“رعاية كوينبيز لاستعراض ترامب العسكري تثير جدلاً حول جذور العملات المشفرة المناهضة للمؤسسات – اكتشف التفاصيل!”

أثارت رعاية “كوين بيز” للعرض العسكري في واشنطن العاصمة يوم 14 يونيو جدلاً حول ما إذا كانت العملات الرقمية قد فقدت روحها الأصلية.
العرض العسكري والسياق السياسي
نُظم العرض بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، وسط احتجاجات “لا ملوك” التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد. عبر المحتجون عن معارضتهم لسياسة الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة والترحيل الجماعي، ووصفوا العرض -الذي تزامن مع عيد ميلاد ترامب الـ79- بأنه “سلوك ديكتاتوري”.
انضمت “كوين بيز” -أكبر بورصة عملات رقمية في الولايات المتحدة وثالث أكبر بورصة عالمياً- إلى عمالقة التكنولوجيا مثل “أمازون” في رعاية العرض العسكري، الذي شهد حضوراً ضعيفاً وصامتاً إلى حد كبير. بلغ عدد الرعاة 22 شركة، من بينها “بالانتير” -شركة تحليل البيانات الضخمة المسؤولة عن تجميع بيانات الأمريكيين عبر الوكالات الفيدرالية باستخدام نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي.
وحصلت “كوين بيز” -التي تبرعت سابقاً بمليون دولار لحفل تنصيب ترامب في يناير- على ذكر شكر من مقدم الحفل في نهاية العرض. وقد فُسرت رعاية البورصة على أنها دعم وتأييد للحدث المثير للجدل، مما أثار تساؤلات في مجتمع العملات الرقمية: هل ابتعدت العملات المشفرة عن جذورها المناهضة للمؤسسات؟
كيف ابتعدت العملات الرقمية عن فلسفتها الأصلية؟
عندما قام “ساتوشي ناكاموتو” بتعدين أول عملة بيتكوين (BTC) في يناير 2009، ترك رسالة في “كتلة التكوين” تشير إلى مقال نشرته صحيفة “التايمز” حول خطة المملكة المتحدة لإنقاذ البنوك بعد الانهيار الاقتصادي عام 2008.
وبالتالي، كان اختراع ناكاموتو للبيتكوين -الذي أسس لصناعة العملات الرقمية- بمثابة احتجاج. قدمت البيتكوين بديلاً عن العملات التقليدية التي تتحكم فيها البنوك المركزية والحكومات، والتي تفرض على المواطنين عبء إنقاذ الشركات المتعثرة.
صُممت البيتكوين لتجاوز الحكومات والمؤسسات التي تتحكم في إمدادات العملات التقليدية، مما يسمح للأفراد بالتعامل عبر وسيط لامركزي يُعرف بـ”البلوك تشين”. لذلك، كان أول من تبنى البيتكوين والعملات الرقمية من المتحمسين للتكنولوجيا والليبرتاريين المعارضين لسيطرة وسلطة الجهات المركزية مثل البنوك والحكومات.
لذا، أثارت رعاية “كوين بيز” نقاشاً مهماً: هل ضلّت العملات الرقمية طريقها؟ كما كتب “فيليكس جوفين” -مقدم بودكاست “Forward Guidance” على منصة “X”:
- الحركات المضادة للثقافة السائدة تطرح قيماً مختلفة أو معارضة لها.
- كان يُنظر إلى العملات الرقمية في السابق على أنها وسيلة لتحدي الثقافة السائدة القائمة على الاعتماد على السلطات المالية المركزية.
لكن مع رعاية “كوين بيز” للعرض العسكري الذي يمثل الجيش الأمريكي -أحد رموز السلطة المركزية- فإن تساؤل جوفين حول تطور العملات الرقمية وجد صدى واسعاً.
ردود فعل مجتمع العملات الرقمية
وافق العديد من أعضاء المجتمع على رأي جوفين، معتبرين أن العملات الرقمية ابتعدت عن هدفها الأصلي منذ فترة طويلة، أو أنها “لم تكن كذلك أبداً”. على سبيل المثال، كتب أحد مستخدمي “X” أن العملات الرقمية لم تعد حركة مضادة للثقافة السائدة منذ ثلاث سنوات.
كما تساءل مستخدمون آخرون عن الحاجة إلى رعاة شركات خاصة في عرض يُقدّر أن تكلفته حوالي 45 مليون دولار من الأموال العامة. وسخر أحدهم متسائلاً: “هل سترعى كوين بيز أيضاً إصلاح شوارع واشنطن المدمرة بالدبابات؟”
في المقابل، لم يفاجأ البعض بموقف “كوين بيز”. كتب أحد المستخدمين:
- الشركات تبحث عن الربح أولاً وأخيراً.
كما اختلف بعض المستخدمين مع جوفين، معتبرين أن الأنظمة اللامركزية تتطور بطرق قد لا توافق عليها جميع الأطراف. وأضاف أحدهم:
- اللامركزية تعني حرية المشاركة دون قيود، حتى لو أدى ذلك إلى قرارات غير محببة.
بينما رأى كثير من حاملي العملات الرقمية أن رعاية “كوين بيز” مجرد خطوة لتعظيم الأرباح، وامتنعوا عن إصدار أحكام قاطعة.
الأسئلة الشائعة
لماذا أثارت رعاية كوين بيز للعرض العسكري جدلاً؟
لأن العرض ارتبط بسياسات مثيرة للجدل، مما جعل البعض يعتبرون الرعاية دعمًا غير مباشر لتلك السياسات، وهو ما يتعارض مع الروح اللامركزية للعملات الرقمية.
ما هي الفلسفة الأصلية للعملات الرقمية؟
ظهرت العملات الرقمية كبديل لامركزي عن الأنظمة المالية التقليدية، بهدف تقليل سيطرة الحكومات والبنوك على المعاملات المالية.
هل تخلت كوين بيز عن مبادئ العملات الرقمية؟
يرى البعض أن رعاية العرض خطوة نحو تبني السياسات السائدة، بينما يعتبر آخرون أنها مجرد استراتيجية تجارية لا تعكس توجهات الصناعة ككل.














