موضوع الساعة: هل أعلن جي بي مورغان الحرب على البيتكوين؟ كل ما نعرفه والحقائق الكاملة

انتشرت في الأيام الأخيرة على منصة X (تويتر سابقاً) ادعاءات واسعة تفيد بأن بنك جي بي مورغان يمتلك مركز بيع كبير (شورت) لأسهم شركة مايكروستراتيجي (MSTR)، مدعياً أن ارتفاع سعر البيتكوين بنسبة 50% سيشكل “تهديداً وجودياً” للبنك.
الادعاءات وردود الفعل
أثار هذا المنشور، الذي وصل إلى الملايين، مقارنات بأزمة GameStop ودعوات لمقاطعة البنك، بالإضافة إلى حديث عن حملات شراء جماعية لأسهم مايكروستراتيجي.
الحقيقة وراء الادعاءات
ولكن في الواقع، هذه الرواية غير صحيحة على الإطلاق. فقد تم الرجوع إلى وثيقة رسمية مقدمة لهيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) بتاريخ 7 نوفمبر 2025، والتي تُظهر أن بنك جي بي مورغان لا يمتلك أي مراكز بيع (شورت) مفتوحة في أسهم مايكروستراتيجي، أي أن المبلغ المُبلغ عنه هو “صفر”. وهذه السجلات متاحة للجمهور.
في الواقع، قام البنك بتخفيض حيازته من أسهم MSTR بنسبة 24.5% في الربع الثالث من العام، كما يمتلك خيارات شراء وبيع محدودة الحجم. وتُعد خيارات البيع، التي استشهد بها بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي كـ”دليل”، بمثابة تحوط روتيني مقارنة بأصول البنك البالغة 4.6 تريليون دولار.
مقارنة GameStop: هل هي دقيقة؟
استخدمت نسبة كبيرة من المنشورات مثال “الضغط على البائعين” (short squeeze) لشركة GameStop في عام 2021. لكن هذه المقارنة لا أساس لها من الصحة. فبيانات هيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA) تُظهر أن إجمالي مراكز البيع (شورت) على أسهم مايكروستراتيجي هو 9.74% من السوق، ولا توجد أي أدلة على أن جي بي مورغان يمتلكها. لذلك، لا توجد حالة ضغط هيكلية مشابهة لما حدث مع GameStop في أسهم مايكروستراتيجي.
كيف انتشرت المعلومة الخاطئة؟
يبدو أن الادعاء بدأ مع منشور بتاريخ 23 نوفمبر للداعم للبيتكوين ماكس كيسر. ووصلت المعلومة الخاطئة إلى الملايين في غضون ساعات، دون أن يستشهد أي من المنشورات بمصدر موثوق. وتم اتهام أولئك الذين عارضوا الادعاء بـ”الدفاع عن البنوك”، بينما فشلت آليات التحقق في مواكبة سرعة انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي.
الصورة الأكبر: البيتكوين والصناديق المتداولة (ETFs)
تشير الاتجاهات الحالية إلى أن المؤسسات المالية تختار الآن الوصول إلى البيتكوين من خلال الصناديق المتداولة (ETFs) الخاضعة للتنظيم، بدلاً من الأسهم الشركات. وبالتالي، فإن نموذج “أسهم البيتكوين ذات الرافعة المالية” الذي قدمته شركة مايكروستراتيجي لسنوات يفقد ميزته التنافسية.
فالقيمة السوقية للشركة مقارنة بما تمتلكه من بيتكوين أصبحت الآن بخصم. كما أن الشطب المحتمل للشركة من مؤشر MSCI في يناير 2026 قد يؤدي إلى بيع قسري لأسهم بمليارات الدولارات.
لذلك، لا يُعتبر تخفيض بنك جي بي مورغان لاستثماراته في مايكروستراتيجي “عداءً للبيتكوين”، بل هو إدارة طبيعية لمخاطر المحفظة الاستثمارية.
*هذا المحتوى ليس نصيحة استثمارية.
الأسئلة الشائعة
س: هل يمتلك بنك جي بي مورغان مركز بيع (شورت) كبير في أسهم مايكروستراتيجي؟
ج: لا، الوثائق الرسمية المقدمة للهيئة الأمريكية للأوراق المالية (SEC) تظهر أن البنك لا يمتلك أي مراكز بيع مفتوحة في هذه الأسهم.
س: لماذا يشبه البعض الموقف بما حدث مع GameStop؟
ج: المقارنة غير دقيقة لأنه لا توجد حالة ضغط هيكلية مشابهة على البائعين في أسهم مايكروستراتيجي كما حدث مع GameStop.
س: ما الذي يحدث حقاً مع استثمارات المؤسسات في البيتكوين؟
ج: تتجه المؤسسات حالياً للاستثمار في البيتكوين عبر الصناديق المتداولة (ETFs) المنظمة، مما يقلل من جاذبية الاستثمار في أسهم الشركات التي تراهن على البيتكوين مثل مايكروستراتيجي.














