تمويل

انسحاب 7 مليارات دولار من صناديق الاستثمار المتداولة ذات الرافعة المالية في سبتمبر.. أكبر خروج لرؤوس أموال المضاربة اليومية منذ 2019

رغم بقاء أسواق الأسهم قريبة من مستويات قياسية واستمرار تفوق المؤشرات الاقتصادية للتوقعات، إلا أن نظرة فاحصة تكشف أن المتداولين بدأوا يبتعدون عن أكثر الاستثمارات خطورة والتي قادت جزءاً كبيراً من مكاسب هذا العام.

انسحاب المستثمرين الأفراد من الاستثمارات عالية المخاطر

المتداولون الأفراد الذين أشعلوا حماس السوق في كل شيء من أسهم التكنولوجيا إلى العملات الرقمية مثل البيتكوين، يسحبون الآن أموالهم من الاستثمارات الأكثر مضاربة. هذا التغيير يحدث رغم استمرار دعم البنك المركزي الأمريكي (الفيدرالي) للسوق واستقرار المؤشرات الرئيسية قرب أعلى مستوياتها.

مؤشر واضح على الحذر: تدفقات صناديق الـ ETFs ذات الرافعة المالية

أوضح مؤشر على هذا التغيير يظهر في صناديق الاستثمار المتداولة ذات الرافعة المالية، والتي تستخدم الأموال المقترضة لتضخيم تحركات الأسهم مرتين أو ثلاث مرات يومياً. هذه المنتجات، المفضلة لدى المستثمرين الأفراد الباحثين عن أرباح سريعة، خسرت حوالي 7 مليارات دولار في سبتمبر. وفقاً لـ Bloomberg Intelligence، هذا هو أكبر سحب للأموال منذ بدء التسجيلات في عام 2019.

انسحاب 7 مليارات دولار من صناديق الاستثمار المتداولة ذات الرافعة المالية في سبتمبر.. أكبر خروج لرؤوس أموال المضاربة اليومية منذ 2019

لا ذعر.. بل جني للأرباح واستعداد للمستقبل

هذا الانسحاب لا يشير إلى ذعر واسع النطاق. بدلاً من ذلك، يبدو أن المتداولين يحققون أرباحهم ويستعدون للمطبات المحتملة في المستقبل، بعد أشهر من المكافآت جراء تحمل مخاطر كبيرة.

  • مثال صادم: صندوق “دايركشن ديلي” للشرائح الإلكترونية (SOXL) خسر 2.3 مليار دولار من استثمارات العملاء رغم تحقيق الصندوق نفسه لمكاسب بلغت 31% هذا الشهر.
  • مثال آخر: الصندوق المرتبط بأسهم تسلا (TSLL) يشهد أكبر سحب شهري له على الإطلاق بقيمة 1.5 مليار دولار، رغم صعود سهم تسلا.

أسباب هذا الحذر المفاجئ

هذا النهج الحذر قد يعكس مخاوف بشأن الأحداث القادمة. التهديد بإغلاق الحكومة الأمريكية قد يؤخر التقارير الاقتصادية ويهز ثقة المستثمرين. يرى الكثيرون أن هذا التراجع صحي، نظراً لأن أسواق الأسهم والسندات وصلت إلى مستويات نادراً ما شوهدت إلا خلال أكثر فترات الازدهار حماسة في العشرين سنة الماضية.

المستثمرون الأفراد يتصدرون المشهد

المثير للاهتمام هو من يتحرك أولاً. المستثمرون الأفراد – الذين يطلق عليهم محترفو وول ستريت أحياناً اسم “الأموال الغبية” – كانوا في الواقع متقدمين على اللعبة هذا العام. شراؤهم الثابت خلال الأشهر الستة الأولى ساعد في قيادة الصعود الذي شكك فيه العديد من المستثمرين المحترفين في البداية.

تأثير الوضع على الأسواق الرئيسية والعملات الرقمية

الأسبوع الماضي، شهدت الأسواق تراجعاً طفيفاً:

  • مؤشر S&P 500 انخفض بنسبة 0.3%، في أول تراجع له خلال شهر.
  • مؤشر Nasdaq 100 المرتبط بأسهم التكنولوجيا سجل أول أسبوع هبوط منذ أواخر أغسطس، منخفضاً 0.5%.

العملات الرقمية (البيتكوين والإيثريوم): زادت أسواق العملات المشفرة من المزاج الحذر هذا الأسبوع. فقدت الأصول الرقمية حوالي 300 مليار دولار من قيمتها بسبب تصفية المراكز ذات الرافعة المالية، مما أدى إلى دفع البيتكوين والإيثريوم للهبوط sharply في واحدة من أكثر الفترات تقلباً منذ الصيف.

خلاصة الوضع الحالي

لا توجد signs تشير إلى انهيار كبير حتى الآن، لكن الظروف تبدو أكثر حساسية من قبل. الأموال تتدفق إلى استثمارات أكثر أماناً – مثل الصناديق المشابهة للنقد والذهب – بأسرع وتيرة منذ أشهر. هذه الحركات مجتمعة توحي بأن الأسواق تعدل أوضاعها بهدوء، حيث تتراجع المضاربة عالية المخاطر بينما تظل الاستثمارات الأساسية مستقرة.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

س: لماذا يسحب المستثمرون أموالهم من الاستثمارات الخطرة الآن؟
ج: يسحبون الأموال لتحقيق أرباحهم بعد مكاسب كبيرة هذا العام والاستعداد لفترة可能ية من التقلبات أو تراجع السوق بسبب مخاوف مثل إغلاق الحكومة الأمريكية.

س: كيف أثر هذا على سوق العملات الرقمية مثل البيتكوين؟
ج: تأثر سوق العملات الرقمية بشدة، حيث فقد حوالي 300 مليار دولار من قيمته بسبب بيع المستثمرين الذين يستخدمون القروض (الرافعة المالية)، مما تسبب في هبوط حاد للبيتكوين والإيثريوم.

س: هل هذا يعني أن السوق على وشك الانهيار؟
ج: لا، لا توجد signs على انهيار كبير. الوضع الحالي يوصف غالباً بأنه “تراجع صحي” أو تعديل طبيعي بعد صعود قوي، حيث يتحول المستثمرون بشكل مؤقت إلى استثمارات أكثر أماناً.

مالك الاستثمار

مستشار مالي ذو خبرة واسعة، يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة ومبنية على بيانات دقيقة.
زر الذهاب إلى الأعلى