“باكستان تقفز بقوة إلى تعدين البيتكوين لاستغلال فائض الطاقة – اكتشف التفاصيل الآن!”

في إعلانٍ مثير خلال مؤتمر “BTC 2025” في لاس فيغاس، كشفت باكستان عن خطة طموحة لتخصيص 2000 ميغاواط من الكهرباء الفائضة لتشغيل عمليات تعدين البيتكوين ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تُعد تحولًا كبيرًا نحو التمويل الرقمي والابتكار التكنولوجي. تقود هذه المبادرة الاستراتيجية “المجلس الباكستاني للعملات الرقمية” (PCC) بدعم من وزير المالية محمد أورانجزيب والمستشار الخاص لرئيس الوزراء لتقنية البلوكشين والعملات الرقمية بلال بن ثاقب، ما يضع باكستان في مصاف الدول الرائدة في مجالي العملات الرقمية والصناعات التكنولوجية المتقدمة. تهدف البلاد من خلال الاستفادة من فائض الطاقة إلى تحويل عبء اقتصادي طويل الأمد إلى فرصة لتحقيق إيرادات، وسط تحديات محلية ودولية معقدة.

تحويل الفائض إلى فرصة

لطالما عانى قطاع الطاقة في باكستان من مفارقة غريبة: رغم الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية للكهرباء، تواجه البلاد ارتفاعًا في أسعار الكهرباء وعدم استغلال كامل القدرة الإنتاجية، خاصة في محطات الطاقة العاملة بالفحم التي تعمل بنسبة 15% فقط من طاقتها. يُقدّر هذا الفائض بأنه قادر على تشغيل مدينتين كبريتين، لكنه كان عبئًا ماليًا بسبب تراجع النشاط الصناعي وعدم كفاءة التوزيع. قرار الحكومة بتوجيه هذه الطاقة غير المستغلة نحو تعدين البيتكوين ومراكز الذكاء الاصطناعي يعد خطوة مدروسة لتحقيق عوائد مالية. وفقًا لتقديرات الباحث في تعدين البيتكوين دانيال باتن، فإن 2000 ميغاواط المخصصة يمكنها إنتاج ما يصل إلى 17,000 بيتكوين سنويًا، بقيمة تقارب 1.8 مليار دولار بالأسعار الحالية. لا تعد هذه المبادرة مصدرًا للعوائد الاقتصادية فحسب، بل تهدف أيضًا إلى استقرار شبكة الكهرباء باستغلال الطاقة الفائضة خلال فترات الانخفاض في الاستهلاك.

إطار تنظيمي جاذب للاستثمار

يأتي هذا الإعلان بعد أشهر فقط من تقنين باكستان للعملات الرقمية مطلع هذا العام، ما جذب اهتمام شركات التعدين العالمية وشركات البنية التحتية للبيانات. كما أن إنشاء “هيئة الأصول الرقمية الباكستانية” (PDAA) يؤكد التزام الحكومة بخلق بيئة منظمة وجاذبة للمستثمرين في القطاع الرقمي. تهدف الهيئة إلى حماية المستثمرين وتمكين المطورين وبناء إطار آمن لأنشطة البلوكشين، مستفيدةً من وجود ما يقدر بـ 15 إلى 20 مليون مستخدم للعملات الرقمية في باكستان، وإمكانات سوقية تصل إلى 25 مليار دولار. كما قدمت الحكومة حوافز ضريبية لمراكز الذكاء الاصطناعي وإعفاءات جمركية لمعدات تعدين البيتكوين، في خطوة استباقية لجذب الاستثمار الأجنبي.

احتياطي سيادي من البيتكوين

أكد ثاقب، الرئيس التنفيذي لـ PCC، أن المبادرة لا تتعلق بالمضاربة، بل ببناء “احتياطي سيادي” من البيتكوين كإشارة على التزام باكستان طويل الأجل بالتمويل اللامركزي (DeFi). وأعلن خلال المؤتمر عن إنشاء محفظة بيتكوين وطنية لتخزين الأصول الرقمية الموجودة تحت سيطرة الدولة، مستوحاة من الخطة الأمريكية الناشئة لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين. قال ثاقب: “سنحتفظ بهذه العملات ولن نبيعها أبدًا”، واصفًا الاحتياطي كحماية ضد التقلبات الاقتصادية وخطوة نحو التحول الرقمي.

انتقادات وتحديات

لكن الخطة واجهت انتقادات محلية ودولية. فصندوق النقد الدولي، الذي يجري مفاوضات مالية مع باكستان، أعرب عن قلقه بشأن تخصيص 2000 ميغاواط لتعدين البيتكوين رغم وجود نقص في الطاقة ببعض المناطق. كما تساءل منتقدون عن أولوية منح معدلات كهرباء مدعومة للمعدنين، وهي أقل بكثير من أسعار الكهرباء المدفوعة من قبل الأسر والصناعات، واصفين القرار بأنه “غامض وغير واضح”. كما أشار خبراء الاقتصاد إلى تقلبات سعر البيتكوين، محذرين من أن تحوله إلى احتياطي حكومي قد يحمل مخاطر كبيرة.

فرص جغرافية وتكنولوجية

حصلت البنية التحتية الرقمية في باكستان على دفعة قوية من مشروع “أفريكا-2” للكابلات البحرية، وهو كابل إنترنت بطول 45,000 كيلومتر يربط 33 دولة، ما يعزز جاذبية البلاد كمركز لمراكز البيانات. بموقعها الجغرافي الذي يربط آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، تتمتع باكستان بمزايا تنافسية أمام منافسين مثل الهند وسنغافورة، خاصة في مجال تكاليف الطاقة المستقرة والمنخفضة. كما أن الطلب العالمي المتزايد على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، الذي يفوق العرض المتاح، يمنح باكستان فرصة ذهبية للاستفادة من هذا السوق.

الانضمام للنادي العالمي

بهذه الخطوة، تنضم باكستان إلى قائمة متنامية من الدول التي تبنت تعدين البيتكوين القانوني لتعزيز اقتصاداتها، مثل كازاخستان واليابان وماليزيا وبوتان. باتباع خطى هذه الدول والاستفادة من التجربة الأمريكية، تراهن باكستان على الإمكانات التحويلية لتقنية البلوكشين والأصول الرقمية. لكن نجاح هذه المبادرة سيعتمد على قدرة الحكومة على معالجة التناقضات التنظيمية، وإدارة توزيع الطاقة بعدالة، وتخفيف مخاطر تقلبات البيتكوين.

أسئلة شائعة

• ما الهدف من تخصيص 2000 ميغاواط لتعدين البيتكوين ومراكز الذكاء الاصطناعي؟
  تهدف باكستان لتحويل فائض الطاقة إلى مصدر دخل عبر تعدين البيتكوين وتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، مع استقرار الشبكة الكهربائية.
• ما هي التحديات التي تواجه هذه الخطة؟
  تواجه الخطة انتقادات بسبب نقص الطاقة في بعض المناطق، وأسعار الكهرباء المدعومة للمعدنين، إضافة إلى مخاطر تقلبات سعر البيتكوين.
• كيف تستعد باكستان لجذب الاستثمار في القطاع الرقمي؟
  أنشأت هيئة تنظيمية للأصول الرقمية، وقدمت إعفاءات ضريبية وجمركية، كما تعمل على تحسين البنية التحتية الرقمية عبر مشاريع مثل كابل “أفريكا-2”.