بيتكوين

هل يقضي الاختراق الكمومي على البيتكوين؟ كبير التقنيين في آي بي إم يكشف الحقيقة

يثير التهديد المتصاعد للحوسبة الكمومية جدلاً واسعاً في عالم العملات الرقمية. هل يمكن لجهاز كمبيوتر كمي متطور أن يخترق تشفير البيتكوين ويستنزف المحافظ في المستقبل؟

تقدم آي بي إم في الحوسبة الكمومية

كشفت شركة آي بي إم مؤخراً عن خطة تطوير جديدة لعام 2025 تُظهر تقدماً ملموساً نحو نظام “ستارلينج” الكمي المقاوم للأخطاء. يمثل مشروع ستارلينج خطة الشركة لبناء حاسوب كمي متين بحلول عام 2029. على عكس الأجهزة التجريبية الحالية، صُمم ستارلينج لتشغيل خوارزميات قوية بموثوقية عالية ولمدة طويلة.

هذا التطور مهم للبيتكوين، لأن التشفير الذي يحمي المحافظ يمكن أن يُكسر في النهاية بواسطة جهاز كمي يمتلك عدداً كافياً من وحدات “الكيوبت” المستقرة. تظهر خطة آي بي إم تقدماً مطرداً، حيث ستظهر أنظمة تجريبية أصغر في الأعوام 2025 و2026 و2027 قبل إطلاق ستارلينج نفسه. وتركز كل خطوة على زيادة موثوقية وحدات الكيوبت وزيادة عددها.

هل يقضي الاختراق الكمومي على البيتكوين؟ كبير التقنيين في آي بي إم يكشف الحقيقة

التطور الرئيسي هو طريقة جديدة لتصحيح الأخطاء تسمى “qLDPC”. هذه الطريقة تتيح الحصول على عدد أكبر من “الكيوبت المنطقية” الفعالة من عدد أقل من الوحدات المادية. ببساطة، هذا يقلل من حجم الجهاز المطلوب لتشغيل خوارزميات خطيرة مثل خوارزمية “شور”، التي يمكنها كسر التوقيعات الرقمية للبيتكوين.

إذا حققت آي بي إم هدفها عام 2029، سوف يضيق الفارق بين النظرية والتطبيق في الهجمات الكمومية. هذا يعني أن العالم الرقمي قد يكون لديه وقت أقل مما هو متوقع للترقية إلى أنظمة آمنة كمومياً.

كسر تشفير البيتكوين ليس سهلاً

أوضح مايكل أوزبورن، المدير التقني لـ “آي بي إم كوانتوم سيف”، أن الاختراقات الحقيقية تعتمد على “الكيوبت المنطقية” الفعالة، وليس وحدات الكيوبت التجريبية الحالية. يعتمد البيتكوين على التشفير المنحني الإهليجي، والذي يمكن نظرياً كسره باستخدام خوارزمية شور.

وأشار أوزبورن إلى أن التقديرات لعدد وحدات الكيوبت المنطقية المطلوبة تختلف بناءً على الوقت الذي يرغب المهاجم بقضائه. حيث أشارت دراسة حديثة من جوجل إلى إمكانية كسر تشفير RSA-2048 باستخدام حوالي 1600 كيوبت منطقية على مدى أسبوع. بينما تطلبت تقديرات سابقة عدداً أكبر من الوحدات ولكن في يوم واحد فقط. وشدد أوزبورن على أن هذه المفاضلات تجعل من الصعب وضع جدول زمني واضح.

التهديدات تتجاوز المحافظ

لا تقتصر المخاطر الكمومية على مفاتيح المحافظ الخاصة. فقد حذر المدير التقني لآي بي إم من أن سلاسل الكتل تعتمد على أنظمة خارجية تحتاج أيضاً للحماية. فمصادر البيانات الموثوقة مثل خوادم الوقت و”الاوراكل” يمكن التلاعب بها إذا لم تكن آمنة كمومياً.

هذا يخلق فئتين من المخاطر: ما يمكن للمطورين التحكم به (مثل التوقيعات والمصادقة)، وما هو خارج سيطرتهم (مثل مصادر البيانات التي تعمل عليها التطبيقات). كلاهما يحتاج إلى الاهتمام.

متى يجب التحرك؟

متى يجب على سلاسل الكتل مثل البيتكوين والإيثيريوم الانتقال إلى تشفير ما بعد الكم؟ قارن أوزبورن الموقف بظاهرة “Y2K” أو مشكلة الألفية. حيث كانت تكلفة الانتظار هائلة، حتى في عالم رقمي كان أبسط بكثير. وقال: “كلما تأخرت أكثر، زادت التكلفة”.

بالنسبة لسلاسل الكتل، فإن الصعوبة أكبر لأن عملية التطوير تتطلب تنسيقاً بين ملايين المستخدمين والتطبيقات. قد تساعد الأساليب الهجينة، لكن أوزبورن حذر من أن هذا المصطلح قد يكون غامضاً. في كثير من الحالات، قد تحتاج الأنظمة إلى تشغيل بنيتين أساسيتين بالتوازي، لربط الأنظمة التقليدية بالأنظمة الآمنة كمومياً حتى اكتمال عملية الانتقال.

الإنذار المبكر

ما الذي يجب أن يراقبه صانعو السياسات والمطورون؟ يعتقد أوزبورن أن علامة التحذير لن تكون تقنية في البداية. وقال: “ستبدأ في رؤية حركات في السوق”. إذا فقد المستثمرون الثقة في الأنظمة غير الآمنة كمومياً، يمكن لرؤوس الأموال أن تتدفق بسرعة بعيداً.

بالنسبة لأوزبورن، الرسالة واضحة: يجب أن تبدأ التخطيط الآن. المستقبل الآمن للبيتكوين وسلاسل الكتل يعتمد على مدى سرعة أخذ التهديد الكمومي على محمل الجد.

الأسئلة الشائعة

  • هل يمكن للحواسيب الكمومية كسر البيتكوين قريباً؟
    لا على المدى القريب. الشركات مثل آي بي إم تستهدف بناء حواسيب كمومية قوية بحلول 2029، لكن كسر التشفير يحتاج إلى تطورات أكبر وأجهزة أكثر استقراراً.
  • ما هو الخطر الحقيقي من الحوسبة الكمومية على العملات الرقمية؟
    الخطر لا يقتصر على سرقة المحافظ، بل يمتد إلى التلاعب بالبيانات الخارجية التي تعتمد عليها سلاسل الكتل، مثل أنظمة “الاوراكل” وخوادم الوقت.
  • ماذا يمكن لمجتمع العملات الرقمية فعله؟
    يجب البدء في التخطيط للانتقال إلى تقنيات تشفير جديدة آمنة كمومياً. التأخير في هذا الانتقال سيزيد التكلفة والتعقيد، خاصة مع الحاجة لتنسيق التحديثات عبر شبكات لامركزية.

حكيم العملات

خبير استراتيجي في سوق العملات الرقمية، يشارك بانتظام نصائح واستراتيجيات مستنيرة للتداول والاستثمار الناجح.
زر الذهاب إلى الأعلى