الرسوم البيانية ليوم الجمعة: صعود التفكير الصفري – اكتشف كيف يؤثر على الأسواق!

هذه مقتطفات من نشرة “ذا بريكداون”. لقراءة المزيد من الإصدارات، اشترك فيها.
الرأسمالية والتجارة العالمية
يُقال أحيانًا إن الرأسمالية هي الطريقة التي نعتني بها بأشخاص لا نعرفهم. أناس لا تعرفهم يزرعون الطعام الذي تأكله، ويبنون المنزل الذي تعيش فيه، ويصنعون الملابس التي ترتديها. بالنسبة للأمريكيين، يعيش الكثير من هؤلاء الأشخاص في فيتنام، رغم أننا لا نبدو ممتنين لهم كثيرًا. هذا الأسبوع، صرح رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، ستيفن ميران، بأن الصفقة التجارية الجديدة مع فيتنام “رائعة” لأنها “غير متوازنة تمامًا”.
هذه نظرة تشبه “ألعاب الجوع”، وأتمنى لو أستطيع إقناعه بالتخلي عنها. عزيزي السيد ميران: لا يجب أن تعاني فيتنام لكي يزدهر الأمريكيون! بل العكس تمامًا. الفكرة الأساسية للرأسمالية الحرة هي أن تبادل السلع والخدمات نشاط مربح للجميع.
تعلمنا هذا من آدم سميث، الذي أوضح أن كل تبادل طوعي يفيد الطرفين — وإلا لما حدث. كتب أن البشر لديهم “ميل فطري للمقايضة والتبادل”، وكلما زاد التبادل، زاد غنانا جميعًا. في المقابل، فرض صفقات تجارية “غير متوازنة” يجعل الطرفين أفقر.
الصفقة التي أشاد بها ميران غير متوازنة لدرجة أنها من طرف واحد؛ ففيتنام لم توافق عليها حتى، وفقًا لتقارير بلومبرج. كما فرض الرئيس صفقات مماثلة على اليابان والبرازيل هذا الأسبوع، في خطابات تعيد ممارسة القرن الثامن عشر لكتابة الأسماء العشوائية بحروف كبيرة: “ندعوكم للمشاركة في الاقتصاد الاستثنائي للولايات المتحدة، السوق رقم واحد في العالم بلا منازع.”
التجارة ليست لعبة صفرية
اشتكت الرسالة الموجهة لليابان من أن العلاقة بين البلدين “بعيدة عن التوازن” (مرة أخرى بالحروف الكبيرة!)، لأن الولايات المتحدة ترسل أموالًا لليابان أكثر مما تتلقى. لكن سميث كان سيوضح أن الهدف الأساسي من التجارة ليس “استيراد الذهب والفضة”، بل زيادة توفر السلع والخدمات للجميع. الحكم على العلاقات التجارية فقط من خلال تدفق الأموال يعني افتراض أن التجارة لعبة صفرية.
للأسف، يبدو أن هذه النظرة الشبيهة بـ”ألعاب الجوع” هي أحد المجالات القليلة التي يتفق عليها الحزبان. كتبت ستيفاني ستانتشيفا في “ذا إيكونوميست”: “التفكير الصفري لا ينتمي بوضوح إلى حزب معين وليس عقلية يسارية أو يمينية بحتة.” بل وجدت دراسة شاركت في تأليفها أن سكان المدن وحملة الدكتوراه والشباب هم الأكثر عرضة لاعتناق هذه النظرة.
حتى حملة الدكتوراه لم يعودوا يقرأون آدم سميث، على ما يبدو. لكن سوق الأسهم لا تبدو منزعجة من هذا الاتجاه المقلق. فقد ارتفعت بنحو 7% منذ بداية العام، وكأن شيئًا لم يحدث.
ماذا يخبرنا آدم سميث اليوم؟
لكنني متأكد من أن آدم سميث كان سيقول إنه إذا أصررنا على تحويل التجارة العالمية إلى منافسة، فسنخسر جميعًا. انتهت “ألعاب الجوع” بنهاية سعيدة، ولكن فقط لأنهم توقفوا عن اللعبة.
أبرز التطورات في الأسواق
- شيء ما يحدث: عادةً ما يكون سعر صرف اليورو مقابل الدولار دالة لفرق أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لكن هذين العاملين انفصلا منذ بداية الحرب التجارية، مما يشير إلى أن أسواق العملات (على عكس أسواق الأسهم) تعتقد أن التعريفات الجمركية مهمة.
- محاولة المتابعة: حسب خبراء في مختبر ييل للميزانية، فإن التعريفات المعلنة حتى اليوم تعادل معدلًا فعليًا قدره 16.3%. قد يتغير هذا الرقم غدًا، وربما يرتفع.
- تأثير التعريفات على الاقتصاد: يقدر المختبر أن الدخل السنوي المتاح للأسر الأمريكية سينخفض بمتوسط 2,480 دولار. كما تتوقع أن تخفض التعريفات الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8% بحلول عام 2026.
الأسئلة الشائعة
ما هي المشكلة في الصفقات التجارية غير المتوازنة؟
الصفقات غير المتوازنة تجعل الطرفين أفقر، لأنها تنتهك مبدأ المنفعة المتبادلة الذي تقوم عليه الرأسمالية الحرة.
كيف تؤثر التعريفات الجمركية على الاقتصاد؟
تقلل التعريفات الجمركية الناتج المحلي الإجمالي وتخفض القوة الشرائية للأسر، مما يبطئ النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
هل التجارة لعبة صفرية؟
لا، التجارة ليست لعبة صفرية. الهدف منها هو زيادة توفر السلع والخدمات، وليس مجرد تحقيق فائض في الميزان التجاري.














