الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس.. الصدمة الحقيقية في الخطوة التالية

خفض البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 3.50% و3.75%، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع في الأسواق. ومع ذلك، لم يقدم البنك أي تلميحات واضحة حول استمرار سياسة التيسير النقدي في المستقبل.
توقعات السوق: التوجيهات أهم من الخفض نفسه
اعترف بنك الاحتياطي الفيدرالي بتباطؤ نمو الوظائف وارتفاع معدل البطالة خلال الربع الثالث من العام، كما أشار إلى أن التضخم ارتفع قليلاً منذ بداية عام 2025. ورغم اعتراف صانعي السياسة بزيادة المخاطر الهبوطية على سوق العمل، إلا أنهم تجنبوا الالتزام ببدء دورة مستمرة من خفض الأسعار. بدلاً من ذلك، ربط البنك السياسة المستقبلية بشكل كامل بالأداء الاقتصادي الفعلي والبيانات القادمة.
وسيعتبر متداولو العملات الرقمية مثل البيتكوين هذا الموقف محايداً إلى حذر بعض الشيء. فبدون وعود واضحة بالمستقبل، أصبحت اجتماعات يناير ومارس المقبلة هي المحطات الأساسية التي ستشكل توقعات الأسواق حول مسار أسعار الفائدة.
انقسام نادر يكشف عن توتر داخلي
أظهر التصويت على قرار الخفض انقساماً واضحاً داخل لجنة السياسة النقدية. حيث فضل أحد الأعضاء خفضاً أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، بينما رفض عضوان آخران أي خفض على الإطلاق وفضلا الإبقاء على السياسة كما هي.
يعكس هذا الانقسام الثلاثي النادر حالة عدم اليقين التي تحيط بالمشهد الاقتصادي. فمؤشرات سوق العمل تضعف، والتضخم لم يعد ينخفض بثبات، كما تتباين الآراء حول حجم الدعم الذي تحتاجه الاقتصاد. وستفسر الأسواق هذا الانقسام كعلامة على أن المرحلة الحالية ليست مرحلة تيسير نقدي بحت.
ملاحظة مهمة حول الميزانية العمومية للبنك المركزي
أعلن الاحتياطي الفيدرالي أيضاً عن استعداده لشراء سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل عند الحاجة لضمان سيولة كافية في النظام المالي. هذه الخطوة، وإن بدت فنية، يمكن أن تعمل كعامل استقرار إذا شهدت الأسواق تقلبات متزايدة مع دخولنا عام 2026.
خلاصة القول، جاء خفض أسعار الفائدة متوافقاً تماماً مع توقعات السوق، لكن دون خريطة طريق واضحة للمراحل القادمة. النبرة العامة حذرة وتفتح الباب أمام جميع الاحتمالات بناءً على البيانات الاقتصادية المستقبلية.
الأسئلة الشائعة
ماذا يعني خفض الفائدة للعملات الرقمية؟
يعتبر خفض الفائدة بشكل عام خبراً إيجابياً للأصول الخطرة مثل البيتكوين والعملات الرقمية، لأنه يقلل من عوائد الاستثمارات التقليدية الآمنة. لكن حذر البنك المركزي وعدم وعديه بمزيد من الخفض يجعل التأثير محدوداً في المدى القصير.
لماذا كان قرار البنك المركزي الأمريكي محايداً؟
لأن البنك خفض الفائدة كما هو متوقع لكنه رفض الإعلان عن دورة خفض مستمرة، وربط أي قرارات مستقبلية بشكل كامل ببيانات الاقتصاد، خاصة مع استمرار مخاوف التضخم.
ما العامل الأهم الذي سيراقبه المتداولون الآن؟
سيركز المستثمرون على بيانات التضخم وسوق العمل الأمريكية خلال الأشهر القليلة القادمة، وخاصة قبل اجتماعي البنك المركزي في يناير ومارس، حيث ستحدد هذه البيانات مسار أسعار الفائدة.














