المستقرة قد تجاوزت تلك الخاصة بالعملات الرقمية مثل البيتكوين منذ أوائل 2022. وتتصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ العالم من حيث حجم التعاملات، لكن حصة الاقتصادات الناشئة والنامية تكون أكبر عند قياسها بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي.
في هذه الاقتصادات، أصبحت العملات المستقرة أداة شعبية للمعاملات، خاصة في الدول التي تعاني من انخفاض قيمة عملتها. ومع اعتماد هذه الأسواق على التدفقات القادمة من العملات المستقرة، يظل الطلب على الأصول المرتبطة بالدولار قوياً. ودورها في الأنظمة المالية لهذه الدول آخذ في التوسع.
العملات المستقرة مقابل هيمنة الدولار
من المهم تذكر أن حجم وقوة الدولار الأمريكي في الاقتصاد العالمي لا يزال هائلاً مقارنة بالعملات المستقرة. فالقاعدة النقدية العالمية للدولار، والتي تشمل النقد والأرصدة، تتجاوز 2.5 تريليون دولار، مما يجعل قيمة العملات المستقرة بأكملها تبدو صغيرة بجانبه.
ختاماً، بينما توجد مخاطر حقيقية يجب مراقبتها، يرى الخبراء أن الحجم الحالي لسوق العملات المستقرة واستخدامها المحدود لا يكفيان للتسبب في عواقب اقتصادية كبيرة على الأسواق الناشئة في الوقت الراهن.
الأسئلة الشائعة
ما الذي حذر منه صندوق النقد الدولي بشأن العملات المستقرة؟
حذر من أن العملات المستقرة المرتبطة بالدولار قد تشجع على هروب رؤوس الأموال وتقليل استخدام العملة المحلية في الدول الناشئة ذات الاقتصادات الضعيفة.
هل تشكل العملات المستقرة تهديداً كبيراً للاقتصاد العالمي الآن؟
يعتقد العديد من الخبراء أن لا، لأن حجم سوقها لا يزال صغيراً مقارنة بالتدفقات المالية التقليدية، واستخدامها يتركز أساساً داخل عالم العملات الرقمية.
أين ينتشر استخدام العملات المستقرة أكثر؟
تنتشر بشكل كبير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولها حصة مهمة في الاقتصادات الناشئة والنامية، حيث يستخدمها الناس كبديل في الدول التي تعاني من مشاكل في عملتها المحلية.














