في تسعة أيام فقط، من 24 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2025، شهد سوق البيتكوين تحولاً تاريخياً. حيث أطلقت “جي بي مورجان” منتجات استثمارية مرتبطة بصندوق “بلاكروك” للبيتكوين، ورفعت “ناسداك” حدود تداول الخيارات، ورفعت “فانجارد” الحظر عن صناديق البيتكوين. هذه الخطوات الثلاث رسمت معاً مستقبلاً جديداً: أصبح البيتكوين الآن جزءاً من النظام المالي التقليدي.
التحول الكبير: البنوك الكبرى تفتح أبواب البيتكوين
لطافقت المؤسسات المالية الكبرى البيتكوين عن بعد. ولكن الموافقة على صناديق البيتكوين ETF في 2024 فتحت الباب. يقول المحلل شاناكا أنسلم بيريرا إن ما حدث في نوفمبر 2025 كان تغييراً جذرياً في طريقة وصول رأس المال المؤسسي إلى العملات الرقمية.
بدأت الموجة عندما قدمت “جي بي مورجان” منتجات استثمارية معززة للعوائد مرتبطة بصندوق بيتكوين “بلاكروك”. بعدها بيومين، رفعت “ناسداك” حدود تداول الخيارات على الصندوق أربعة أضعاف، مما سمح للمؤسسات بإدارة المخاطر بسهولة أكبر. ثم جاءت الخطوة الحاسمة من “فانجارد”، ثاني أكبر مدير أصول في العالم، برفع الحظر عن صناديق البيتكوين لعملائها.
هروب المستثمرين الأفراد ومجيء المؤسسات
في نفس الوقت الذي كانت فيه هذه التطورات الإيجابية تحدث، كان العديد من المستثمرين الأفراد يبيعون استثماراتهم في البيتكوين خوفاً من انخفاض السعر. ولكن المؤسسات المالية كانت تشتري بقوة. حتى أن بنك أمريكا سمح لآلاف المستشارين الماليين بتقديم البيتكوين كخيار استثماري لعملائهم الأثرياء بدءاً من 2026.
أصبحت التوصية الموحدة بين البنوك الكبرى هي تخصيص نسبة صغيرة (1% إلى 4%) من المحفظة الاستثمارية للبيتكوين، معتبرة إياه استثماراً مشابهاً للأسهم التكنولوجية الكبرى من حيث المخاطرة. هذا التنسيق في الرسالة بين مؤسسات منافسة يظهر مدى جدية التعامل مع البيتكوين الآن.
مستقبل ملكية البيتكوين: النظام بدلاً من الخروج عنه
النتيجة النهائية لهذه الحركات التسعة أيام هي أن البيتكوين تحول إلى فئة أصول تقليدية تكسب البنوك من خلالها رسوماً. المنتجات الجديدة مثل الخيارات والصناديق المعززة تجلب إيرادات متكررة. حتى القواعد التنظيمية الجديدة تشجع المؤسسات على الدخول.
المفارقة هي أن البيتكوين، الذي صُمم في الأصل ليكون خارج النظام المالي، أصبح الآن جزءاً من بنيته الأساسية. السعر يتحدد أكثر من خلال المنتجات المالية المعقدة وليس الشراء المباشر. لقد تم استيعاب البيتكوين بالكامل من قبل المؤسسات التي كان يسعى لتحديها.
الأسئلة الشائعة
ماذا حدث للبيتكوين في نهاية 2025؟
- خلال تسعة أيام، أطلقت بنوك كبرى مثل جي بي مورجان وفانجارد وناسداك منتجات وخدمات جديدة للبيتكوين، مما جعله جزءاً رسمياً من النظام المالي العالمي.
كيف أثر هذا على المستثمرين الأفراد؟
- بينما كان بعض المستثمرين الأفراد يبيعون خوفاً، كانت المؤسسات المالية الكبرة تشتري وتفتح الطرق لعملائها للاستثمار في البيتكوين بطرق منظمة وآمنة.
ما معنى استيعاب البيتكوين من قبل المؤسسات؟
- يعني أن البيتكوين لم يعد استثماراً هامشياً، بل أصبح فئة أصول معترفاً بها، مع منتجات مالية معقدة (مثل الخيارات والصناديق المعززة) تديرها البنوك الكبرى وتكسب منها رسوماً، تماماً مثل الأسهم والسندات.
