سلاسل الكتل المؤسسية للمدفوعات تكتسب شعبية: لكن هل ستصمد طويلاً؟

تتسارع وتيرة تبني الشركات الكبرى مثل “جي بي مورجان” و”سيركل” و”سترايب” لإنشاء شبكات بلوكشين خاصة بها. تهدف هذه الخطوة إلى الاستفادة من قاعدة عملائها الضخمة الموجودة مسبقًا، وتجاوز القيود التقنية التي قد تواجهها الشبكات العامة مثل البيتكوين والإيثيريوم. يتوقع الخبراء أن يستمر هذا الاتجاه في الانتشار خلال السنوات القليلة المقبلة.
لماذا تبني الشركات شبكات بلوكشين خاصة؟
مع تزايد اهتمام المؤسسات المالية الكبرى بعالم العملات الرقمية، بدأت شركات راسخة مثل “سيركل” و”تيثر”، بالإضافة إلى عمالقة تقليديين مثل “جي بي مورجان” و”الفيفا”، في تطوير شبكات بلوكشين مملوكة لها. الميزة الرئيسية لهذه الشبكات هي قدرتها على استقطاب ملايين العملاء الحاليين بسهولة، دون الحاجة إلى تعريفهم على تقنية البلوكشين المعقدة. حيث تقوم بإخفاء التعقيدات التقنية عن المستخدم، مما يسمح لهم باستخدام التكنولوجيا دون الحاجة إلى فهم عميق لها.
تحديات الشبكات العامة
تكمن المشكلة الرئيسية التي تدفع الشركات لبناء شبكاتها الخاصة في أن الشبكات العامة الحالية مثل البيتكوين والإيثيريوم لا تلبي دائمًا متطلبات الشركات. فهذه الشبكات العامة قد تعاني أحيانًا من:
- بطء في سرعة المعاملات.
- تقلبات في التكاليف.
- مخاوف أمنية محتملة.
لذلك، لجأت شركات كبرى إلى حلول خاصة. على سبيل المثال، طورت “جوجل كلاود” شبكة خاصة للمؤسسات المالية، وتبني “سترايب” شبكة “تمبو” لتسريع المدفوعات العالمية. كما تعمل “سيركل” على شبكة “آرك” المخصصة للتعامل بالعملات المستقرة، وأنشأت “سوني” شبكة “سونيوم” لإحضار ألعابها وخدماتها الترفيهية إلى عالم البلوكشين.
لماذا قد تفشل شبكات الشركات على المدى الطويل؟
على الرغم من هذا الانتشار، يرى محللون أن هذه الشبكات الخاصة تفتقر إلى القيم الأساسية التي بُني عليها مفهوم البلوكشين. فهي ليست لا مركزية بالكامل، ولا تقدم نظامًا ماليًا محايدًا يزيل الوسيط. بل تعيد إنشاء نموذج مركزي تقليدي، ولكن باستخدام تقنية جديدة. بينما تم تصميم شبكات مثل البيتكوين والإيثيريوم لتكون بروتوكولات مفتوحة وثابتة لا يمكن لأحد التحكم فيها أو تعديلها. هذا التصميم هو ما يضمن بقاءها وقوتها على المدى الطويل.
الخلاصة: المستقبل للشبكات العامة
في النهاية، تمثل شبكات البلوكشين الخاصة خطوة انتقالية مهمة نحو تبني التكنولوجيا الجديدة. لكنها لا تضمن النجاح طويل الأمد. فبدون الالتزام باللامركزية والمحايدة المالية، سيكون من الصعب عليها منافسة البروتوكولات العامة الأصلية التي تقدم نقودًا رقمية حقيقية يثق بها المجتمع، ويتم إدارتها بواسطة المستخدمين أنفسهم وليس بواسطة شركة واحدة.
الأسئلة الشائعة
س: ما الفرق بين شبكات البلوكشين الخاصة والعامة؟
ج: الشبكات الخاصة تتحكم فيها شركة واحدة أو مجموعة معينة، وهي أسرع ولكنها أقل شفافية ولا مركزية. بينما الشبكات العامة مثل البيتكوين مفتوحة للجميع، ولا مركزية، ولا يتحكم فيها أحد.
س: لماذا تبني الشركات شبكات بلوكشين خاصة بها؟
ج: لاستخدام قاعدة عملائها الحالية بسهولة، وتجنب المشاكل التقنية مثل البطء أو التكاليف المرتفعة في الشبكات العامة الحالية.
س: هل ستحل الشبكات الخاصة محل البيتكوين والإيثيريوم؟
ج: يعتقد معظم الخبراء أن لا، لأن الشبكات الخاصة تفتقر إلى اللامركزية والمحايدة، وهي المبادئ الأساسية التي تجعل البيتكوين والإيثيريوم فريدين وموثوقين على المدى الطويل.














