يشهد اليوان الصيني أقوى أداء سنوي له منذ خمس سنوات، حيث ارتفع بنسبة تقارب 4% مقابل الدولار في عام 2025.
تأثير اليوان القوي على سوق العملات الرقمية
بينما يهتم قطاع المال التقليدي بهذا الصعود، فإن تأثيره على أسواق العملات المشفرة معقد بسبب تشديد الصين المتواصل للقوانين المنظمة.
عززت عدة عوامل قيمة اليوان، منها دعم البنك المركزي الصيني، وتدفق الأموال مرة أخرى إلى الأسهم الصينية، وانخفاض مؤشر الدولار بنحو 7%. وتتوقع بنوك استثمارية كبرى مثل جولدمان ساكس استمرار هذا الاتجاه.
لكن قوة اليوان ليست بالضرورة أخبارًا إيجابية لمستثمري العملات الرقمية. ففي الماضي، مثلًا خلال عامي 2018 و2019، دفع ضعف اليوان رأس المال الصيني للبحث عن ملاذ آمن مثل البيتكوين للحفاظ على القيمة. أمّا الآن، فاليوان القوي يقلل من الدافع لهروب رؤوس الأموال، مما يجعل الأصول المقومة بالدولار، بما فيها البيتكوين، أقل جاذبية للمستثمرين الصينيين.
تشديد الرقابة الصينية على العملات المشفرة
زاد البنك المركزي الصيني من تحذيراته الأسبوع الماضي، مؤكدًا على حظر جميع أنشطة العملات المشفرة التي تعتبر “أنشطة مالية غير قانونية” في الصين. وحذر من أن المضاربة على العملات المشفرة تشكل تحديًا جديدًا.
وركز البنك بشكل خاص على العملات المستقرة (الستيبل كوين)، مشيرًا إلى مخاطر استخدامها في غسل الأموال أو التحويلات المالية غير المصرح بها عبر الحدود. وهذا يشير إلى أن السلطات تعتبر هذه العملات المشفرة ثغرة محتملة لهروب رأس المال حتى مع قوة اليوان.
العوامل العالمية تظل داعمة للعملات الرقمية
مع ذلك، تبقى العوامل الاقتصادية العالمية الكبيرة داعمة لسوق العملات المشفرة. فضعف الدولار الأمريكي وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهي نفس العوامل التي تقوي اليوان، هي تقليديًا عوامل إيجابية للأصول عالية المخاطرة مثل البيتكوين.
لذلك، بينما قد يقلل اليوان القوي والرقابة الصينية من مصدر تاريخي للطلب على البيتكوين، تبقى ظروف السيولة العالمية وضعف الدولار محركين أكثر أهمية لاتجاه السوق ككل.
الأسئلة الشائعة
س: كيف يؤثر اليوان القوي على البيتكوين؟
ج: اليوان القوي يقلل من حاجة المستثمرين الصينيين لشراء البيتكوين كوسيلة لحماية أموالهم من انخفاض قيمة العملة، مما قد يخفض الطلب من مصدر مهم تاريخيًا.
س: ما موقف الصين من العملات المشفرة الآن؟
ج: موقف الصين صارم جدًا. فجميع أنشطة التداول أو الاستثمار المرتبطة بالعملات المشفرة لا تزال غير قانونية، والبنك المركزي يحذر باستمرار من مخاطرها ويراقب العملات المستقرة عن كثب.
س: هل ما زالت العوامل العالمية تدعم سوق العملات الرقمية؟
ج: نعم، عوامل مثل ضعف الدولار الأمريكي والسيولة العالمية المرتفعة لا تزال تعتبر دعمًا قويًا لسوق العملات المشفرة على المدى العالمي، حتى مع التحديات من الصين.
