مسؤولون في قطاع العملات الرقمية يشاركون في مؤتمرات أبوظبي سعياً لجذب استثمارات من صناديق الثروة السيادية الإماراتية بقيمة 330 مليار دولار

توجه ممثلون عن شركات عملات رقمية كبرى إلى أبوظبي الأسبوع الماضي للتواصل مع مستثمرين أثرياء من الشرق الأوسط، قد ينفخون روحاً جديدة في قطاع يعاني من صعوبات.
مؤتمرات وحفلات.. ولكن أين المستثمرون الكبار؟
كان من المفترض حضور مسؤولين من صندوق ثروة سيادية ضخم في الإمارات تبلغ قيمته 330 مليار دولار. لكن المشكلة؟ لم يتمكن أحد من العثور عليهم.
تسابق رواد عالم العملات الرقمية إلى العاصمة الإماراتية، متنقلين بين مؤتمرات متعددة وحفلات شاطئية حصرية وتجمعات على يخوت فاخرة. وتبادلوا النصائح حول العشاء الخاص مع مشاهير الصناعة وحاولوا الوصول إلى أي شخص قد يكون له صلات بالعائلة المالكة.
شركات كبرى تبحث عن استثمارات في أبوظبي
ظهر مايكل سايلور في مؤتمر “بيتكوين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. وهو مؤسس شركة مايكروستراتيجي، أكبر شركة مشترية للبيتكوين، لكن قيمة أسهمها انخفضت إلى النصف منذ منتصف العام.
وقال سايلور إنه كان يجول في منطقة الخليج، ويقابل “مئات المستثمرين”، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية، لعرض رؤيته لشراء المزيد من العملات الرقمية.
كما أعلن رئيس شركة ميتابلانيت اليابانية، التي تحولت من فندقة إلى تخزين البيتكوين، عن خطط لجمع الأموال من خلال برنامج استثماري جديد. وانخفض سهمها أيضاً بشكل حاد.
وشملت الشركات الأخرى التي تبحث عن استثمارات بنكاً استثمارياً مفضلاً لدى عائلة ترامب، وقسم الاستثمار في مجموعة هانهوا الكورية الجنوبية التي تريد جعل أبوظبي مركزاً إقليمياً لها.
الإمارات تظهر شهية متزايدة للعملات الرقمية
لا تزال الإمارات تظهر اهتماماً قوياً بالعملات الرقمية. فقد أعلنت منصة بينانس، أكبر منصة تداول عملات رقمية في العالم، الأسبوع الماضي حصولها على ترخيص كامل من جهة تنظيم أبوظبي المالي.
كما كشف قسم في صندوق مبادلة للثروة السيادية في نوفمبر أنه ضاعف استثماره في البيتكوين ثلاث مرات. وذكر الصندوق استثماراً منفصلاً آخر في البيتكوين بقيمة 567 مليون دولار في نفس الشهر.
وتجذب حكومة أبوظبي شركات العملات الرقمية الناشئة لتأسيس مكاتب في المنطقة المالية للمدينة، مع تقديم تمويل أولي ومساحات مكتبية مجانية ومزايا إضافية.
مؤتمران.. وفريقان مختلفان
انقسم الحضور هذا الأسبوع إلى مجموعتين. حضر المؤمنون بشدة مؤتمر البيتكوين مع سايلور. بينما تجمعت المجموعة الثانية في مؤتمر “أسبوع أبوظبي المالي” في وسط المدينة، حيث اختلط قادة من شركات العملات الرقمية الأمريكية مع شخصيات من وول ستريت وممثلين عن بنوك تقليدية كبرى.
بناء العلاقات يحتاج سنوات
أشار المؤسس المشارك لوساطة العملات الرقمية الإماراتية “ميد تشينز”، المدعومة من مبادلة، إلى أن العديد من الوافدين الجدد إلى الإمارات يأملون في تأمين اتفاقيات سريعة. لكنه أوضح أن الأمر يتطلب عادة سنوات من بناء العلاقات والالتزام بتطوير العمليات المحلية قبل أن تستثمر صناديق الثروة السيادية أو مكاتب العائلات الكبيرة.
وصفت شركة روكواي إكس للاستثمار المخاطر الإمارات بأنها “وول ستريت الجديدة للتمويل الرقمي”. وقالت مسؤولة النمو الرئيسية في الشركة: “أنت بحاجة إلى أن تثبت التزامك الجاد وأن تستمر على هذا النهج”.
الأسئلة الشائعة
لماذا ذهبت شركات العملات الرقمية إلى أبوظبي؟
- ذهبت للتواصل مع مستثمرين أثرياء من الشرق الأوسط، وخاصة صناديق الثروة السيادية الكبيرة، بهدف جذب استثمارات جديدة لقطاع يواجه تحديات.
ما هو موقف الإمارات من العملات الرقمية؟
- تظهر الإمارات اهتماماً قوياً وتشجع القطاع. حيث تمنح التراخيص للمنصات الكبرى وتستثمر صناديقها السيادية في البيتكوين وتجذب الشركات الناشئة بتقديم التمويل والمزايا.
ما هي التحديات التي واجهتها الشركات هناك؟
- وجدت صعوبة في الوصول المباشر للمستثمرين الكبار حقاً. وأدركت أن جذب استثمارات جادة يتطلب سنوات من بناء العلاقات والالتزام الطويل الأمد بالسوق المحلي، وليس مجرد زيارات سريعة.














