ارتفعت القيمة السوقية للبيتكوين لتتجاوز تريليوني دولار، مما أعاد إشعال النقاش حول سيكولوجية السوق وعلم نفس المستثمرين. أشار “هنريك زيبرج”، كبير الاقتصاديين في “سويس بلوك”، إلى أن هذا الإنجاز ولّد حالة من التفاؤل الشديد داخل سوق العملات الرقمية.
تحذير من فقاعة تاريخية
ردّ زيبرج على هذه الموجة التفاؤلية بذكر مثال تاريخي صارخ: فقاعة بحر الجنوب عام 1720. هذه الحادثة، التي أفقدت العالم الشهير إسحاق نيوتن ثروته، تُعد تحذيراً قوياً. فهي تثبت أن سيكولوجية السوق وعلم نفس المتعاملين يمكن أن يتغلبا على أي أصل، بغض النظر عن حجمه.
كيف خسر إسحاق نيوتن ثروته؟
في عام 1720، كان إجمالي الناتج المحلي البريطاني بأكمله يتراوح بين 60 و70 مليون جنيه إسترليني فقط. لكن شركة بحر الجنوب وصلت إلى قيمة سوقية بلغت 150 مليون جنيه إسترليني، أي ما يقارب ضعف الناتج الاقتصادي للدولة بأكملها. وبعد فترة قصيرة، انفجرت الفقاعة وأفقدت المستثمرين أموالهم، بما فيهم السير إسحاق نيوتن. يشير المحللون إلى أن هذا الحدث هو دليل قاطع على أن سيكولوجية السوق، وليس الحجم، هي من يقود الفقاعات. وبتطبيق نفس المقياس (2x الناتج المحلي الإجمالي) على اليوم، فإن فقاعة مماثلة ستشير إلى قيمة سوقية تبلغ 7.5 تريليون دولار.
وأشار محللو “كوين إديشن” إلى أن التقييمات الضخمة يمكن أن تنهار أيضاً، ويحدث ذلك عندما يكون سبب ارتفاع السعر هو المشاعر والعواطف وليس الأساسيات القوية. كما أوضح الفريق كيف تميل الأسواق إلى تكرار الدورات العاطفية، بغض النظر عن التكنولوجيا.
لماذا يعتقد المتعصبون للبيتكوين أن الوضع مختلف اليوم
على الرغم من هذه التحذيرات التاريخية، فإن تبني البيتكوين على نطاق واسع من قبل المؤسسات الكبيرة خلق ما يشبه “وسادة أمان” لم تكن موجودة في الفقاعات السابقة. يرى المحللون أن هذا الانتشار الواسع بين الشركات والحكومات قد يخفف من حدة التقلبات، حتى لو حدثت تصحيحات في السعر.
كما لاحظ مراقب السوق المعروف باسم “GandalfCrypto” تشكلاً لنموذج فني على الرسم البياني للبيتكوين يُعرف بـ “رأس وكتفين مقلوب”، وهو نموذج يشير عادة إلى انعكاس محتمل للاتجاه نحو الصعود. ويقع خط العنق حول 115,000 – 116,000 دولار. إذا تمكن السعر من كسر هذا المستوى، فقد يستهدف 130,000 دولار. يبقى الحفاظ على الدعم بالقرب من 108,000 دولار أمراً ضرورياً لتأكيد هذا الهيكل.
الملاذ الآمن: الأصول الصلبة
في سياق متصل، حذّر المؤلف المالي الشهير روبرت كيوساكي من حدوث انهيار اقتصادي عالمي وشجع المستثمرين على اللجوء إلى ما يسمى “الأصول الصلبة”. وأكد أن الذهب، والفضة، والبيتكوين، والإيثيريوم توفر حماية من التضخم وانخفاض قيمة العملات التقليدية.
ورغم أن تصريحاته تخلو من جدول زمني محدد، إلا أنها لاقت صدى لدى المستثمرين القلقين من تزايد الديون العالمية. في المقابل، يرى النقاد أن تحذيراته المتكررة تزيد من حالة الخوف في الأسواق دون تقديم بيانات مؤكدة.
أسئلة شائعة
س: ما هي فقاعة بحر الجنوب التي تم ذكرها؟
ج: هي فقاعة اقتصادية حدثت عام 1720 في بريطانيا، حيث ارتفعت قيمة شركة بحر الجنوب إلى ضعف الناتج الاقتصادي للدولة ثم انهارت، مما تسبب في خسائر فادحة للمستثمرين.
س: هل يمكن أن ينخفض سعر البيتكوين رغم ارتفاع قيمته السوقية؟
ج: نعم، التاريخ يثبت أن أي أصل، بغض النظر عن حجمه، يمكن أن يشهد انهياراً إذا كان ارتفاع سعره مدفوعاً بالمشاعر والعواطف وليس بالأسباب والأساسيات القوية.
س: ما هي العوامل التي قد تجعل البيتتبوين مختلفاً اليوم؟
ج: العامل الرئيسي هو تبني البيتكوين على نطاق واسع من قبل المؤسسات الكبيرة والحكومات، مما قد يخلق “وسادة أمان” تقلل من حدة التقلبات مقارنة بالفقاعات التاريخية.
