“إيليبتيك” تُسلط الضوء على التحول العالمي نحو العملات الرقمية بقيادة البنوك والعملات المستقرة والمراكز الآسيوية

تحدث تحول عالمي في قوانين العملات الرقمية، حيث تقود البنوك والعملات المستقرة والمراكز المالية الآسيوية المرحلة القادمة من التطوير التنظيمي، وفقًا لتقرير “إيليبتيك” العالمي للقوانين المنظمة للعملات الرقمية لعام 2025.
نهاية عصر الصرامة التنظيمية
يركز التقرير السنوي على تحول الحكومات هذا العام بعيدًا عن سياسات “الفرض عبر الملاحقة القضائية” ونحو بناء أطر تنظيمية شاملة تشجع الابتكار.
الولايات المتحدة تقود التغيير
كان هذا التحول أكثر وضوحًا في الولايات المتحدة، حيث أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب جعل قيادة مجال العملات الرقمية “أحد أهم أولوياته السياسية”، وشهدت فترة رئاسته إقرار قانون “GENIUS” كأول إطار فدرالي ينظم العملات المستقرة.
ويشير التقرير إلى أن إدارة ترامب عارضت سياسات الصرامة السابقة، مما أدى إلى إنهاء سياسة “التنظيم عبر الملاحقة” وتشكيل فرقة عمل مخصصة للعملات الرقمية في هيئة الأوراق المالية. وقد أعاد هذا التحول الأمل في أن تصبح الولايات المتحدة مركزًا رائدًا لابتكار ونمو الأصول الرقمية.
دور العملات المستقرة يتطور
لم تعد العملات المستقرة مجرد أصول مركزية مخزنة في البورصات، بل أصبحت تُستخدم بشكل أساسي داخل شبكات البلوكشين كضمانات، ووسائل تسوية، وأدوات مدرة للعائد في أنظمة التمويل اللامركزي الحقيقية.
ويؤكد كالفين ليون، رئيس قسم “أون تشين” في كراكن، أن هذا التحول غيّر طريقة تفكير المطورين في توفير السيولة، وجعل العملات المستقرة أكثر أهمية من أي وقت مضى لتصميم البروتوكولات وتجربة المستخدم.
القطاع المصرفي يدخل المجال بقوة
تراجع المنظمون المصرفيون في الولايات المتحدة عن السياسات التقييدية التي منعت البنوك من تقديم خدمات متعلقة بالعملات الرقمية، وأصدروا توجيهات شاملة لخدمات الحفظ والحراسة.
وبدأت مؤسسات مالية كبرى في الاتحاد الأوروبي وهونغ كونغ التخطيط لإصدار عملات مستقرة وتقديم خدمات حفظ لها، مما يمثل تحولًا جوهريًا في مشاركة المؤسسات التقليدية في عالم العملات الرقمية. ويمنح التنظيم الأوضح هذه المؤسسات ثقة أكبر للدخول إلى هذا السوق الناشئ.
انتشار الأطر التنظيمية للعملات المستقرة
طُبقت أطر تنظيمية شاملة للعملات المستقرة في عدة دول هذا العام، ويتوقع التقرير أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2026.
فقد أطلقت هونغ كونغ نظامها التنظيمي للعملات المستقرة في أغسطس مع معايير قوية لمكافحة غسل الأموال، بينما تواصل المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية تطوير أطرها المخطط لها. كما أصدرت مجموعة “وولفسبرغ” (المكونة من 12 بنكًا عالميًا) توجيهاتها لخدمات البنوك الموجهة لمصدري العملات المستقرة.
التحدي في آسيا والمحيط الهادئ
على الرغم من تقدم دول مثل هونغ كونغ وسنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان والإمارات وأستراليا في مجالات التراخيص والحفظ وتحويل الأصول إلى رموز رقمية والعملات المستقرة، إلا أن التوافق التنظيمي الإقليمي ما يزال بعيد المنال.
ويرى بيتر تشونغ من “بريستو لابز” أن دول آسيا والمحيط الهادئ مختلفة جدًا وتعمل تحت أسس متباينة، مما يجعل من الصعب تبني معيار تنظيمي موحد على غرار قانون “GENIUS” الأمريكي بسبب تضارب المصالح.
الأسئلة الشائعة
- ما هو أهم تحول في قوانين العملات الرقمية خلال 2025؟
أهم تحول هو ابتعاد الحكومات عن سياسات الصرامة والملاحقة القضائية، وبدئها في بناء أطر تنظيمية شاملة تشجع الابتكار والنمو في المجال. - كيف تطور استخدام العملات المستقرة؟
تطورت من مجرد أصول مركزية مخزنة في البورصات إلى أدوات أساسية داخل شبكات البلوكشين تُستخدم كضمانات ووسائل تسوية في أنظمة التمويل اللامركزي. - هل يمكن توحيد القوانين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؟
من الصعب تحقيق توافق تنظيمي إقليمي كامل بسبب الاختلافات الكبيرة بين دول المنطقة وتضارب المصالح، رغم أن ذلك قد يكون مفيدًا نظريًا.














