فيزا وماستركارد تسعيان لتسوية قضية مكافحة الاحتكار بعقد بقيمة 38 مليار دولار

بعد نزاع قانوني استمر عشرين عامًا، تقدم شركتا فيزا وماستركارد تسوية بقيمة 38 مليار دولار لحل الاتهامات التي تشير إلى تواطئهما لفرض رسوم مبالغ فيها على التجار عند استخدام بطاقات الائتمان.
ومع ذلك، ورغم ضخامة المبلغ الإجمالي، يرى العديد من اتحادات الأعمال أن هذا المقترح لا يحل المشكلة الأساسية: وهي التكلفة المرتفعة لقبول الدفع بالبطاقة في الولايات المتحدة.
محاولة جديدة لإرضاء المحكمة
تأتي هذه التسوية الجديدة بعد أشهر من رفض القاضية الأمريكية مارغو برودي اتفاقية سابقة بقيمة 30 مليار دولار ووصفها بأنها غير كافية مقارنة بالأرباح المستمرة لفيزا وماستركارد.
تعود شبكتا البطاقات الآن بعرض معدّل، على أمل الحصول على الموافقة وإنهاء واحدة من أطول قضايا مكافحة الاحتكار في تاريخ المدفوعات الأمريكية.
بموجب أحدث مقترح، ستخفض فيزا وماستركارد رسوم الدفع – التي تبلغ حاليًا حوالي 2% إلى 2.5% – بمقدار 0.1 نقطة مئوية لمدة خمس سنوات. كما سيسمح للتجار بعدم قبول فئات معينة من البطاقات، مثل بطاقات المكافآت المميزة أو البطاقات التجارية، بينما سيتم تحديد أسعار بطاقات المستهلك العادية عند 1.25% لمدة ثماني سنوات.
وتقول الشركتان إن الصفقة ستوفر “راحة ذات معنى” ومرونة أكبر للتجار، دون أن تعترف أي منهما بأي خطأ.
معارضة التجار للتسوية الجديدة
سارعت مجموعات التجار إلى رفض هذه الصفقة الجديدة. حيث ذكر الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة وتحالف مدفوعات التجار أن المشروع لا يزال يترك الشركات تدفع مبالغ كبيرة جدًا لمعالجة مدفوعات البطاقات.
وبحسب الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، بلغت إجمالي رسوم الدفع، والمعروفة أيضًا باسم رسوم التبادل، 111.2 مليار دولار في عام 2024، مرتفعة من 100.8 مليار دولار في العام السابق. وهذا الرقم أعلى بأربع مرات مما كان عليه في عام 2009.
التوفير الموعود مقابل الواقع
قال محامو التجار أن رقم 38 مليار دولار يمثل التوفير المتوقع حتى عام 2031، حسب حسابات الحائز على جائزة نوبل جوزيف ستيغليتز واقتصادي آخر. ويقدرون أن الصفقة يمكن أن توفر للتجار أكثر من 200 مليار دولار خلال فترة سريانها.
في المقابل، يدعم ائتلاف المدفوعات الإلكترونية، الذي يضم بنوكًا كبيرة مثل جي بي مورجان Chase وسيتي بنك وبنك أوف أمريكا، هذه الاتفاقية. وقال رئيسه التنفيذي ريتشارد هانت إن التسوية ستخفض الرسوم إلى ما هو أبعد مما هو مقترح في مشروع قانون ثنائي الحزب في مجلس الشيوخ يسعى لتنظيم تكاليف البطاقات.
ما زال يتعين على المحكمة الموافقة على هذه الصفقة الجديدة. وإذا تم القبول، ستضع هذه التسوية حدًا لنزاع استمر 20 عامًا وأعاد تشكيل النقاش حول ما يدفعه التجار لقبول المدفوعات بالبطاقة.
الأسئلة الشائعة
س: ما هي قضية فيزا وماستركارد مع التجار؟
ج: تتعلق القضية باتهام الشركتين بفرض رسوم دفع (سوايب فيز) مرتفعة بشكل غير عادل على التجار لعقود.
س: ما هي شروط التسوية الجديدة المقترحة بقيمة 38 مليار دولار؟
ج: تشمل الشروط خفض رسوم الدفع بمقدار 0.1% لمدة 5 سنوات، وإعطاء التجار خيار رفض بعض البطاقات المكلفة، وتحديد سقف لرسوم بطاقات المستهلك العادية.
س: هل وافقت مجموعات التجار على هذه التسوية؟
ج: لا، رفضتها مجموعات التجار الرئيسية لأنها لا تحل مشكلة التكلفة المرتفعة بشكل حقيقي وتتركهم يدفعون مليارات الدولارات سنويًا.














