ما الذي أصبح عليه البيتكوين بعد 17 عاماً من نشر ساتوشي ناكاموتو للورقة البيضاء؟

تمر اليوم 17 سنة منذ أن نشر ساتوشي ناكاموتو الورقة البيضاء للبيتكوين في قائمة بريدية للمهتمين بالتشفير عام 2008. في ذلك الوقت، لم تكن البيتكوين سوى مجرد فكرة تقنية جديدة متخصصة، كانت أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الأفكار التي قدمها مجتمع “سايفر بانك” في تسعينيات القرن الماضي.
رحلة البيتكوين من فكرة بسيطة إلى ظاهرة عالمية
شهدت البيتكوين تحولات هائلة منذ ذلك اليوم قبل 17 عاماً. انتقلت من كونها مجرد فكرة رقمية غريبة بين هواة الإنترنت، إلى شبكة لامركزية استخدمت في أسواق غير قانونية، ثم إلى استثمار مضاربي للمستثمرين الأفراد، وأخيراً إلى فئة أصول جديدة مفضلة لـ “وول ستريت” والحكومات حول العالم. لقد شهدنا جميعاً مقاعد في الصف الأمامي لأول ثورة تكنولوجية عالمية منذ ظهور الإنترنت، وكانت رحلة مليئة بالأحداث.
الغرض الحقيقي للنظام هو ما يفعله فعلياً
في هذه الذكرى، من المهم التطرق إلى مفهوم مهم: “الغرض من النظام هو ما يفعله فعلياً”. الفكرة الأساسية هي أنه عندما يكون لديك نظام معقد، لا فائدة من محاولة تعريفه بناءً على ما تريده أنت أن يفعل؛ ما يهم حقاً هو ما تفعله أجزاء هذا النظام في الواقع. هذا هو كل ما يهم في النهاية.
وجدنا أنفسنا مرة أخرى في فترة حيث يعود الناس إلى الورقة البيضاء وكأنها وثيقة تأسيسية أو تعريف أو مخطط. الورقة البيضاء ليست أيًا من هذه الأشياء. إنها ببساطة شرح عام ومجرد لـ “سلسلة الكتل” القائمة على “إثبات العمل” المستخدمة لإنشاء عملة رقمية. إنها تشبه فكرة عربة ذات عجلات، مقابل المخطط الفعلي للعربة (الكود المصدري).
لماذا لا يجب أن نتمسك بالورقة البيضاء فقط؟
يميل المتحمسون للبيتكوين بين الحين والآخر إلى التركيز على الورقة البيضاء بهذه الطريقة، ويستخدمونها كتبرير لمعارضة بعض حالات الاستخدام أو أفكار تحسين البيتكوين التي لا يتفقون معها. ربما نتجاوز هذا الأمر يوماً ما، وربما لا، لكنه موقف غير صحي تجاه تقنية مؤثرة مثل البيتكوين.
لم يردد الناس كتابات وخطب ألكسندر جراهام بيل عندما تم اختراع “المودم” الرقمي للسماح لأوائل خيوط الإنترنت بالاتصال بين الأجهزة ونقل الإشارات الرقمية. لقد احتضنوها كابتكار تكنولوجي قيم، وفي عالم اليوم انقلب هذا الوضع رأساً على عقب. معظم الإشارات الهاتفية تنقل الآن عبر وسائط اتصال مصممة خصيصاً للاتصالات الرقمية.
لقد استُخدمت شبكات الهاتف لبدء تشغيل الوسيط الرقمي للإنترنت الحديث، وهو أمر لم يكن ألكسندر جراهام بيل ليخطر بباله إلا بصورة بسيطة جداً، مما أعاد تشكيل العالم بأسره بطرق كان من المستحيل على أبناء جيله تخيلها.
البيتكوين ملك لنا جميعاً الآن
ساتوشي لم يمنحنا وثيقة تأسيسية يجب أن نقيد أنفسنا بها عندما نشر الورقة البيضاء، بل أعطانا وصفاً عاماً للبرنامج الذي تبعه. هذه هي الهدية الحقيقية التي قدمها لنا: البرنامج. وقد أعطاه لنا بحرية كاملة، ومفتوح المصدر، لنفعل به ما نقرره.
قال ساتوشي ناكاموتو في عام 2010: “مستخدمو BitDNS قد يكونون متحررين تماماً في إضافة أي ميزات للبيانات الكبيرة نظراً لأن عدد مسجلي النطاقات المطلوب قليل نسبياً، بينما قد يصبح مستخدمو البيتكوين متسلطين بشكل متزايد للحد من حجم السلسلة لتسهيل استخدامها من قبل الكثير من المستخدمين والأجهزة الصغيرة.”
يُستشهد بهذا الاقتباس دائماً في سياق حد حجم الكتلة في البيتكوين، أو تمكين وظائف متعددة لها، ولكن ما يبرز لي دائماً هو عبارة “قد يصبح المستخدمون”. في النهاية، وقبل اختفائه، من الواضح أن ساتوشي كان يحترم بشكل صريح رغبات المستخدمين، حتى في سياق قرار حاسم وأساسي مثل حد حجم الكتلة.
البيتكوين لم تعد ملك ساتوشي بعد الآن، إنها ملكنا. وبشكل جماعي، من خلال كيفية استخدامنا لبيتكويننا فعلياً، نحن من يقرر ما هو الغرض من هذا النظام. من المهم أن نتذكر ذلك.
الأسئلة الشائعة
س: ما هي الورقة البيضاء للبيتكوين؟
ج: الورقة البيضاء للبيتكوين هي مستند تقني عام نشرها ساتوشي ناكاموتو في 2008، تشرح فكرة عملة رقمية تعمل بنظام “إثبات العمل”. إنها مثل الفكرة العامة وليست مخططاً تفصيلياً نهائياً.
س: كيف تطورت البيتكوين منذ بدايتها؟
ج: تطورت البيتكوين من مجرد فكرة رقمية غريبة إلى شبكة لامركزية، ثم إلى استثمار للمضاربة، وأخيراً إلى فئة أصول معترف بها من قبل المؤسسات الكبيرة والحكومات حول العالم.
س: من يقرر مستقبل البيتكوين الآن؟
ج: البيتكوين ملك لمجتمعها الآن. مستقبلها وتطويرها يقررهما المستخدمون والمطورون بشكل جماعي من خلال كيفية استخدامهم لها ودعمهم للتغييرات التي يرونها مناسبة.














