“العملات الرقمية تجعل الأسواق الخاصة في متناول الجميع – اكتشف كيف!”

هذا جزء من نشرة “ذا بريكداون”. لقراءة النسخ الكاملة، اشترك فيها.
نصيحة الاستثمار التقليدية: هل ما زالت صالحة؟
بعد عملي كمحترف في التداول لفترة طويلة، كان الناس دائماً يطلبون مني نصائح استثمارية. في البداية، كنت أحاول شرح أن المتداولين لا يعرفون شيئاً عن الاستثمار، لكنهم كانوا يطلبون مني نصائح تداول وكأنهما الشيء نفسه!
(للتوضيح: المتداولون لا يعرفون الكثير عن التداول أيضاً. الأمر يعتمد في الغالب على الحظ.)
في النهاية، توقفت عن محاولة شرح الفرق وبدأت في تقديم النصيحة المعتادة: ضع كل أموالك في صندوق مؤشر الأسهم الأمريكية.
بالنسبة لأي شخص شاب يمكنه تحمل التقلبات، فقد أثبت هذا النهج نجاحه دائماً، حيث حقق مؤشر S&P 500 عائداً سنوياً يقارب 8.5% منذ إنشائه عام 1928.
على مدى عقد أو عقدين، يعتبر عائد 8.5% سنوياً مبلغاً كبيراً بفضل الفائدة المركبة، التي تظل المعجزة الثامنة في العالم.
المشكلة: معظم الأسهم لا تحقق عوائد!
لكن الغالبية العظمى من الأسهم لا تحقق أي نمو مركب، مما يجعل الأمور صعبة. وجدت دراسة لـ”هيندريك بيسيمبيندر” أن 4% فقط من الأسهم كانت مسؤولة عن جميع العوائد الصافية في أسواق الأسهم الأمريكية بين عامي 1926 و2019.
4% فقط!
أما الـ96% المتبقية، فلم تحقق أي عوائد إجمالية. لذلك، المستثمرون الذين فاتهم الاستثمار في أمازون (+225,089%) أو إنفيديا (+407,612%) أو مايكروسوفت (+825,487%)، من غير المرجح أن يحققوا متوسط العائد السنوي البالغ 8.5% — أو أي شيء قريب منه.
هل تغيرت القواعد الآن؟
كان هذا هو الأساس المنطقي للاستثمار في المؤشرات: من المستحيل اختيار عدد قليل من الأسهم المسؤولة عن العوائد طويلة الأجل (ناهيك عن مقاومة الرغبة في بيعها)، لذا من الأفضل شراؤها جميعاً عبر مؤشر (وعدم بيعها أبداً).
لكن الآن، أصبحت هذه الأسهم الفائقة الكبيرة أقل احتمالاً أن تكون ضمن المؤشر. فالشركات الأكثر إثارة اليوم — مثل OpenAI وSpaceX وEpic Games — تظل خاصة لفترات طويلة جداً.
هذه مشكلة!
إذا كنا جميعاً نعتمد على محافظنا الاستثمارية لتحقيق عائد 8.5% سنوياً، لكن الشركات التي كانت تحقق هذا العائد لم تعد متاحة للجمهور، فكيف سنتقاعد؟
هل هناك حلول؟
أحد الحلول الممكنة هو “إعادة جذب الاكتتابات العامة”، كما قال رئيس هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) “بول أتكينز” لـCNBC. حيث يرى أن تخفيف متطلبات الإفصاح قد يشجع الشركات على العودة إلى البورصة.
لكني لست متأكداً من سبب قيامهم بذلك — فهناك رأس مال خاص وفير متاح لشركات مثل OpenAI وEpic Games، مما يلغي حاجتهم للإفصاح (ناهيك عن مكالمات الأرباح ربع السنوية واجتماعات المستثمرين ومخاطر التقاضي).
الحل الآخر هو السماح للجميع بالاستثمار في الشركات الخاصة.
الحل الجديد: الأسهم الرقمية للشركات الخاصة
الأسبوع الماضي، أعلنت منصة “ريببلك” — المنظمة من قبل هيئة الأوراق المالية (SEC) وهيئة تنظيم الصناعة المالية (Finra) — أنها ستقدم للمستثمرين الأمريكيين فرصة الاستثمار في أسهم الشركات الخاصة عبر أسهم رقمية (توكنيزد)، وذلك دون الحاجة إلى أي استثناءات تنظيمية.
