شركات روسية تواجه غرامات بسبب دفع الرواتب بالعملات الرقمية

“`html
تواجه الشركات الروسية التي تفكر في دفع رواتب الموظفين بالعملات الرقمية مخاطر غرامات مالية كبيرة، وفقًا لسلطات العمل في موسكو. على الرغم من تزايد شعبية العملات المشفرة كوسيلة للدفع منذ أن سمحت روسيا باستخدامها المحدود في المعاملات عبر الحدود، إلا أن الجهات التنظيمية تؤكد أن الروبل يظل العملة القانونية الوحيدة، بما في ذلك دفع الرواتب.
الجهات الرقابية الروسية تهدد بغرامات على رواتب العملات الرقمية
وفقًا لمفتشية العمل الحكومية الروسية، لا يُسمح للشركات بدفع الرواتب كليًا أو جزئيًا بالعملات الرقمية. وكشفت صحيفة “إيزفستيا” هذا الأسبوع أن المفتشية أكدت موقفها الصارم ردًا على استفسارات من أصحاب العمل حول هذه المسألة. وأضافت الصحيفة أن موقف المفتشية حظي بتأييد وزارة العمل، مشيرة إلى أن قانون العمل الروسي ينص على أن الرواتب يجب أن تُدفع نقدًا فقط، بينما تُصنف العملات الرقمية حتى الآن كأصول وليس عملة.
لماذا زاد الاهتمام برواتب العملات الرقمية؟
أصبح استخدام العملات الرقمية في الرواتب موضوعًا ساخنًا بعد أن سمحت الحكومة الروسية بتسوية المعاملات الخارجية بالعملات المشفرة لمساعدة الشركات على تجاوز العقوبات المالية المفروضة بسبب غزو أوكرانيا. ومنذ عام 2024، سُمح للكيانات القانونية بإجراء دفعات دولية بالعملات الرقمية عبر منصات مرخصة من الدولة، ولكن فقط في إطار “النظام القانوني التجريبي”.
كما أن تحويلات العملات الرقمية عبر الحدود تتميز بسرعتها وتكلفتها المنخفضة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للشركات الروسية التي تعمل مع خبراء أجانب، كما أوضح ألكسندر خامنسكي من منظمة “روسيا للأعمال”.
العقوبات المحتملة على مخالفة القانون
مع ذلك، لا يزال استخدام أي شيء غير الروبل كوسيلة للدفع خارج النظام التجريبي مخالفًا للقانون. وأكد مكسيم باراشيف، الشريك الإداري في شركة “BBNP” للمحاماة، أنه لا يوجد استثناء يسمح بدفع الرواتب قانونيًا بالأصول الرقمية.
وحاليًا، تتراوح الغرامات على هذه المخالفات بين 50 ألف روبل (أكثر من 600 دولار بقليل). لكن البرلمان الروسي يدرس مشروع قانون لرفع العقوبة المالية على المدفوعات غير المشروعة بالعملات الرقمية إلى مليون روبل (ما يقارب 13 ألف دولار).
لماذا ترفض موسكو رواتب العملات الرقمية؟
يزداد الاهتمام عالميًا بالمدفوعات الرقمية كبديل للتحويلات البنكية التقليدية، خاصة مع تزايد الوظائف عن بُعد. لكن في روسيا، تشكل العقوبات الدولية تحديًا إضافيًا، حيث قد لا تتم معالجة تحويلات اليورو أو الدولار أصلًا، كما علقت فيكتوريا بافليوشينا، الشريكة في الوكالة الروسية للتحول الاقتصادي والتنمية.
ويرى خبير الاقتصاد دمير كودرياكوف أن إدخال العملات الرقمية إلى الاقتصاد الروسي “حتمي”، حيث تبحث الشركات بشكل متزايد عن بدائل للأدوات البنكية التقليدية. لكن السلطات تخشى أن تقوض العملات الرقمية مثل البيتكوين (BTC) مكانة الروبل الرقمي، كما قد تتيح للشركات والموظفين “تحسين” التزاماتهم الضريبية وتجنب مراقبة التدفقات المالية.
وصرحت إلفيرا نبيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي: “نواصل معارضة استخدام العملات الرقمية في المدفوعات داخل البلاد. نعم للنشاط الاقتصادي الخارجي، ونعم للمستثمرين المؤهلين كهدف للاستثمار، لكننا ضد استخدامها كوسيلة دفع.”
في المقابل، أصبحت رواتب العملات الرقمية خيارًا متاحًا بالفعل في عدة دول مثل الولايات المتحدة واليابان وسويسرا والبرتغال، كما أشارت “إيزفستيا”.
الأسئلة الشائعة
- هل يمكن للشركات الروسية دفع الرواتب بالعملات الرقمية؟
لا، يعتبر ذلك مخالفًا للقانون، وقد تتعرض الشركات لغرامات تصل إلى مليون روبل قريبًا. - لماذا تمنع روسيا رواتب العملات الرقمية؟
لحماية الروبل كعملة رسمية، ومنع التهرب الضريبي، والحد من تتبع التدفقات المالية. - هل تسمح روسيا بأي استخدام للعملات الرقمية؟
نعم، ولكن فقط في المعاملات الخارجية وفي إطار النظام التجريبي، أو للمستثمرين المؤهلين.
“`














