في قمة مجموعة بريكس السابعة عشرة التي عُقدت في ريو دي جانيرو، كان نظام دفع جديد للدول الأعضاء أحد أبرز الموضوعات المطروحة على الطاولة. اقترحت بيلاروسيا نظامًا مرتبطًا بالعملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) لتسهيل المدفوعات عبر الحدود وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
بيلاروسيا: العملات الرقمية للبنوك المركزية هي الحل لمجموعة بريكس
خلال القمة، ناقش رؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين من الدول العشر الأعضاء في بريكس ودول شريكة أخرى أنظمة مالية جديدة يمكنها تقليل الاعتماد على الأنظمة التي تسيطر عليها الغرب مثل “سويفت”. كانت المجموعة تستكشف بدائل منذ ما لا يقل عن عقد من الزمن، لكن وفقًا لمصادر في الحدث، لم يقتربوا بعد من إيجاد حل.
بيلاروسيا، التي مثلها وزير الخارجية ماكسيم ريجينكوف، ترى أن العملات الرقمية للبنوك المركزية قد تكون الحل.
وقال في بيان صادر عن الوزارة: “ندعم الجهود الرامية إلى إنشاء نظام تسويات متعدد المستويات يجمع بين أدوات الدفع المبتكرة وآليات أمنية موثوقة”.
وأضاف: “لتحسين البنية التحتية المالية لدول بريكس، تقترح بيلاروسيا دراسة إمكانية دمج منصات العملات الرقمية للبنوك المركزية بمجرد استعدادها قانونيًا وتقنيًا للدمج”.
النظام الجديد قد يستغرق سنوات
ليست هذه المرة الأولى التي يُقترح فيها نظام يعتمد على العملات الرقمية للبنوك المركزية. في عام 2024، انتشرت تكهنات بأن مشروع “إم بريدج” للمدفوعات العابرة للحدود، والذي يضم تايلاند والصين، قد يشكل أساس نظام بريكس للعملات الرقمية، مما دفع بنك التسويات الدولية (BIS) إلى الانسحاب من المشروع.
ومع ذلك، أشارت الاقتصادات الكبرى في بريكس إلى أن مثل هذا النظام قد يستغرق سنوات. فروسيا، على سبيل المثال، لاحظت أن جميع الأعضاء سيحتاجون إلى تطوير أنظمة وطنية جديدة قابلة للاندماج في الشبكة، وقد يضطرون إلى استكشاف بدائل أسهل على المدى القصير.
في قمة ريو، أفاد مسؤولون لـ”بلومبرج” بأنه رغم تأييد جميع الأعضاء لنظام جديد، إلا أن المتطلبات التقنية معقدة للغاية حاليًا. كما أن هناك أسئلة اقتصادية، مثل كيفية تقاسم التكاليف وعملات التسوية، حيث إن معظم عملات الأعضاء غير قابلة للتحويل حاليًا.
كما أن توسع عضوية المجموعة زاد من تعقيد إطلاق أي نظام جديد. تضم بريكس الآن عشرة أعضاء، بينهم الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا ومصر. وقد دُعيت المملكة العربية السعودية رسميًا وهي “تدرس الشروط”، ومن المتوقع أن تنضم قريبًا.
ترمب يحذر: دعم بريكس سيكلفكم رسومًا جمركية إضافية
إلى جانب التعقيدات التقنية والاقتصادية لتطوير نظام دفع عالمي جديد، تواجه بريكس تحديًا آخر: تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.
بينما اجتمعت المجموعة في البرازيل، هدد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة تتبنى “السياسات المناهضة لأمريكا التي تتبعها بريكس”.
وأضاف: “لن يكون هناك استثناءات من هذه السياسة”.
ورغم أنه لم يوضح ما يعنيه بـ”السياسات المناهضة لأمريكا”، إلا أن الخبراء يرون أن التهديد موجه بشكل غير مباشر لأنظمة الدفع المقترحة التي تهدف إلى الابتعاد عن الدولار.
ورد قادة بريكس بسرعة على التهديد، حيث وصف الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا التصريحات بأنها “خاطئة جدًا وغير مسؤولة”.
وقال لولا: “لقد تغير العالم. نحن لا نريد إمبراطورًا. نحن دول ذات سيادة. يحتاج العالم إلى إيجاد طريقة لكي لا تمر علاقاتنا التجارية بالدولار. لم يحدد أحد أن الدولار هو العملة القياسية”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن التهديد دليل على أن الولايات المتحدة لا تروج للعولمة إلا عندما تخدم مصالحها. وأضاف لافروف، الذي مثل الرئيس بوتين في ريو، أن الولايات المتحدة “أساءت استخدام الدولار بشكل صارخ” لممارسة النفوذ على الدول الأخرى.
ورغم أن دول بريكس تصدت للتهديدات في ريو، إلا أن التاريخ أظهر أن تهديدات ترمب قد تؤثر سريعًا على قرارات الدول. فعندما استهدف الزعيم الجمهوري جنوب إفريقيا بسبب خطط التخلص من الدولار، أصدرت حكومة سيريل رامافوسا بيانًا سريعًا تؤكد فيه عدم نيتها التخلي عن العملة الخضراء.
الأسئلة الشائعة
- ما هو المقترح الجديد الذي قدمته بيلاروسيا في قمة بريكس؟
اقترحت بيلاروسيا نظامًا للدفع يعتمد على العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC) لتسهيل المعاملات بين دول بريكس وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي. - هل من الممكن أن يرى نظام الدفع الجديد النور قريبًا؟
لا، حيث أشار مسؤولون إلى أن المتطلبات التقنية والاقتصادية معقدة، وقد يستغرق الأمر سنوات قبل إطلاق النظام. - كيف ردت دول بريكس على تهديدات ترمب الجمركية؟
انتقد قادة بريكس التهديدات ووصفوها بأنها “غير مسؤولة”، مؤكدين على حق الدول في اختيار أنظمة الدفع بعيدًا عن هيمنة الدولار.
