في الآونة الأخيرة، لاحظت تزايد اتجاه الشركات لإضافة البيتكوين إلى خزائنها المالية. هذا التحول يفتح أمامنا خيارين استثماريين رئيسيين: شراء البيتكوين مباشرةً أو الاستثمار في الشركات التي تمتلك كميات كبيرة منه.
الاستثمار في البيتكوين مقابل أسهم الشركات الحافظة للبيتكوين
لنبدأ بالأساسيات. شراء البيتكوين مباشرةً يعني أنك تمتلك الأصل بنفسك. أنت تتحكم فيه، وتستفيد مباشرةً من تحركات الأسعار، ولا تتأثر بقرارات أي شركة خارجية. إنها طريقة بسيطة وسهلة الإدارة.
أما أسهم الشركات الحافظة للبيتكوين فهي أسهم في شركات تدرج البيتكوين كجزء من استراتيجيتها. شركة “استراتيجي” (المعروفة سابقًا باسم مايكروستراتيجي) خير مثال على ذلك. الاستثمار في هذه الشركات يعطيك تعرضًا للبيتكوين لكن برافعة مالية إضافية. هذه الرافعة قد تعزز الأرباح في الأسواق الصاعدة، لكنها تزيد أيضًا من المخاطر مثل أداء الشركة، قرارات الإدارة، وتقلبات السوق.
لماذا تقوم الشركات بتخزين البيتكوين؟
هذا يقودنا إلى السؤال: لماذا تفعل الكثير من الشركات ذلك؟
تختلف الأسباب. بعض الشركات ترى البيتكوين كتحوط ضد التضخم، بينما تعتبره أخرى وسيلة استراتيجية لتنويع خزينتها. بالنسبة لشركات مثل “ماراثون ديجيتال” أو “كلينسبارك”، التي تركز على العملات الرقمية، فإن امتلاك البيتكوين هو جزء أساسي من أعمالها. بينما تقوم شركات أخرى بذلك لجذب مستثمري العملات المشفرة أو لتعزيز قيمة المساهمين.
شركة “استراتيجي” حالة فريدة. فقد ذهبت كليةً في هذا الاتجاه، حيث اشترت كميات ضخمة من البيتكوين باستخدام أموال تم جمعها خصيصًا لهذا الغرض. وأصبحت أول شركة عامة تشتتر أكثر من 250 مليون دولار من البيتكوين، والذي أصبح الآن جزءًا أساسيًا من هويتها.
الأداء الفعلي: البيتكوين مقابل أسهم الشركات الحافظة له
الأرقام هنا كانت ملفتة للنظر.
حتى 17 مايو 2025، كان سعر البيتكوين يتداول عند حوالي 103,482 دولارًا — بزيادة سنوية تقارب 57.65%.
بالمقابل، سهم “استراتيجي” (MSTR سابقًا) كان يتداول عند 399.80 دولارًا، محققًا ارتفاعًا بنسبة 152% خلال نفس الفترة. ومنذ اعتماد معيار البيتكوين في 10 أغسطس 2020، حققت “استراتيجي” عائدًا يتجاوز 3,358%، مقارنةً بـ 1,028% للبيتكوين في نفس الفترة.
من الواضح أن أسهم الشركات الحافظة للبيتكوين يمكنها التفوق على البيتكوين في الأسواق الصاعدة — لكن هذا يأتي مع تقلبات أعلى بكثير.
لكن ما هي المخاطر؟
هنا نصل إلى الجانب السلبي — لأن المخاطر ليست صغيرة.
الرافعة المالية سيف ذو حدين. عندما ينخفض البيتكوين، قد تنخفض هذه الأسهم بشكل أقسى. كما أنك لا تملك السيطرة؛ فالشركة قد تقرر بيع حصتها من البيتكوين أو تغيير استراتيجيتها في أي وقت، مما يؤثر مباشرةً على استثمارك.
العديد من هذه الشركات تعتمد بشكل كبير على نجاح البيتكوين للبقاء. على سبيل المثال، انخفض نشاط “استراتيجي” الأساسي في مجال البرمجيات بنسبة 12% خلال العقد الماضي. إذا انهار سعر البيتكوين، فقد تواجه هذه الشركات ضغوطًا مالية كبيرة، أو حتى إفلاسًا في أسوأ الحالات.
هناك أيضًا مشكلة تقلبات الأرباح. الشركات العامة مطالبة بالإفصاح عن حيازاتها من العملات المشفرة كل ربع سنة، مما قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأرباح المعلنة. أضف إلى ذلك مخاطر الأمان — مثل اختراق “بايبيت” بقيمة 1.5 مليار دولار في 2025 — ومن الواضح أن هذا الخيار ليس خاليًا من المخاطر.
مقارنة مباشرة
إذًا، بينما تمتلك أسهم الشركات الحافظة للبيتكوين إمكانية تحقيق عوائد مضاعفة، فإنها تحمل مخاطر أعلى بكثير من امتلاك البيتكوين نفسه.
الخلاصة
بناءً على كل ما بحثته، إليك النتيجة.
إذا كنت تبحث عن البساطة والتحكم المباشر وطريقة واضحة للاستفادة من النمو طويل الأجل للبيتكوين، فإن شراء البيتكوين مباشرةً أو عبر صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) هو الخيار الأفضل. ستتجنب مخاطر الأعمال، تغييرات الإدارة، والتعقيدات المالية.
أما إذا كنت مستثمرًا عالي المخاطرة، تبحث عن عوائد أكبر — وواثقًا من استراتيجية الشركة وقادتها — فقد تحقق لك أسهم الشركات الحافظة للبيتكوين مكاسب كبيرة.
في النهاية، يعتمد الأمر على مدى تحملك للمخاطر وأهدافك الاستثمارية. اختر الخيار الذي يتوافق مع مستوى المخاطرة الذي ترتاح له.
الأسئلة الشائعة
- ما الفرق بين شراء البيتكوين مباشرةً والاستثمار في أسهم الشركات الحافظة له؟
شراء البيتكوين يعني امتلاك الأصل مباشرةً، بينما الاستثمار في أسهم الشركات الحافظة له يعني التعرض لسعر البيتكوين مع رافعة مالية إضافية ومخاطر مرتبطة بأداء الشركة. - لماذا تشتري الشركات البيتكوين؟
بعضها يستخدمه كتحوط ضد التضخم، والبعض الآخر لتنويع الخزينة أو كجزء من استراتيجية أعمالها، مثل شركات التعدين الرقمي. - هل أسهم الشركات الحافظة للبيتكوين أكثر ربحية من البيتكوين نفسه؟
نعم، في بعض الأحيان، خاصة في الأسواق الصاعدة، لكنها تأتي مع تقلبات ومخاطر أعلى بكثير.
