استراتيجيات العملة الرقمية في آسيا والمحيط الهادئ: CBDC مقابل العملات المستقرة في سباق التبني

تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ (APAC) تباينًا واضحًا في استراتيجيات العملات الرقمية، حيث تتجه بعض الدول لتطوير عملات رقمية رسمية من البنوك المركزية، بينما تتبنى أخرى عملات مستقرة خاصة.
تطورات العملات الرقمية في آسيا والمحيط الهادئ
في الوقت الذي أكملت فيه هونغ كونغ برنامجها التجريبي للعملة الرقمية e-HKD في 28 أكتوبر، تجاوزت قيمة العملة المستقرة اليابانية JPYC 50 مليون ين في غضون 48 ساعة فقط. كما حذرت كوريا الجنوبية من مخاطر انفصال العملات المستقرة عن سعرها المُثبت، بينما حددت أستراليا المتطلبات التنظيمية للعملات المستقرة في 29 أكتوبر.
هونغ كونغ والإمارات تتقدمان في بنية العملات الرقمية للبنوك المركزية
أصدرت الهيئة النقدية في هونغ كونغ تقرير المرحلة الثانية من برنامج e-HKD التجريبي في 28 أكتوبر، بعد تقييم 11 مشروعًا تجريبيًا شاركت فيها مؤسسات مالية كبرى مثل HSBC و Hang Seng Bank.
وأظهرت النتائج أن العملة الرقمية الهونغ كونغية مناسبة أكثر للتطبيقات المالية الكبيرة (البيع بالجملة) وليس للاستخدام الفوري من قبل الأفراد. وبرزت قدرات الواعدة للعملة في ثلاثة مجالات رئيسية:
- تسوية الأصول الرقمية
- المعاملات الآلية المبرمجة
- وظيفة الدفع دون اتصال بالإنترنت
وأكدت الهيئة أن العملة الرقمية e-HKD مناسبة للمعاملات كبيرة القيمة، ومن المقرر أن تكتمل الاستعدادات للتطبيقات الفردية المحتملة بحلول النصف الأول من 2026. وفي تطور مواز، أكدت الإمارات العربية المتحدة خططها لإطلاق الدرهم الرقمي للاستخدام الفردي في الربع الأخير من 2025.
اليابان وكوريا الجنوبية في عالم العملات المستقرة
شهدت اليابان إطلاق أول عملة مستقرة منظمة مرتبطة بالين (JPYC) في 27 أكتوبر، متوافقة مع قانون خدمات الدفع المعدل. وتم توزيع العملة على ثلاث شبكات بلوكشين:
- شبكة Polygon: حوالي 21.34 مليون ين
- شبكة Avalanche: حوالي 17.03 مليون ين
- شبكة Ethereum: حوالي 16 مليون ين
في المقابل، اتخذت كوريا الجنوبية موقفًا مختلفًا، حيث حذر البنك المركزي من مخاطر انفصال العملات المستقرة المرتبطة بالوون عن سعرها الثابت. وأوصى البنك بأن تقود البنوك التقليدية جهود إصدار العملات المستقرة لتوفير الضمانات الكافية، مع توقع دخول أولى هذه العملات المنظمة إلى السوق بين أواخر 2025 وأوائل 2026.
أستراليا توضح الإطار التنظيمي للعملات المستقرة
أصدرت هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC) توجيهات محدثة في 29 أكتوبر، صنفت بموجبها العملات المستقرة والرموز المميزة والمحافظ الرقمية كمنتجات مالية. ويتطلب من الشركات التي تقدم هذه المنتجات الحصول على تراخيص الخدمات المالية المحلية، مما يمنح المستهلكين الحماية القانونية الكاملة.
ومنحت الهيئة مهلة للقطاع حتى 30 يونيو 2026 للامتثال للقواعد الجديدة. وهذا التطور التنظيمي يضع أستراليا إلى جانب سنغافورة وهونغ كونغ في إنشاء إشراف شامل على الأصول الرقمية.
نماذج إقليمية مختلفة وآثارها على السوق
أظهرت استراتيجيات العملات الرقمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أولويات وطنية مختلفة. فبينما تركز هونغ كونغ على التطبيقات بالجملة، تتيح اليابان الابتكار في العملات المستقرة بقيادة السوق. وتحولت كوريا الجنوبية من العملة الرقمية للبنك المركزي إلى العملات المستقرة المدعومة من البنوك، بينما وفرت أستراليا الوضوح التنظيمي. وتستمر هذه التطورات في تشكيل مستقبل النظم المالية والدفع عبر الحدود في المنطقة.
الأسئلة الشائعة
ما هي الدول الرائدة في العملات الرقمية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ؟
هونغ كونغ واليابان وسنغافورة وأستراليا، حيث تتبع كل منها استراتيجيات مختلفة تشمل العملات الرقمية للبنوك المركزية والعملات المستقرة الخاصة.
ما الفرق بين العملة الرقمية للبنك المركزي والعملة المستقرة؟
العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) تصدرها الحكومة وهي عملة رسمية للدولة، بينما العملة المستقرة (Stablecoin) تصدرها شركات خاصة وترتبط قيمتها بعملة تقليدية مثل الدولار أو الين.
ما هو مستقبل العملات الرقمية في المنطقة؟
من المتوقع أن تشهد المنطقة مزيدًا من الوضوح التنظيمي وانتشارًا أوسع للعملات الرقمية، مع تركيز على تحسين كفاءة المدفوعات عبر الحدود وحماية المستهلكين.














