بورصات آسيا تشن حملة على شركات مدرجة تتستر باحتكار العملات الرقمية

تشهد أسواق الأسهم الرئيسية في آسيا تحولاً كبيراً مع تشديد القواعد الخاصة بقبول إدراج الشركات وزيادة الرقابة عليها. الهدف من هذه الخطوة هو منع تحول هذه الشركات إلى ما يشبه صناديق استثمار في العملات الرقمية.
ما هي خزائن الأصول الرقمية؟
يتصاعد تحرك الهيئات التنظيمية في جميع أنحاء المنطقة لمواجهة ظاهرة ناشئة تسمى “خزائن الأصول الرقمية”. هذه الشركات لا تعمل في الأعمال التجارية التقليدية، بل يكمن هدفها الأساسي في جمع وحفظ العملات الرقمية مثل البيتكوين.
يمثل هذا التوجه مقاومة متزايدة لصناعة ساهمت في ارتفاع سعر البيتكوين بشكل كبير. حيث وصل سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي في أكتوبر 2025. لكن هذا الحمى تراجعت في الأشهر الأخيرة، حيث انخفضت أسعار أسهم هذه الشركات بشكل حاد بالتزامن مع تراجع سوق العملات الرقمية، ما تسبب في خسائر كبيرة للمستثمرين الأفراد.
هونغ كونغ تتصدر التحرك للحد من النشاط
رفضت بورصة هونغ كونغ مؤخراً طلبات خمس شركات على الأقل كانت تسعى للتحول إلى نموذج “الخزينة الرقمية”. السبب وراء هذا الرفض هو قواعد الإدراج التي تمنع الشركات من الاحتفاظ بجزء كبير من أصولها في شكل سيولة نقدية أو استثمارات قصيرة الأجل.
تصنف البورصة أي شركة تمتلك غالبية أصولها نقداً أو استثمارات قصيرة الأجل على أنها “شركة نقدية”، وهو ما قد يؤدي إلى تعليق تداولها أو شطبها من البورصة تماماً. تهدف هذه السياسة إلى منع الشركات الوهمية من استغلال وضعها المدرج في البورصة لتحقيق مكاسب مضاربة.
وأكد متحدث باسم بورصة هونغ كونغ أن الإطار التنظيمي يهدف إلى ضمان أن جميع الشركات المدرجة والمتقدمة للإدراج تحافظ على عمليات تجارية “قابلة للاستمرار ومستدامة”.
الهند وأستراليا تسيران على نفس النهج
لم تكن هونغ كونغ وحدها في هذا التوجه. ففي الهند، رفضت بورصة بومباي طلباً من شركة “جيتكينج إنفوت rain” لإصدار أسهم جديدة، بعد أن أعلنت الشركة عن خططها لاستثمار جزء من العائدات في العملات الرقمية.
أما في أستراليا، تمنع بورصة الأوراق المالية الأسترعية الشركات المدرجة لديها من الاحتفاظ بأكثر من 50% من أصولها في شكل نقد أو أصول شبيهة بالنقد. هذه القاعدة تحظر نموذج “خزينة الأصول الرقمية” بشكل فعلي. وقد دفع هذا الإجراء إحدى شركات البرمجيات إلى نقل إدراجها إلى بورصة نيوزيلندا التي تبدي انفتاحاً أكبر towards هذا النوع من الشركات.
اليابان: الاستثناء الوحيد في آسيا
في وسط هذا التشديد، تبرز اليابان كسوق رئيسي وحيد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يسمح للشركات المدرجة فيها بتبني استراتيجيات خزينة الأصول الرقمية بحرية. تمنح اللوائح المحلية المرنة الشركات مساحة أكبر للاستثمار في البيتكوين.
وتتصدر اليابان المنطقة بعدد الشركات المدرجة التي تمتلك البيتكوين، ومن بينها شركة “ميتابلانيت” التي تمتلك كمية كبيرة من البيتكوين. ومع ذلك، حتى المشهد الداعم في اليابان قد يشهد تغييراً، حيث تدرس جهات عالمية كبيرة استبعاد الشركات التي تركز بشكل كبير على العملات الرقمية من مؤشراتها العالمية.
الخلاصة: توازن صعب بين الابتكار والحماية
تُظهر الأسواق الآسيوية نهجاً متبايناً في التعامل مع ظاهرة خزائن الأصول الرقمية. بينما تشجع القواعد المرنة في اليابان على الابتكار، تشدد أسواق مثل هونغ كونغ والهند وأستراليا على الرقابة للحفاظ على سلامة السوق وحماية المستثمرين من المخاطر والمضاربات المفرطة.
نتيجة لذلك، يفقد نموذج “الخزينة الرقمية” الذي كان يمثل حماس الشركات للعملات الرقمية، زخمه، حيث تذكر الجهات التنظيمية الأسواق بأن تجميع الأصول الرقمية دون وجود عمل تجاري مستدام وراءه يبقى استثماراً محفوفاً بالمخاطر.
الأسئلة الشائعة
س: ما هي شركات “خزائن الأصول الرقمية”؟
ج: هي شركات لا تركز على إدارة أعمال تقليدية، بل يكون هدفها الأساسي هو جمع وتخزين العملات الرقمية مثل البيتكوين، أشبه بصناديق استثمار في العملات المشفرة.
س: لماذا ترفض البورصات الآسيوية إدراج هذه الشركات؟
ج: لأنها تعتبرها “شركات نقدية” ليس لها نشاط تجاري حقيقي ومستدام، وتريد البورصات حماية السوق والمستثمرين من المخاطر والمضاربة المرتفعة المرتبطة بهذا النموذج.
س: أي دولة آسيوية تسمح لهذه الشركات بالعمل بحرية؟
ج: اليابان هي الدولة الرئيسية الوحيدة في آسيا التي تسمح للشركات المدرجة بتبني استراتيجيات خزينة الأصول الرقمية بسبب لوائحها المرنة، لكن حتى هذا الوضع قد يتغير في المستقبل.














