الورقة البيضاء للبيتكوين: 17 عاماً من التمرد السايفر بانك إلى تبني وول ستريت

مرت أمس سبعة عشر عاماً على نشر الوثيقة التي أسست لعملة البيتكوين، وهي ورقة عمل بعنوان “نظام النقد الإلكتروني من نظير إلى نظير”.
بداية ثورة مالية
تم نشر هذه الوثيقة المكونة من تسع صفحات في 31 أكتوبر 2008، في خضم الأزمة المالية العالمية. وضعت الوثيقة حجر الأساس لأول عملة رقمية مشفرة في العالم. لقد قدمت رؤية لنظام مالي لا مركزي، يعتمد على البراهين التشفيرية بدلاً من الثقة في الوساطة المالية التقليدية. كان هدفها الرئيسي حل مشكلة الإنفاق المزدوج والسماح بإجراء المعاملات المالية عبر الإنترنت دون الحاجة إلى البنوك.
من الشك إلى الدعم الكبير
بعد سبعة عشر عاماً، تجاوز تأثير البيتكوين بكثير منتديات التشفير التي بدأ فيها. يشهد الذكرى السابعة عشرة نجاحاً غير مسبوق للصناديق المتداولة في البورصة الأمريكية (ETFs) الخاصة بالبيتكوين، حيث تجاوز إجمالي الأصول المدارة 150 مليار دولار.
وليس وول ستريت فقط من قبل بالبيتكوين، بل وصلت إلى أعلى المستويات في الحكومة الأمريكية، بما في ذلك البيت الأبيض. كما تحول أبرز المنتقدين السابقين إلى داعمين أقوياء:
- دونالد ترامب: كان يصف البيتكوين سابقاً بأنها “احتيال على الدولار”، لكنه الآن يحث مؤيديه على “عدم بيع البيتكوين أبداً”.
- لاري فينك: الرئيس التنفيذي لشركة BlackRock، الذي كان يعتبر البيتكوين “أداة لغسيل الأموال”، أصبح الآن من أبرز المدافعين عنها ويشيد بصندوق البيتكوين الناجح الذي تقدمه شركته.
- مايكل سايلور: تحول من المشككين إلى أحد أكثر الدعاة إصراراً على شراء والاحتفاظ بالبيتكوين.
بينما لا يزال جيمي دايمون، رئيس بنك JPMorgan، من أبرز المشككين، إلا أن بنكه قد دخل هو الآخر هذا المجال بشكل عملي.
تحديات على الطريق
مع هذا القبول الكبير، يواجه البيتكوين عدة تحديات:
- الرسوم المنخفضة: انخفضت رسوم المعاملات إلى أدنى مستوى منذ 2010، مما يثير قلقاً حول استمرارية تشغيل الشبكة على المدى الطويل.
- تغيير الهدف: تحولت البيتكوين من كونها نظام دفع إلكتروني إلى أن يصبح التركيز عليها كـ”مخزن للقيمة”، حيث يشجع الكثيرون على الاحتفاظ بها وعدم بيعها.
- الجدال الداخلي: هناك خلاف بين المطورين حول ما إذا كان يجب على الشبكة السماح بتخزين بيانات غير مالية مثل “الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)” أو حظرها.
- تحدي الكمبيوتر الكمي: لا تزال التكنولوجيا المستقبلية مثل الحواسيب الكمية تمثل تهديداً محتملاً لأمن شبكة البيتكوين، دون وجود حل نهائي حتى الآن.
يقول الخبراء إن تحول البيتكوين من نقد إلكتروني إلى مخزن للقيمة أصبح واضحاً، لكن مستقبلها الطويل لا يزال مرتبطاً بقدرتها على أن تكون وسيطاً للتبادل بالإضافة إلى إيجاد حلول للتحديات التكنولوجية مثل التهديد الكمي.
الأسئلة الشائعة
ما هي ورقة عمل البيتكوين؟
هي وثيقة تقنية من 9 صفحات نشرت في 2008، وشرحت فكرة إنشاء أول عملة رقمية لامركزية في العالم تسمح بإجراء المدفوعات عبر الإنترنت دون الحاجة إلى البنوك.
كيف تغيرت نظرة العالم للبيتكوين؟
تحولت البيتكوين من فكرة مشكوك فيها إلى أصل مالي معترف به من قبل كبرى الشركات والحكومات. حتى أشد المنتقدين سابقاً أصبحوا الآن من أكبر الداعمين لها.
ما هي أهم التحديات التي تواجه البيتكوين الآن؟
أهم التحديات تشمل: انخفاض رسوم المعاملات الذي قد يؤثر على أمن الشبكة، الجدال حول استخدامها كوسيط دفع أو مخزن للقيمة، والتهديدات التكنولوجية المستقبلية مثل الحواسيب الكمية.














