هل انتهى حلم البيتكوين في الأرجنتين؟

تمر الأرجنتين، والرئيس خافيير ميليي، وحزبه “ليبرتاد أفانزا” بأشهر صعبة، حيث تعود البلاد مرة أخرى إلى مشاكلها المزمنة مع التضخم المدمر وتراجع سوق الأسهم.
بطل تحول إلى مدين كبير
تولى ميليي رئاسة الأرجنتين في عام 2023، وبدأ في تطبيق إجراءات تقشفية. في البداية، تم اعتباره بطلاً بعد أن نجح في خفض التضخم الشهري إلى 1.5% وتحقيق نمو اقتصادي.
لكن العلاقة بينه وبين الشعب بدأت تتوتر بعد أن اتخذ إجراءات طارئة لضمان عدم عودة الأرجنتين إلى كونها مثلاً يُضرب في سوء الإدارة الاقتصادية.
التحول كان صارخاً: من أكبر داعية للتقشف وخفض الدين العام في العالم، إلى أكبر مقترض. في أبريل، قبل ميليي قروضاً بمليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي. وفقاً للبيانات، أصبح دين الأرجنتين الآن أكبر من دين أوكرانيا والسلفادور والإكوادور وباكستان وكينيا وساحل العاج وأنغولا مجتمعة! كما أنه يطمع الآن في مساعدة مالية من الولايات المتحدة.
تحذيرات مسبقة ومستقبل مكلف
هذا التراجع الاقتصادي لم يكن مفاجئاً تماماً. فقد حذر وزير المالية السابق، مارتن جوزمان، من أن المضاربين يتسببون في هروب رؤوس الأموال ويزيدون الضغط على العملة المحلية (البيسو).
ويختتم مقاله بالقول: “مستقبل الأرجنتين واضح: في النهاية، سيتضح أن قرضاً جديداً من صندوق النقد الدولي لن يحل المشكلة الأساسية، خاصة إذا تم استخدامه again لتمويل هروب رؤوس الأموال. الضغط على سعر الصرف سيكون أكبر، وثمن ذلك سيدفعه شعب الأرجنتين وصندوق النقد نفسه.”
الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة
صرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، عبر “إكس” (تويتر سابقاً) أن “الأرجنتين حليف مهم للولايات المتحدة”، وأن بلاده “مستعدة للقيام بما يلزم لدعم الأرجنتين”.
وأضاف أن خيارات المساعدة تشمل:
- خطوط مقايضة عملة.
- شراء العملة مباشرة.
- شراء ديون حكومية مقومة بالدولار الأمريكي.
ما لم يحدده بيسنت هو الشروط التي ستفرض على الأرجنتين مقابل هذه القروض، أو ما الذي ستحصل عليه الولايات المتحدة في المقابل.
ميليي والعملات الرقمية: علاقة غير سعيدة
رغم أن صعود ميليي إلى السلطة صاحبه مدح متكرر للبيتكوين والعملات الرقمية، إلا أنه فشل إلى حد كبير في تحقيق أي تقدم في سياسات التعامل معها.
كما أنه كان متورطاً في الماضي في عملية احتيال تتعلق بالعملات الرقمية، ولا تزال تحقيقات مالية جارية بحقه.
من الجدير بالذكر أن البيتكوين ليس عملة قانونية في الأرجنتين، وقد منع البنك المركزي البنوك التجارية من تقديم خدمات شراء العملات الرقمية للعملاء. هذا رغم أن ميليي نفسه وصف البنك المركزي سابقاً بأنه “أحد أكبر اللصوص في تاريخ البشرية”.
بدلاً من مواجهة البنوك أو صندوق النقد الدولي أو حتى تنفيذ سياسات للعملات الرقمية، يبدو أن ميليي قد قرر المضاعفة في الاقتراض والإبقاء على البنك المركزي يعمل بشكل كامل. يبدو أن لا أحد يبقى على مبادئه الليبرالية أثناء الأزمة المالية.
أسئلة شائعة
س: ما هي التحديات الاقتصادية الرئيسية التي تواجهها الأرجنتين الآن؟
ج: تواجه الأرجنتين تضخماً مرتفعاً جداً وتراجعاً في سوق الأسهم، بالإضافة إلى تراكم ديون ضخمة جديدة خاصة بعد اقتراضها مليارات من صندوق النقد الدولي.
س: كيف كانت علاقة الرئيس ميليي بالعملات الرقمية مثل البيتكوين؟
ج: على الرغم من أنه أشاد بالبيتكوين في الماضي، إلا أنه لم يتخذ إجراءات عملية لتبنيها، وتبقى غير قانونية في الأرجنتين مع قيود صارمة على شرائها عبر البنوك.
س: هل تساعد الولايات المتحدة الأرجنتين؟
ج: نعم، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لدعم الأرجنتين بطرق مختلفة مثل خطوط المقايضة وشراء الديون، لكن الشروط الكاملة لهذه المساعدة غير واضحة بعد.














