يطرح تحليل حديث فكرة طموحة حول عملة البيتكوين، وهي قدرتها على امتصاص رؤوس الأموال العالمية، لكن هذا الحلم يصطدم بتحدٍ تقني كبير. فلن تصل البيتكوين إلى هذه الإمكانات الهائلة ما لم يتم تطوير آليات تسمح بتحريك رأس المال واستخدامه مباشرة على شبكتها.
لماذا لا تستطيع البيتكوين امتلاك ثروة العالم بين ليلة وضحاها؟
يقدم المحلل “بريتيش هودل” نظرية قوية حول دور البيتكوين، مؤكداً أن تأثيرها يتجاوز سعرها السوقي ليغير طريقة توزيع رأس المال عالمياً. ويشير إلى أن امتصاص البيتكوين لرأس المال العالمي مشروط؛ فهي لن تستحوذ على كل التدفقات النقدية ما لم يتم توجيه هذه الأموال إلى شبكتها الأساسية.
ومع انتشار فهم البيتكوين على نطاق أوسع، سيصبح رأس المال حساساً للغاية، ولن تنجح في جذبه سوى الاستثمارات عالية الجودة. هذه ليست ظاهرة جديدة، بل هي اتجاه طويل الأمد تجلى في هيمنة مجموعة صغيرة من الأسهم القوية في الأسواق التقليدية.
تعمل البيتكوين على تكثيف هذا الاتجاه لأنها تقدم معياراً سهلاً وشفافاً للعوائد الخالية من المخاطر العالية. ومع ارتفاع معدل العائد المطلوب، لم يعد المستثمرون راضين عن الأرباح الضئيلة من الأصول ذات الجودة المنخفضة.
ستكون النتيجة تنظيفاً شاملاً للسوق وظهور ابتكارات مركزة تخلق قيمة حقيقية، حيث ستضطر الشركات لتقديم أداء استثنائي لكسب رأس المال. في المقابل، ستختفي الشركات الضعيفة بسرعة كبيرة مع تزايد فهم المستثمرين للقيمة الفعلية التي تقدمها البيتكوين. ويؤكد “بريتيش هودل” أنه في عصر تهيمن فيه البيتكوين، يجب على أي استثمار أن يتفوق عليها من حيث العائد والمخاطر معاً لكي ينجح.
النظرة المتزايدة للبيتكوين كنقود بديلة
يتبنى الملياردير والمستثمر راي داليو، مؤسع شركة بريدج ووتر أسوشيتس، نظرة متوازنة ولكن متشككة تجاه البيتكوين. فهو يعترف بتأثيرها المتزايد، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى عيوب أساسية تمنع تبنيها من قبل الدول.
يبدأ داليو بالقول إنه رغم عدم تمكنه من تحديد فعالية البيتكوين كنقود بدقة، إلا أن اعتبارها كذلك من قبل الكثيرين هو أمر يستحق الاهتمام. ويوضح أن فائدة أي عملة تكمن في كونها وسيطاً للتبادل ومخزناً للقيمة، مع التأكيد على أن الخاصية الثانية هي الأهم.
ورغم التكنولوجيا الثورية للبيتكوين، فإن داليو يشك بشدة في أن أي بنك مركزي سيعتمدها كعملة احتياطية. لأن جميع المعاملات علنية ولا يوجد خصوصية، وهو أمر غير مقبول للكيانات السيادية التي تدير عمليات مالية ضخمة. كما أن هناك خطراً مستقبلياً يتمثل في إمكانية اختراق الشيفرة البرمجية أو تقييد فعاليتها عبر سيطرة الحكومات. ويؤكد الخبير أنه يمتلك بعض البيتكوين في محفظته الاستثمارية، لكن ليس بمقدار كبير.
الأسئلة الشائعة
- هل تستطيع البيتكوين امتلاك كل ثروة العالم؟
لا، ليس في الوقت الحالي. يحتاج ذلك إلى تطوير آليات تسمح بتحريك رأس المال واستخدامه مباشرة على شبكة البيتكوين. - كيف ستغير البيتكوين طريقة الاستثمار؟
ستجعل رأس المال أكثر حكمة، بحيث يتجه فقط نحو الاستثمارات عالية الجودة والشفافة، مما سينظف الأسواق ويدفع الشركات للإبداع. - هل تعتبر البيتكوين نقوداً بديلة؟
يعتبرها الكثيرون كذلك، لكن عيوباً مثل انعدام الخصوصية تجعل من غير المرجح أن تعتمدها الدول رسمياً كعملة احتياطية.
