في عالم التسويق، يعد التبسيط هو سر الرسالة المؤثرة. تخيل معي هذه القصة الشهيرة عن ستيف جوبز، مؤسس آبل.
قصة ورقة واحدة مقابل خمس أوراق
عندما أراد ستيف جوبز الإعلان عن جهاز iMac الجديد، طلب منه خبراء التسويق التركيز على ميزة واحدة فقط. لكن جوبز أصر على ذكر أربع أو خمس ميزات رئيسية. لشرح وجهة نظرهم، قام أحد المسؤولين بتجربة بسيطة: قام بتكوير ورقة واحدة ورمى بها إلى جوبز، الذي التقطها بسهولة. ثم قام برمى خمس كرات ورقية معًا، فلم يستطع جوبز التقاط أي منها.
الرسالة كانت واضحة: “الرسالة الواحدة يسهل تذكرها، أما الخمس رسائل فتشوش المستهلك”. ووافق جوبز في النهاية على إعلان بسيط ومركز.
إثيريوم: الكثير من الرسائل المتضاربة
نفس المشكلة تواجه عملة إثيريوم الرقمية. على مر السنين، سمع المستثمرون العديد من الأسباب للاستثمار فيها، مثل:
- الكمبيوتر العالمي
- النفط الرقمي
- سلسلة التطبيقات اللامركزية
لكن لم يثبت أي منها كرسالة واحدة قوية، لأنها جميعًا قدمت في نفس الوقت، مثل كرات الورق الخمس التي لم يُلتقط أي منها.
مؤخرًا، حاول مؤسس إثيريوم، فيتاليك بوتيرين، تقديم فكرة جديدة هي “الدي فاي منخفض المخاطر”، آملاً أن تجمع بين هدفين متناقضين: تحقيق أرباح للمستثمرين مع الحفاظ على لامركزية الشبكة.
يرى البعض، مثل ديفيد هوفمان، أن هذه الفكرة قد توحد الرسائل المتضاربة حول إثيريوم. بينلا يشكك آخرون، مثل ميرت ممتاز، في إمكانية تحقيق ذلك بسبب القيود التقنية للشبكة.
من يتحكم في رسالة إثيريوم للمستثمرين؟
المشكلة التسويقية تتعمق مع ظهور ما يسمى بـ “شركات خزينة الأصول الرقمية”. هذه الشركات تجمع كميات كبيرة من عملة إثيريوم وتحاول الترويج لها، لكن كل منها له رسالة مختلفة:
- جو لوبين، أحد مؤسسي إثيريوم، يروّج لها كأصل منتج للمال.
- توم لي، رئيس شركة BitMine، يضيف إلى الرسالة الاستثمار في العملات المستقرة والأصول الواقعية حتى الذكاء الاصطناعي.
هذا الخلط في الرسائل يجعل من الصعب على المستثمر العادي فهم القيمة الحقيقية لإثيريوم. والأكثر لفتًا للانتباه أن توم لي، الذي يشتهر بالترويج لكل شيء على شاشة التلفزيون، يجذب مستثمرين أكثر من جو لوبين نفسه! حيث تمتلك شركته BitMine كمية أكبر بكثير من عملة إثيريوم.
هل الحل في رسالة واحدة؟ نظرة على بيتكوين
النجاح الكبير لعملة بيتكوين يأتي من رسالتها البسيطة والواضحة: “الذهب الرقمي”. رغم أن بيتكوين لديها استخدامات أخرى مثيرة للاهتمام، مثل مقاومة الرقابة، إلا أن الرسالة التسويقية الواحدة هي التي جذبت انتباه المستثمرين حول العالم.
في النهاية، يهمس التاريخ لنا: “ورقة واحدة يسهل التقاطها”. ربما حان الوقت لأن تتبنى إثيريوم رسالة واحدة قوية ومفهومة لتسليط الضوء على قيمتها الحقيقية في سوق العملات الرقمية.
الأسئلة الشائعة
ما هي المشكلة التسويقية الرئيسية التي تواجه إثيريوم؟
المشكلة هي وجود رسائل استثمارية كثيرة ومتضاربة عنها، مثل “الكمبيوتر العالمي” أو “النفط الرقمي”، مما يشوش المستثمرين ولا يساعدهم على فهم قيمتها بوضوح.
ما هي “الدي فاي منخفض المخاطر” التي تحدث عنها فيتاليك؟
هي فكرة جديدة يطرحها مؤسس إثيريوم hoping أن تكون التطبيق الذي يحقق أرباحًا للمستثمرين مع الحفاظ على لامركزية الشبكة، بهدف توحيد الرسائل حول إثيريوم.
كيف تفوقت بيتكوين في التسويق على إثيريوم؟
ركزت بيتكوين على رسالة واحدة بسيطة وسهلة الفهم هي “الذهب الرقمي”، مما ساعد المستثمرين على تذكرها وتبنيها، على عكس تعدد الرسائل الخاصة بإثيريوم.
