تحليلات

“في 2025: الدولار الأمريكي يسجل أسوأ أداء منذ 1973.. ما التحديات التي تواجهه اليوم؟”

يشهد الدولار الأمريكي أسوأ بداية له منذ عام 1973، وفقًا لتحليلات الخبراء، حيث تراجعت قيمته مقابل العملات الورقية الأخرى مع انخفاض ثقة العالم في السياسات الأمريكية. فما التحديات التي يواجهها الدولار اليوم، وما العوامل المؤثرة في أدائه؟

أداء ضعيف

انخفض المؤشر المستخدم لقياس قيمة الدولار مقابل ست عملات رئيسية (الجنيه الإسترليني، الين الياباني، اليورو، الدولار الكندي، الكرونا السويدية، والفرنك السويسري) بنسبة 10.8% خلال النصف الأول من عام 2025، وهو انخفاض أكبر حتى مما شهده أثناء أزمة كوفيد-19. في عام 1973، انخفض هذا المؤشر بنسبة 15%. كما كان أداء النصف الأول من 2025 الأسوأ منذ عام 2009.

بينما تضعف توقعات خفض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأمريكي من قيمة الدولار، شهد اليورو نموًا بنسبة 13% بدلًا من الانخفاض المتوقع. كما زادت صناديق التقاعد والمستثمرون الكبار من استثماراتهم في الأصول الأوروبية، مما قلل الاعتماد على الدولار. ومع ذلك، فإن ضعف الدولار لا يعني بالضرورة فقدانه لوظيفته كعملة احتياطية عالمية.

"في 2025: الدولار الأمريكي يسجل أسوأ أداء منذ 1973.. ما التحديات التي تواجهه اليوم؟"

أسباب تراجع الدولار

كان أداء الدولار ضعيفًا في النصف الأول من عام 1973 بسبب انهيار نظام “بريتون وودز”، الذي عزز مكانة الدولار كعملة احتياطية رئيسية في الأربعينيات. في ذلك الوقت، فقد الدولار قيمته الثابتة بينما كانت الاقتصادات تحت وطأة النفقات العسكرية.

في عام 2025، لا تشارك أمريكا في صراع عسكري كبير، لكن الدولار يواجه تحديات قد تكون بنفس تأثير انهيار نظام “بريتون وودز”. ومن أبرز أسباب تراجعه:

  • الحرب التجارية التي أشعلها دونالد ترامب.
  • الزيادة المستمرة في الدين القومي الأمريكي، والذي قد يتفاقم إذا تم إقرار قانون “Big, Beautiful Bill”.

لم تؤثر السياسة الجمركية القاسية فحسب، بل أيضًا التقلبات غير المتوقعة في قرارات ترامب، مما أضعف ثقة المستثمرين الأجانب في الولايات المتحدة. كما أن تصرفاته غير المنتظمة في الحرب التجارية تدمر صورة أمريكا كدولة موثوقة.

يحذر ترامب نفسه من “الألم” الذي قد يواجهه الأمريكيون في طريقهم لمستقبل أفضل. وفي الآونة الأخيرة، ضغط ترامب على “جيروم باول” لخفض أسعار الفائدة، وهو إجراء قد يضعف الدولار أكثر، كما حدث في عام 1973. لكن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يؤكدون أنهم لن يخفضوا الأسعار قبل السيطرة على التضخم.

يبدو أن ترامب هو من يدعو إلى إضعاف الدولار، لكن ما هدفه؟ ارتفاع قيمة الدولار يجعل المنتجات الأمريكية باهظة الثمن، مما يعزز المنافسة من دول مثل الصين وألمانيا واليابان. وهذا يتعارض مع سياساته الحمائية التي تهدف إلى إعادة التصنيع إلى أمريكا.

مع ذلك، يرى الخبير الاقتصادي “كينيث روجوف” أن دور الدولار كعملة احتياطي ليس السبب الوحيد للعجز التجاري، وأن الحرب التجارية ليست الحل الأمثل، رغم أنها تجبر قادة الدول على التفاوض مع ترامب.

تزيد خطط ترامب لتعزيز الإنفاق مع خفض الضرائب عبر قانون “Big, Beautiful Bill” من عدم استقرار المستقبل الاقتصادي لأمريكا وعملتها. وتشير التقديرات إلى أن هذا القانون قد يضيف 2.4 تريليون دولار للدين القومي، الذي بلغ حاليًا 36.2 تريليون دولار.

هل تضعف العملات المشفرة الدولار الأمريكي؟

يرى متحمسو العملات المشفرة أن الدولار أصبح عملة ضعيفة وغير موثوقة، بينما يعتبرون البيتكوين ملاذًا آمنًا يزيد قيمته بشكل كبير كل خمس سنوات.

أصبح البيتكوين عملة احتياطية للعديد من الشركات والحكومات والمستثمرين الأفراد، كما أصبحت العملات المستقرة (المربوطة بالدولار وغيره) أساسية للشعوب غير المتعلمة مالياً والاقتصادات الخاضعة للعقوبات.

على سبيل المثال، تستخدم الشركات الروسية العملات المشفرة لتفادي العقوبات، بل إن بعضها يفضل الاستمرار في استخدامها حتى بعد رفع العقوبات. ورغم أن هذا التحول قد يبدو ضارًا بالدولار، إلا أن حجم التداول بالعملات المشفرة لا يزال محدودًا.

تحتفظ أمريكا بأكبر حصص من البيتكوين على مستوى الحكومات والشركات، كما أن لوائحها الصديقة للعملات المشفرة في 2025 تعزز ريادتها في هذا المجال. إذا انتشر البيتكوين عالميًا، فقد تصبح أمريكا أكبر حامل لعملتي احتياطي: الدولار والبيتكوين.

كما أن العملات المستقرة المربوطة بالدولار تعزز الثقة فيه وتزيد الطلب عليه، حيث تشتري الجهات المصدرة لها سندات الخزانة الأمريكية والأصول الأخرى. لذلك، لا يمكن القول إن العملات المشفرة تهدد الدولار، بل تعمل بطريقة غامضة قد تكون في صالحه.

الأسئلة الشائعة

ما أسباب تراجع الدولار الأمريكي في 2025؟

أبرز الأسباب هي الحرب التجارية التي بدأها ترامب وزيادة الدين القومي الأمريكي، بالإضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة.

هل يمكن أن تفقد العملات المشفرة ثقة الناس في الدولار؟

حاليًا، لا يزال تأثير العملات المشفرة محدودًا، بل إن بعض جوانبها مثل العملات المستقرة المربوطة بالدولار تعزز الطلب عليه.

ما مستقبل الدولار كعملة احتياطية عالمية؟

رغم التحديات، لا يزال الدولار يحتفظ بدوره الرئيسي، خاصة مع ريادة أمريكا في مجال العملات المشفرة مثل البيتكوين.

مغامر التشفير

مبتكر ومستكشف في مجال التشفير، يتميز بروح المغامرة في استكشاف الفرص الجديدة وتقديم تحليلات مبتكرة.
زر الذهاب إلى الأعلى