بعد عشر سنوات من محاولات عديدة لإطلاق صناديق البيتكوين الاستثمارية في الولايات المتحدة، شهد يناير 2024 حدثاً ضخماً ببدء تداول هذه الصناديق. وبعد ستة أشهر، وصلت صناديق الإيثيريوم الاستثمارية إلى الأسواق الأمريكية. واليوم، نحن أمام تاريخ جديد يستحق التسجيل مع بدء تداول الصندوق الاستثماري الجديد “بيتوايز سولانا ستايكينغ” (BSOL) في بورصة نيويورك.
لماذا يُعد إطلاق صندوق سولانا الاستثماري مهماً؟
يصف مات هوغان، الرئيس التنفيذي للاستثمار في بيتوايز، عملة سولانا بأنها “واحدة من الأصول الرقمية الكبرى، وهي تحتل مكانة مرموقة في عالم العملات المشفرة”. وأضاف: “لا نشهد العديد من عمليات الإطلاق مثل هذه، لذا فهذه لحظة مثيرة حقاً”.
تبلغ القيمة السوقية لسولانا حوالي 110 مليار دولار، مما يجعلها تحتل المرتبة السادسة بين العملات المشفرة، بعد كل من البيتكوين، الإيثيريوم، التيثر، XRP، و BNB.
كيف سبقت بيتوايز المنافسين إلى السوق؟
تمكنت بيتوايز من إطلاق صندوقها قبل المنافسين بسبب تقديمها لوثيقة التسجيل في 8 أكتوبر متضمنة اللغة التنظيمية المطلوبة. سمح ذلك للصندوق بالانطلاق بعد 20 يوماً فقط. وأوضح هوغان أن الشركة لم تنتظر بسبب عدم اليقين المحيط بإمكانية إغلاق الحكومة الأمريكية، فملفاتها كانت مكتملة وجاهزة وفقاً للقوانين المالية.
كيف سيعمل الصندوق الاستثماري لسولانا؟
تخطط بيتوايز لاستثمار 100% من حيازاتها من عملة SOL في عملية “ال staking” (التخزين للحصول على عوائد)، بهدف تحقيق عوائد تقدر بحوالي 7%. وسيعمل الصندوق على تلبية طلبات الاسترداد في غضون يومي عمل، مع الأخذ في الاعتبار الفترة اللازمة لإنهاء عملية التخزين.
ما مدى الطلب المتوقع على صناديق سولانا الاستثمارية؟
هنا يكمن التحدي الأكبر. يعترف هوغان أن العديد من المستثمرين المؤسسيين لا يزالون غير ملمين بعملة سولانا. حتى أن شركة بلاكروك، أكبر مدير أصول في العالم، قررت الانتظار وعدم السعي لإطلاق صندوق سولانا خاص بها في الوقت الحالي، لأن العديد من المؤسسات لا تزال بحاجة إلى فهم أعمق للبيتكوين والإيثيريوم أولاً.
بدلاً من ذلك، يركز اهتمام المستثمرين حالياً على نمو “الستابل كوين” (العملات المستقرة) و”التوحيد الرقمي” (تحويل الأصول الواقعية إلى أصول رقمية). هذه القطاعات تشهد إقبالاً كبيراً ولا يكاد يوجد متشائم حول مستقبلها.
في حين أن شبكة الإيثيريوم هي المسيطر الرئيسي على هذه السوق، فإن سولانا تحقق حصة متنامية ومهمة. وتصف كريستين سميث، رئيسة معهد سولانا للسياسات، هذه الشبكة بأنها “بنية مالية حاسمة لمستقبل الاقتصاد الرقمي”.
توقيت الإطلاق هو المفتاح
يعد التوقيت والسردية المحيطة عاملين حاسمين لنجاح أي صندوق استثماري. صندوق BSOL يصل إلى السوق في وقت أصبحت فيه قصة “الستابل كوين” و”التوحيد الرقمي” واضحة وقوية، وهو أمر لم تتمتع به صناديق الإيثيريوم عند إطلاقها في منتصف 2024.
ولهذا، يعتقد هوغان أن صندوق سولانا، مع الأخذ في الاعتبار حجم السوق الأصغر مقارنة بالبيتكوين، قد يكون “أنجح إطلاق لصندوق استثماري في تاريخ العملات المشفرة”.
ماذا عن المستقبل؟
بينما نركز على سولانا اليوم، من الجدير بالذكر أن صناديق استثمارية أخرى لعملات مثل هيديرا (HBAR) ولايتكوين (LTC) بدأت التداول أيضاً اليوم. يتوقع السوق المزيد من صناديق العملات المشفرة، لكن ذلك قد يحتاج إلى انتظار انتهاء أي إغلاق حكومي محتمل. ولا أحد يعرف بالضبط متى سيحدث ذلك.
الأسئلة الشائعة
ما هو الصندوق الاستثماري BSOL؟
هو صندوق استثماري جديد يتيح للمستثمرين شراء حصص في عملة سولانا الرقمية (SOL) من خلال البورصة التقليدية، دون الحاجة لامتلاك العملة مباشرة في محفظة رقمية.
كيف سيحقق الصندوق أرباحاً إضافية؟
سيقوم الصندوق باستثمار جميع عملات SOL التي يمتلكها في عملية “التخزين” (Staking) للحصول على عوائد إضافية تقدر بحوالي 7% سنوياً.
هل يعتبر هذا الصندوق آمناً مثل صناديق البيتكوين؟
جميع صناديق العملات المشفرة تحمل درجة من المخاطرة. سولانا هي عملة أحدث وأصغر حجماً من البيتكوين، مما يعني أن تقلبات سعرها قد تكون أكبر. ينبغي على المستثمرين فهم هذه المخاطر قبل الاستثمار.
