تمويل

“مراهنة ميتابلانيت على البيتكوين تثير الجدل وسط أزمة الديون اليابانية”

تعود التضخم في اليابان إلى الظهور بقوة بعد خمول طويل، مما يسبب اضطرابات في سوق السندات والتوقعات المالية الحكومية. وفي خضم هذه المخاوف المتزايدة، جذبت شركة “ميتابلانيت” انتباه السوق وانتقاداته، رغم أنها خيار غير متوقع.

ميتابلانيت: أكثر الأسهم بيعًا على المكشوف في اليابان وسط الأزمات المالية

وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة، أصبحت “ميتابلانيت” – الشركة المدرجة في طوكيو والتي قفزت قيمتها بأكثر من 5000% في 2024 بسبب استراتيجيتها الجريئة في شراء البيتكوين – أكثر الأسهم تعرضًا للبيع على المكشوف في اليابان.

تزامنت هذه الزيادة في عمليات البيع على المكشوف ضد “ميتابلانيت” مع تدهور سوق الديون اليابانية طويلة الأجل. حيث وصل التضخم في البلاد إلى 3.6%، متجاوزًا مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI).

"مراهنة ميتابلانيت على البيتكوين تثير الجدل وسط أزمة الديون اليابانية"

أدى التضخم المرتفع إلى عمليات بيع غير مسبوقة في سندات الحكومة اليابانية (JGBs). حيث ارتفعت عوائد السندات لمدة 40 عامًا بنسبة 1% منذ أبريل لتصل إلى 3.56%، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عقدين. كما قفزت عوائد السندات لمدة 30 عامًا إلى أعلى مستوى في 25 عامًا.

في هذا السياق، بدأ بنك اليابان (BoJ) في خفض مشتريات السندات بشكل حاد، حيث تخلص من 25 تريليون ين (172 مليار دولار) منذ بداية 2024.

رغم هذا التشديد، لا تزال العوائد الحقيقية سلبية. مما تسبب في خسائر فادحة للمستثمرين الذين اشتروا سندات الحكومة اليابانية ذات العوائد المنخفضة سابقًا، مما دفعهم إلى تحويل تدفقات رؤوس الأموال.

كما أثار التحول الهيكلي في الطلب على السندات اليابانية مخاوف خارجية، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تمتلك اليابان 1.13 تريليون دولار من سندات الخزانة الأمريكية. وقد يؤدي الانسحاب المستمر من الديون الأمريكية إلى مزيد من الضغط على سوق السندات الأمريكي الهش بالفعل.

رهان ميتابلانيت على البيتكوين يجذب البائعين على المكشوف

وسط هذه الاضطرابات الاقتصادية الكلية، يبحث المستثمرون اليابانيون عن ملاذ آمن. بالنسبة للعديد من الشباب الذين يتجنبون المسارات التقليدية للعمل، أصبحت البيتكوين – وبالتالي “ميتابلانيت” – خيارًا جذريًا.

جعلت استراتيجية “ميتابلانيت” المركزة على البيتكوين، والتي تشبه استراتيجية “مايكروستراتيجي” في الولايات المتحدة، الشركة بارزة. حيث أشارت تقارير إلى أن سهم (MTPLF) وصل إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر بعد شراء بيتكوين بقيمة 104 مليون دولار.

كما بلغت إيراداتها في الربع الأول 6 ملايين دولار، ساهمت أرباح البيتكوين بنسبة 88% منها. وتجاوزت الشركة أيضًا “السلفادور” في امتلاك البيتكوين بعد شراء مؤخرًا بقيمة 126.7 مليون دولار.

لكن هذا الصعود جذب انتقادات شديدة من صناديق التحوط والمتداولين المؤسسيين. حيث يقترح بعض المحللين أن عمليات البيع على المكشوف قد تكون جزءًا من استراتيجيات مراجحة معقدة.

مما يشير إلى أن المتداولين يستغلون فروق التقييم بين “ميتابلانيت” والبيتكوين وأسهم الوكلاء مثل “مايكروستراتيجي”. هذه الديناميكيات تشبه استراتيجية “جيم تشانوس” في بيع “MSTR” على المكشوف مع شراء البيتكوين.

كما ذكرت تقارير سابقة، أشار “تشانوس” إلى أن السهم يحمل علاوة غير مستدامة مقارنة بالبيتكوين نفسه. بينما يرى آخرون أن عمليات البيع على المكشوف غير مبررة.

تترنح اليابان على حافة أزمة ديون سيادية. وفي الوقت نفسه، أصبحت “ميتابلانيت” مركزًا للقلق المالي المحلي وصدام أيديولوجي أوسع بين هشاشة العملات الورقية وإيمان العملات الرقمية.

سواء كانت عمليات البيع على المكشوف انتهازية أو خاطئة، فإن “ميتابلانيت” أصبحت نقطة محورية في إعادة الضبط المالي التاريخي لليابان.

الأسئلة الشائعة

  • لماذا أصبحت “ميتابلانيت” أكثر الأسهم بيعًا على المكشوف في اليابان؟
    بسبب استراتيجيتها الجريئة في شراء البيتكوين وارتفاع سعر سهمها بشكل كبير، مما جذب انتقادات واهتمامًا كبيرًا من المتداولين.
  • كيف يؤثر التضخم في اليابان على سوق السندات؟
    أدى التضخم المرتفع إلى بيع غير مسبوق لسندات الحكومة اليابانية، مما تسبب في ارتفاع العوائد وزيادة الضغط على المستثمرين.
  • ما العلاقة بين “ميتابلانيت” والبيتكوين؟
    تعتمد “ميتابلانيت” على البيتكوين كجزء رئيسي من استثماراتها، حيث تمثل أرباح البيتكوين 88% من إيراداتها، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين في ظل الأزمات المالية.

بطل البيتكوين

محلل اقتصادي في العملات الرقمية، يقدم تحليلات دقيقة ونصائح استراتيجية لمساعدة المستثمرين في تحقيق أهدافهم.
زر الذهاب إلى الأعلى