يبدو أن العملات الرقمية جعلت هذا الأمر ممكناً!
بعد إتمام عملية التحقق من الهوية (KYC)، يمكن للمستثمرين الأفراد شراء أسهم رقمية تمثل حصصاً في شركات خاصة، وسيتم تداولها لاحقاً على البلوكشين بين المحافظ المسجلة.
واثقة “ريببلك” من موافقة الجهات التنظيمية على هذه الخطوة، لدرجة أنها بدأت في قبول طلبات مسبقة لأسهم SpaceX وOpenAI وEpic Games وAnthropic.
لكن كن حذراً!
هذه الأسهم الرقمية لا تمنح أي حقوق ملكية. بل هي بمثابة “سندات دين قابلة للتداول”، يمكن استرداد قيمتها فقط في حالة الاكتتاب العام أو بيع الشركة.
كما أن هذه السندات تصدرها “ريببلك” وليس الشركات نفسها، مما يعني أن المشترين يواجهون مخاطر الطرف المقابل إذا أتيحت لهم فرصة الاسترداد.
علاوة على ذلك، لا يوجد ما يلزم “ريببلك” بدعم هذه الأسهم الرقمية بنسبة 1:1 مع الأسهم الفعلية.
إقبال كبير رغم المخاطر
ومع ذلك، لا يُعرف عن المستثمرين الأفراد الحذر! فقد ذكر “أندرو دورجي”، الشريك المؤسس لـ”ريببلك”، أن المنصة تلقت بالفعل طلبات مسبقة بقيمة 300 مليون دولار لشراء هذه الأسهم الرقمية.
أعتقد أن هذا يعكس حجم المشكلة التي يواجهها مستثمرو الأسواق العامة، الذين يشعرون بأنهم مستبعدون من صعود الأسواق الخاصة.
لكن شراء أسهم OpenAI أو SpaceX بقيمة سوقية تزيد عن 300 مليار دولار لن يساعد أحداً على التقاعد قريباً!
على سبيل المثال، أدرجت أمازون ومايكروسوفت وإنفيديا للاكتتاب العام بقيم سوقية أقل بكثير من مليار دولار. بل إن مايكروسوفت أدرجت بنسبة سعر إلى ربح (P/E) تبلغ 10، والتي اعتبرها الكثيرون مكلفة في ذلك الوقت!
من الصعب تخيل تحقيق عائد 800,000% من شركة تبلغ قيمتها 300 مليار دولار. ربما تقدم “ريببلك” قريباً أسهمًا رقمية لشركات خاصة أصغر وأرخص، وقد يكون “المايكروسوفت القادم” بينها.
لكن السؤال الأهم: كيف سيتعرف عليها أي مستثمر؟
قد يبدو انتقاد قواعد الاعتماد من هيئة الأوراق المالية (SEC) وكأنه تقييد غير مبرر، لكن عملية اكتشاف الأسعار التي تفرضها تجعل أسواق الأسهم أكثر أماناً للمستثمرين الأفراد.
الأسئلة الشائعة
- ما هي المشكلة الرئيسية في الاستثمار في المؤشرات اليوم؟
الشركات الأكثر نجاحاً مثل OpenAI وSpaceX تظل خاصة ولا تدخل في المؤشرات، مما يقلل من فرص تحقيق العوائد المرتفعة. - كيف يمكن للمستثمرين الأفراد الاستثمار في الشركات الخاصة الآن؟
منصات مثل “ريببلك” تقدم أسهمًا رقمية (توكنيزد) تمثل حصصاً في شركات خاصة، لكنها لا تمنح حقوق ملكية وتنطوي على مخاطر. - هل الاستثمار في الشركات الخاصة عند قيمتها السوقية المرتفعة فكرة جيدة؟
الشركات التي حققت عوائد خيالية مثل مايكروسوفت وأمازون أدرجت للاكتتاب العام بقيم صغيرة. الاستثمار في شركات بقيمة 300 مليار دولار قد لا يحقق عوائد كبيرة.














