أكثر من 17 تريليون دولار مفقودة عند تطبيق معايير “إثبات الاحتياطي” على سلسلة الكتل على بيانات تعريفة ترامب

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذه الأسبوع أن الولايات المتحدة حصلت على ما يقارب 18 تريليون دولار من خلال الرسوم الجمركية، ووصف هذا الرقم كدليل على أن سياسته التجارية أعادت تشكيل الاقتصاد العالمي وأعادت رأس المال إلى البلاد.
الفرق الشاسع بين الادعاء والحقيقة
واجه هذا الادعاء فحصاً دقيقاً على الفور، لأنه يتجاوز بكثير أي قياس مسجل لإيرادات الرسوم الجمركية الأمريكية. تُسجل إيرادات الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة كـ “عائدات جمركية” ويتم الإبلاغ عنها شهرياً وسنوياً من قبل وزارة الخزانة. حتى بعد الزيادة الكبيرة التي أعقبت فرض رسوم جمركية موسعة في عام 2025، تظل العائدات الجمركية تقاس بمئات المليارات، وليس بالتريليونات.
تظهر بيانات الخزانة أن إجمالي العائدات الجمركية بلغ حوالي 195 مليار دولار في السنة المالية 2025. وبوتيرة التحصيل هذه، ستتطلب عملية الجمع عقوداً وليس سنوات للاقتراب حتى من جزء بسيط من الرقم الذي ذكره ترامب.
كيف يتم تفسير أرقام الرسوم الجمركية؟
ينبع هذا الفجوة الكبيرة من تحول في التعريف وليس خلافاً على البيانات الأساسية. فقد وصف ترامب وكبار المسؤولين مراراً الرسوم الجمركية كآلية تجبر الشركات على الاستثمار في التصنيع المحلي لتجنب تكاليف الاستيراد المرتفعة.
في هذا الإطار، لا يُنسب للرسوم الجمركية إيرادات المجموعة عند الحدود فحسب، بل أيضاً خطط الإنفاق الرأسمالي المعلنة، واتفاقيات الشراء طويلة الأجل، وحجم التجارة التي قالت الشركات أو الحكومات الأجنبية إنها تنوي توجيهها نحو الولايات المتحدة.
لكن المراجعات المستقلة لهذه الادعاءات أشارت إلى أن هذه الحسابات تخلط بين فئات غير متشابهة. فجمع “التزامات الاستثمار” يجمع بين تعهدات متعددة السنوات، وخطط إنفاق مستقبلية، واتفاقيات تجارية لا تمثل نقداً تم استلامه من قبل الحكومة الفيدرالية ولا تُسجل كإيراد. العائدات الجمركية، على النقيض من ذلك، تعكس الأموال المدفوعة فعلياً للخزانة والمسجلة في الحسابات الفيدرالية.
دور البلوكشين في الشفافية المالية
أصبح هذا التمييز أكثر أهمية في عام 2025، حيث أن الإدارة نفسها التي تروج لتفسيرات موسعة لنتائج الرسوم الجمركية قد تحركت أيضاً لتحديث كيفية تتبع البيانات المالية والأصول الحكومية والإفصاح عنها، بما في ذلك من خلال أنظمة قائمة على تقنية البلوكشين مصممة للتأكيد على القابلية للتحقق والتدقيق.
- في يناير، وقع ترامب أمراً تنفيذياً أنشأ مجموعة عمل رئاسية حول أسواق الأصول الرقمية، ووجه الوكالات لدراسة كيفية دمج تقنية الدفتر الموزع في البنية التحتية المالية الفيدرالية.
- في مارس، أعلن البيت الأبيض عن إنشاء “احتياطي استراتيجي للبيتكوين” ومخزون أوسع للأصول الرقمية، معترفاً رسمياً بالأصول الرقمية في الميزانية العمومية الحكومية.
- أصدرت مجموعة العمل تقريراً في يوليو يحدد خارطة طريق فيدرالية للأصول الرقمية وتحديث البيانات، مؤكدة على تحسين نزاهة المعلومات المالية العامة وإمكانية تتبعها.
بشكل منفصل، تعاونت وزارة التجارة مع مزودي خدمات “الاوراكل” على البلوكشين لتوزيع البيانات الاقتصادية الكلية الرسمية في شكل على السلسلة، مما يسمح للمستخدمين بالتحقق من مصدرها وتوقيتها مقابل سجلات غير قابلة للتغيير.
النتيجة: فصل الإيرادات عن التوقعات
تُظهر هذه الخطوات مجتمعة جهداً لجعل فئات معينة من البيانات الحكومية أصعب في النقاش من خلال ربطها بأنظمة تؤرشف الوقت، وتوقع عليها تشفيرياً، وتدقق في الأرقام علناً. لا تشكل هذه الخطوات نظام محاسبة حكومي كامل على السلسلة، لكنها تروج لنموذج يكون فيه الفرق بين الإيرادات المحصلة والتأثيرات الاقتصادية المتوقعة واضحاً وليس مجرد خطاب.
عند تطبيقه على الرسوم الجمركية، لن يترك هذا النموذج مجالاً كبيراً للغموض. فالنشر العلني لأرقام العائدات الجمركية مع توثيق على البلوكشين لن يغير من جوهرها، ولكنه سيوضح بشكل أكبر أن إيرادات الرسوم الجمركية تتكون من المبالغ المدفوعة فعلياً، وليس النشاط الاقتصادي اللاحق الذي يُنسب إلى السياسة.
سيظل من الممكن رؤية إعلانات الاستثمار وخطط بناء المصانع والالتزامات التجارية في مجموعات بيانات أخرى، لكنها لن تُعرض جنباً إلى جنب مع الإيرادات كأموال مجمعة من قبل الحكومة. يعزز إطار العمل الخاص بالأصول الرقمية لهذه الإدارة هذا الفصل بشكل ضمني.
الأسئلة الشائعة
س: كم بلغت إيرادات الرسوم الجمركية الأمريكية الفعلية في 2025؟
ج: بلغت الإيرادات الفعلية المسجلة في الخزانة الأمريكية حوالي 195 مليار دولار، وليس تريليونات.
س: كيف تختلف أرقام ترامب عن البيانات الرسمية؟
ج: تخلط أرقام ترامب بين الأموال المحصلة فعلياً وبين توقعات استثمارية واتفاقيات تجارية مستقبلية قد لا تتحقق بالكامل ولا تدخل خزينة الدولة.
س: ما علاقة البلوكشين والبيتكوين بهذا الموضوع؟
ج: تتبنى الحكومة الأمريكية تقنيات مثل البلوكشين لزيادة شفافية بياناتها المالية، مما يجعل من الصعب الخلط بين الإيرادات الحقيقية والأرقام المتوقعة أو المبالغ فيها في المستقبل.














